الوقت- أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي بداية حكمه الذاتي في ميناء عدن والمحافظات الجنوبية لليمن، متهماً منصور هادي بانتهاك التزاماته بموجب اتفاقية الرياض.
أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي صباح يوم الأحد 26 أبريل / نيسان في بيان له بداية الحكم الذاتي وان إدارة عدن والمدن الجنوبية لليمن ستكون في أيدي المجلس، وأن حكومة منصور هادي لم يعد لها دور تؤديه في هذه المناطق.
الأهداف المتضاربة لأبو ظبي والرياض في الحرب اليمنية
بعد أن أعلنت السعودية قرارها بالتدخل في اليمن ، تصدرت ما يسمى التحالف العربي للعمليات العسكرية في هناك ، مدعية أنها لاعب رئيسي في التطورات في اليمن ، ولكن أصبح من الواضح تدريجياً أن الإمارات دخلت الحرب ضمن حسابات مدروسة أكثر ، وهناك تقارير تفيد بان ولي العهد السعودي الشاب دخل الحرب في اليمن بتحريض من قبل الإمارات العربية المتحدة.
وفيما بعد تم الكشف عن أن هدف أبو ظبي من دخول الحرب على اليمن هو السيطرة على المناطق الجنوبية من اليمن ، ولا سيما جزيرة سقطرى ، التي تتمتع بموقع استراتيجي لإشرافه على خليج عدن ومضيق باب المندب ، وفي غضون ذلك ، يبدو أن ولي العهد السعودي الشاب محمد بن سلمان كان يبحث عن إظهار قوته في اليمن وعرض عضلاته أمام الجهات الفاعلة الإقليمية الأخرى.
عززت التطورات في اليمن الفرضية القائلة بأن أبوظبي لا تسعى لتحقيق هدف مشترك مع الرياض في الحرب على اليمن ، والصراع الناشب بين المجموعات التابعة لهذين البلدين على الأراضي اليمنية يزيد من صحة هذا الادعاء.
وفي هذا الصدد وفي مقابلة مع قناة الجزيرة القطرية ، ألقى مسؤول حكومي يمني مستقيل باللوم على دولة الإمارات العربية المتحدة في قيامها بأعمال شغب في بعض الوحدات العسكرية في محافظة سقطرى جنوب اليمن واعتبر هذه الاعمال بمثابة انقلاب على الحكومة المستقيلة.
وأضاف المسؤول الحكومي اليمني المستقيل أن الإمارات تحاول زعزعة استقرار سقطرى وخلق صراع دموي في المحافظة بالتزامن مع تمرد المجلس الانتقالي الجنوبي ، وأن أبو ظبي استخدمت أكثر من 270 مسلحاً سبق تدريبهم للتمرد في محافظة سقطرى.
وصرح هذا المصدر المقرب من منصور هادي أن الإمارات كانت تنوي شراء 13 ضابطاً من جيش منصور هادي لتنفيذ انقلاب ضد حكومته ، لكنها فشلت في ذلك ، وزعم أن الإمارات تجري رحلة مدنية أسبوعية الى سقطرى تدعي بانها تستخدم هذه الرحلات لإرسال مساعدات إنسانية إلى سقطرى ولكنها في الواقع تقوم بنقل عناصرها إلى هذه الجزيرة من خلال هذه الرحلات.
وهذا في حين ان التحالف السعودي أصدر بياناً حثً فيه المجلس الانتقالي الجنوبي اليمني (تحت رعاية الإمارات العربية المتحدة) على التراجع عن تحركه لإعلان الحكم ذاتي في منطقة جنوب اليمن.
وجاء في البيان ان "الوضع في عدن يجب ان يعود الى سابق عهده لان افعال المجلس الانتقالي تتعارض مع اتفاق الرياض". وفي هذا الصدد ، زعم خالد بن سلمان ، نائب وزير الدفاع السعودي ، أن البلاد كانت ترغب دائمًا بإرساء الأمن والاستقرار في اليمن ، وأن الوضع يجب أن يعود إلى طبيعته كما كان سابقاً.
كما ادعى وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان أيضاً أن القوات المدعومة من قبل السعودية والإمارات في اليمن يجب أن تعمل لتحقيق مصالح الشعب اليمني.
وفي هذا السياق ، أعلن نشطاء الشبكات الافتراضية أيضًا أن الإمارات قد خانت السعودية بفعل ذلك.
لذلك ، من الواضح أن أهداف الإمارات تتعارض مع أهداف المملكة العربية السعودية في اليمن ، وأن أبوظبي سعت إلى تحقيق أهدافها منذ بداية دخولها الحرب على الأراضي اليمنية ، وقد تم توضيح ذلك من خلال الانسحاب التدريجي لقوات الجيش الإماراتي ومواصلة ملاحقة أهداف أبو ظبي من قبل قواتها بالوكالة على الأراضي اليمنية ، والتي كشفت بوضوح عن خطط الإمارات السابقة والمتضاربة مع السعودية في الحرب اليمنية.
ردود الفعل على إعلان الحكم الذاتي للمجلس الانتقالي الجنوبي
اعتبرت حكومة عبد ربه منصور هادي ، المدعومة من قبل السعودية ، خطوة المجلس الانتقالي الجنوبي بمثابة الانتفاضة المسلحة وانتهاكاً كاملاً لاتفاق الرياض. وقال وزير خارجية الحكومة اليمنية المستقيلة محمد الحضرمي إن المجلس الانتقالي الجنوبي سيكون مسؤولاً عن جميع العواقب الوخيمة والكارثية لهذه الخطوة.
و رد محمد علي الحوثي ، رئيس اللجنة الثورية العليا اليمنية وعضو بارز في حركة أنصار الله ، على إعلان حكومة الحكم الذاتي في جنوب اليمن من قبل عناصر المجلس الانتقالي بقيادة الإمارات من خلال نشر رسالة على صفحته على تويتر.
وقال في خطابه للحكومة المستقيلة: من الذي انتهك اتفاقية الرياض؟ لا تذهبوا إلى الأضعف لتصفوه بأنه متمرد. أو إذا كنتم تحبون جنوب اليمن كما تدعون ، فلا تعلنوا عن بدء عاصفة جديدة (حرب جديدة) ضده. والآن نفذوا اتفاقية الرياض حتى لا يتحقق ما نقوله عنها.
وفي النهاية ، استخدم عبارة "اتفاقية جوفاء" لوصف اتفاقية الرياض وسخر منها بطريقة أو بأخرى ، كما استخدم محمد علي الحوثي نفس الكلمة لوصف اتفاقية الرياض في ديسمبر 2019 ، وكتب في تغريدة على تويتر: طبقوا اتفاقية الرياض كي لا يطلق عليها اتفاقية جوفاء ، أفلم تقولوا أنها تعتبر إنجازاً؟
لذلك ، يبدو أن المجلس الانتقالي الجنوبي ، بالتنسيق الكامل مع أبو ظبي ، قد أعلن الحكم الذاتي ، وقد يكون هذا غطاء لأبو ظبي للسيطرة الكاملة على سقطرى وإشغال الأطراف الأخرى حول اتفاقية الرياض.
وعلى الرغم من أنه يتضح من موقف الرياض أن السعودية لم توافق على قرار المجلس الانتقالي الجنوبي ، فإن الامر الذي يبدو واضحاً أكثر من أي شيء آخر هو يأس المملكة العربية السعودية من إدارة القضية اليمنية ، وان هذه الدولة قد فشلت في متابعة أهدافها في اليمن وهي تغرق أكثر وأكثر في المستنقع الذي خلقته.
وبالنظر إلى الوضع المتزلزل لولي العهد السعودي الشاب وأخذ عدم قدرة الرياض في مواجهة أنصار الله بعين الاعتبار ، يبدو أن أبو ظبي قد انتهزت الفرصة وأصبحت تملي مطالبها على الرياض وقامت بوضع الرياض تحت ظروف معينة بحيث لم يبق للرياض خيار أمامها سوى قبول مطالب الإمارات في اليمن من أجل الحفاظ على صورتها الإقليمية. لذلك ، وفي المستقبل ، من المحتمل أن تستنكر الرياض في مواقفها المعلنة الإجراءات الاماراتية ، حتى لو تم التحايل عليها من قبل أبوظبي في الواقع العملي.