الوقت- يحاول الاحتلال الاسرائيلي الضغط على الفلسطينيين قدر المستطاع لتحقيق أي نصر ولو بسيط لابعاد الضوء عن الخلافات الاسرائيلية_الاسرائيلية وعقدة تشكيل الحكومة وغضب الصهاينة الاسرائيليين من هذه الفوضى داخل الحكومة ونظموا مظاهرات مطلع الاسبوع الحالي حضرها 2000 شخص، واحتج المتظاهرون على المفاوضات لإقامة حكومة وحدة بين بنيامين نتنياهو وبيني جانتس، وحملوا لافتات كتب عليها "ننقذ الدولة، نحارب الفساد"، "دكتاتورية"، "لا يوجد لدى دولة أخرى".
ويبدو ان الخلاف لازال قائما داخل الحكومة الاسرائيلية واتجهت الامور نحو تقسيم رئاسة الحكومة بين نتنياهو وغانتس، يتناوب كل منهما رئاستها، على أن يبدأ نتنياهو أولا لمدة 18 شهرا، ولتخفيف هذا الاحتقان بدأ الطرفين بالحديث عن مشاريع استيطانية جديدة وضم غور الاردن وضم أجزاء من الضفة الغربية مطلع تموز المقبل.
ضم أجزاء من الضفة الغربية
ضم اجزاء من الضفة هو مشروع قديم جرى الحديث عنه في عدة مناسبات لشحذ همم الاسرائيليين ومحاولة نتنياهو كسب المزيد من الاصوات قبيل اي انتخابات كانت تجري، لكن كان دائما مصير هذا المشروع الفشل، وتجدد الحديث عنه مؤخرا بدعم من الولايات المتحدة الامريكية ، حيث قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو اليوم إن اتخاذ قرار بشأن ضم أجزاء من الضفة الغربية يعود في نهاية المطاف لإسرائيل، وإن واشنطن ستبدي موقفها بهذا الشأن للحكومة الإسرائيلية الجديدة بشكل غير معلن.
وتضمّنت الخطة الأميركية للسلام -التي عرضها الرئيس دونالد ترامب في آخر يناير/كانون الثاني الماضي- اقتراح ضم إسرائيل 130 مستوطنة تقع في الضفة، وأيضا غور الأردن، وهو ما رفضه الجانب الفلسطيني.
وردا على تصريحات بومبيو، هدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بإلغاء كل الاتفاقات والتفاهمات التي أبرمتها السلطة مع إسرائيل والولايات المتحدة، في حال أعلنت تل أبيب ضم أي جزء من أراضي الضفة.
وأضاف الرئيس عباس في تصريحات تلفزيونية "أبلغنا جميع الجهات الدولية المعنية -بما في ذلك الحكومتان الأميركية والإسرائيلية- بأننا لن نقف مكتوفي الأيدي إذا أعلنت إسرائيل ضمّ أي جزء من أراضينا".
اجرام الصهاينة
هناك اهمال واضح من قبل الكيان الاسرائيلي تجاه السجناء الفلسطينيين، حيث يتم حرمانهم من الرعاية الطبية في ظل انتشار فيروس كورونا واصابة شرطيين اسرائيليين بهذا الفيروس ونقصان بالمواد الاساسية والمعقمات ولايوجد للسجناء مادة للتعقيم سوى الكلور، وهذا الاهمال متعمد لتسوء حالة السجناء ويموتون ببطء أو أن يصابوا بأمراض مزمنة تجعل منهم أشخاص عاجزين عن الثورة والصمود.
ونتيجة لهذا الاهمال الصحي، استشهد فجر الأربعاء، الأسير الفلسطيني نور جابر البرغوثي (23 عاماً) من بلدة عابود قضاء رام الله، والمحكوم بالسّجن ثماني سنوات وهو معتقل منذ قرابة الأربع سنوات، بعد تدهور حالته الصحية.
واعلنت مصلحة سجون الاحتلال انه تم "استدعاء أفراد مصلحة السجون إلى زنزانة أحد الاسرى المحسوبين على حركة فتح، والذي فقد وعيه وقامت الطواقم الطبية في السجن بأعمال إنعاش قلبي رئوي ومن ثم نقله إلى المستشفى لمواصلة العلاج الطبي لكن المستشفى أعلن وفاته"
بدوره، أكد نادي الأسير أن الأسير البرغوثي، تعرض للإغماء الشديد أثناء تواجده في الحمام في قسم (25) في سجن "النقب الصحراوي"، حيث تأخرت الإدارة في نقل الأسير وإنعاشه، والتي جاءت بعد أكثر من نصف ساعة على حادثة فقدانه للوعي، واستجابت أخيراً بعد تكبيرات وصراخ الأسرى في القسم.
وحمل نادي الأسير، إدارة سجون الاحتلال، المسؤولية كاملة عن استشهاد الأسير البرغوثي، جراء تقاعسها ومماطلتها المتعمدة في إنقاذ حياته، واستمرارها في تنفيذ سياسة القتل البطيء بجملة من الأدوات الممنهجة.
ودعا نادي الأسير الفلسطيني إلى ضرورة الحذر من أي معلومات تحاول بثها إدارة سجون الاحتلال، وضرورة استقاء المعلومة من المصادر الرسمية فيما يتعلق بظروف استشهاد الأسير نور جابر البرغوثي، الذي يرفع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى 223 شهيداً منذ عام 1967م.
ومن جهتها حملت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في منظمة التحرير الفلسطينية إسرائيل المسؤولية عن وفاة الأسير البرغوثي في سجونها.
يُشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يحتجز خمسة جثامين من الأسرى الشهداء، وهم: أنيس دولة الذي استشهد في سجن عسقلان عام 1980، وعزيز عويسات الذي استشهد عام 2018، وفارس بارود، ونصار طقاطقة، وبسام السايح وثلاثتهم استشهدوا خلال العام المنصرم.
الفلسطينيون ينتفضون
زفت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، يوم الأربعاء، الشهيد إبراهيم محمد علي هلسة (25 عامًا) والذي استشهد برصاص الاحتلال الإسرائيلي عقب تنفيذه عملية دهس وطعن قرب حاجز الكونتينر الاحتلالي شرق مدينة بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة. وباركت الحركة في بيان صحفي لها، عملية الدهس والطعن المزدوجة مؤكد أن "العملية تؤكد أن الضفة المحتلة ما زالت تحمل المفاجآت للمحتل، الذي تواصل قيادته التشدق بشعارات الضم والتوسع الاستيطاني، والتي سيفشلها شعبنا بالمقاومة". وقالت "حماس": "الشهيد إبراهيم لبّى نداء الله والواجب بعمليته البطولية، وخيار المقاومة سيستمر بسواعد أبناء شعبنا للرد على جرائم الاحتلال واعتداءاته"، متقدمة بالتهنئة والمباركة من عائلة الشهيد. وشددت حماس على أن إعلانات الضم والتوسع لأراضي الضفة التي أعلنتها حكومة الاحتلال سيكون مصيرها الفشل مثل الإعلانات السابقة، منوهةً بأن شعبنا هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة فوق أرضه، وسيدافع عنها، وسيدفن جميع هذه المشاريع التي تولد ميتة.
الموساد وترويج المخدرات
بعد ان عجزت السلطات الاسرائيلية عن مواجهة حركات المقاومة التي اثبتت قدرتها على الصمود والتحدي في جميع الجبهات والمعارك وقدرتها على الرد في اي لحظة، وخلق معادلة "ردع" جديدة، بدأت تعمل على مشروع اجهاض حركات المقاومة من الداخل عبر دفع "الموساد" لترويج المخدرات بين سكان المخيمات.
في هذا الاطار وجّهت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، يوم الأربعاء، أصابع الاتهام إلى جهاز الاستخبارات الإسرائيليّ الخارجيّ "موساد"، بترويج المخدرات بمخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. وقالت وكالة (قدس برس) للأنباء إنّ ذلك جاء على لسان ممثل حركة "حماس" في لبنان أحمد عبد الهادي، خلال لقائه، اليوم، ممثلي الفصائل الفلسطينية والروابط الأهلية والمؤسسات والعلماء والفعاليات، بمخيم “برج البراجنة” للاجئين الفلسطينيين وسط العاصمة بيروت، وفق بيان الحركة.
وتابع عبد الهادي قائلاً إنّ ما حدث من اعتقال لعدد من تجار المخدرات هو مفخرة لكلّ فلسطيني يسكن هذا البلد، وإنجاز لا يمكن تجاوزه، بل على العكس يجب البناء عليه لإتمام خطوات أخرى، على حدّ قوله، وفي هذا الصدد، كشف المسؤول في "حماس"، عن تورط جهاز الـ"موساد" الإسرائيليّ، بالعمل على ترويج المخدرات بالمخيمات الفلسطينية في لبنان.
ودلل عبد الهادي على اتهامه بالقول إنّ كمية المخدرات التي تدخل المخيمات، والأسعار البخسة التي تباع بها، لا يترك مجالاً للشك أنّ كيان الاحتلال الإسرائيليّ ضالع في محاولة إغراق مخيماتنا في المخدرات، من أجل حرف الأنظار، وضرب روح المقاومة لدى شعبنا، طبقًا لأقواله.
وتابع بالقول: إنّ الإنجاز الذي تحقق (في اعتقال عدد من تجار المخدرات) هو عمل مقاوم بامتياز، مشددًا في الوقت عينه على أنّه لا يُمكِن أنْ نحافظ على هذا الإنجاز إلاّ بالوحدة التي استطاعت الفصائل في مخيم برج البراجنة أنْ تحققها، وكذلك كان لالتحام الأطر الأهلية بالفصائل الدور الكبير للوصول إلى هذا الإنجاز، كما قال.
ونوه إلى أنّه لو أنّ أيّ فصيل فلسطيني عارض خطوة اعتقال تجار المخدرات لما تمّت على هذا النحو، فوحدتنا هي الأساس في كل خطوة، كما قال. ودعا ممثل "حماس"، إلى المحافظة على هذه الوحدة، التي قال: لولاها لما استطعنا الوصول إلى ما وصلنا إليه، من ملاحقة تجار المخدرات الفارين، وإزالة الكاميرات، مُشيرًا في الوقت ذاته إلى أنّ الأشقاء في لبنان على الأصعدة الرسمية والحزبية، أشادوا بما جرى، واعتبروه خطوة كبيرة يُبنى عليها في العلاقات اللبنانية الفلسطينية، على حدّ تعبير ممثل حركة (حماس) في لبنان.