الوقت- يكشف الدعم المطلق الذي يقدمه السفير الامريكي في بغداد لخطة انشاء قوات الحرس الوطني في العراق عن الفائدة التي تعود للامريكيين من تنفيذ هذه الخطة فعلى الرغم من امكانية استفادة العراق من الحرس الوطني في وجه تنظيم داعش الإرهابي وامثاله لكن هذه الخطة بشكلها الحالي تفيد محاولات تقسيم العراق لأنها تنص على تشكيل حرس وطني في نطاق المحافظات وهذا يعني تشكيل قوة عسكرية امنية طائفية في هذه المحافظات تهدد الامن الوطني واستقلال العراق ولذلك ينبغي على العراقيين ان يقوموا بفعل ما يجب لتجنيب بلادهم الآثار الكارثية لمثل هذه المخططات الامريكية.
يدعي الامريكيون انهم يريدون القضاء على داعش لكن الواضح ان الامريكيين يتلاعبون بهذه الورقة فعندما كانت ارتال السيارات التابعة لداعش تتوجه لاحتلال الرمادي على مرأى ومسمع القوات الامريكية المتواجدة في محافظة الانبار لم يفعل الامريكيون شيئا لأنهم يستخدمون بعبع الارهاب ليزيدوا من تواجدهم العسكري في المنطقة لكن الامريكيين يريدون خفض كلفة هذا التواجد العسكري الكبير من خلال مخططات ينفذونها حاليا في العراق ويمكن وضع دعم السفير الامريكي في العراق استيوارت جونز لخطة انشاء الحرس الوطني في العراق في هذا السياق.
ويقول ستيوارت جونز ان اقرار قانون تشكيل الحرس الوطني سيدعم وحدة العراق وقد انتشرت انباء عن لقاءات متعددة للسفير الامريكي مع الشخصيات العراقية المؤثرة من اجل اقرار هذا القانون في البرلمان العراقي الذي لم يوافق حتى الان عليه.
ومن جانب آخر نرى بأن الامريكيين يضعون خططا خاصة بهم من اجل تحرير مدينة الموصل ويستبعدون اشراك قوات شيعية في تحرير الموصل وقد شن الامريكيون حربا نفسية شرسة ضد قوات الحشد الشعبي والسؤال المطروح هنا هو حول اسم قائد عمليات تحرير الموصل وفي هذا السياق نشر موقع العراق تايمز تقريرا قبل ايام فيه الكثير من المعلومات الهامة وقال هذا الموقع ان العميد نجم عبدالله الجبوري الذي يتداول اسمه بكثرة لتولي قيادة عمليات تحرير الموصل هو مقرب جدا من الامريكيين.
وقال الموقع "ان العميد نجم عبدالله الجبوري قد تحول في وقت قصير الى احب العناصر المقربة والمحبوبة لدى الامريكيين فهو كان قد غادر العراق في عام 2009 وذهب الى امريكا لاستكمال تدريبه العسكري وعمل كباحث في مراكز دراسات استراتيجية امريكية وقد ظهر في وسائل الاعلام برفقة رئيس الوزراء حيدر العبادي مرتديا بزته العسكرية وكان قائد عمليات نينوى وبعد فترة من ظهور الجبوري في وسائل الاعلام ظهر وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي في التلفزيون وحينما سأله مقدم البرامج عن موضوع منصب العميد نجم الجبوري تحاشى وزير الدفاع العراقي الاجابة على هذا السؤال وعندما اصر المذيع على الاجابة قال وزير الدفاع العراقي انه لايعرف الجبوري ولايعرف كيف تم تنصيبه في منصبه وان الموضوع لا يخصه ابدا".
وفيما بات معلوما ان تنصيب العميد نجم الجبوري لقيادة عمليات تحرير الموصل جاء بضغط امريكي يتبادر الى الذهن سؤال حول الاهداف الامريكية من وراء ذلك وما يجب عن يفعله العراقيون لافشال هذا المخطط الامريكي لزيادة النفوذ في العراق.
ان الدعم الامريكي
لاقرار قانون انشاء الحرس الوطني بصيغته المطروحة حاليا والذي يكرس الانقسام
والطائفية في العراق وكذلك سعي الامريكيين لتنصيب مسؤولين عسكريين وغير عسكريين
موالين لواشنطن في العراق يحتم على العراقيين شعبا وحكومة ان يقفوا وقفة واحدة
ويفشلوا المخطط الامريكي للدخول من شباك العراقيين بعد الخروج خائبا من بابهم.