الوقت- سمح النمو الاقتصادي الهائل للصين بامكانية قيام هذا البلد بتطوير قدراتها العسكرية وباتت الصين تسعى الى الوصول الى مكانة عالية ومحورية في النظام الدولي بالاستفادة من سياستها العسكرية التي تعني كيفية ادارة العلاقات السياسية الخارجية، وتسمح هذه السياسة حاليا للصين بأن تستعرض قدراتها وتوجد قوة ناعمة لها ايضا.
هناك اهداف رئيسية عديدة لبكين من وراء اتباع هذه السياسة العسكرية التي ترمي الى الاستفادة الدبلوماسية والسلمية من القدرات العسكرية لكن ما يسلط الضوء حاليا على اهداف الصين هو ازدياد النشاط العسكري الصيني بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة ونظرة الرئيس الصيني شي جين بينغ الى هذا الموضوع.
لقد تحدث الرئيس شي جين بينغ في شهر يناير 2015 امام ضباط الجيش الصيني واعلن بدء مرحلة جديدة من السياسة العسكرية للبلاد واشار الى الدور المحوري للجيش الصيني في العلاقات الخارجية للبلاد، وأتت تصريحات الرئيس الصيني بعد ان زادت الصين من مساهماتها في العمليات العسكرية المشتركة مع باقي الاطراف الدولية ومع الامم المتحدة خلال السنوات الاخيرة وتحديدا بعد مجيء الرئيس الجديد الى الحكم.
وهناك ابعاد مختلفة للسياسة العسكرية الصينية مثل عمليات الاغاثة وحفظ السلام والمبادلات العسكرية وبيع السلاح ونقل التكنولوجيا، فعلى سبيل المثال تستخدم الصين جيشها في عمليات الاغاثة الانسانية بهدف زيادة القوة الناعمة للبلاد على الصعيد الدولي وقد استعرضت الصين قوة جيشها في العديد من عمليات الانسانية التي جرت في انحاء العالم.
ومن جهة اخرى تعتبر الصين اكبر دولة بين الدول الاعضاء في مجلس الامن الدولي ترسل جنودها لحفظ السلام الى انحاء العالم كما ان الصين ترسل ممثليها العسكرين الى مختلف دول العالم للقيام بزيارات عسكرية وقد ارسلت الصين 1600 مندوب الى 90 دولة خلال العقدين المنصرمين، وللصين ملحقين عسكريين في 109 دولة من دول العالم وهناك آلاف الطلبة من طلبة الجامعات والكليات العسكرية الصينيين يدرسون في دول مختلفة في العالم وهذا يدل على سياسة الرئيس الصيني لزيادة التبادل العسكري مع باقي دول العالم.
اما فيما يتعلق بتصدير الاسلحة ونقل التكنولوجيا العسكرية فيجب القول ان المسؤولين العسكريين الصينيين يتابعون هذا الامر بكل اهتمام من اجل زيادة النفوذ الصيني في العالم وقد تضاعفت عمليات تصدير السلاح الصيني الى الخارج بمعدل 3 اضعاف خلال السنوات العشر الاخيرة وبذلك اصبحت الصين في المرتبة الثالثة عالميا في عام 2012 بعد ان كانت في المرتبة السابعة عالميا في عام 2002.
وتريد الصين من خلال سياستها العسكرية ان تقضي على أحادية السلطة والسيطرة في العالم، وان السياسة العسكرية لبكين ستمكنها من ان تكون لها اليد العليا في منطقة شرق آسيا كما ان التعاون بين الصين وروسيا في اطار العمليات العسكرية المشتركة يهدف الى ايجاد توازن للقوى في مواجهة القدرات العسكرية الامريكية.
وتحاول الصين في نفس الوقت الاظهار بأن سياساتها العسكرية ونهوضها العسكري لن يشكل ضررا على الدول الجارة بل سيكون له تأثير ايجابي كما تمكن مشاركة الصين في عمليات حفظ السلام في انحاء العالم هذا البلد من لعب دور القوة العظمى في النظام الدولي.
وتستخدم الصين سياستها العسكرية من اجل استعراض قوتها العسكرية على الصعيد الدولي وذلك في موازاة سعيها لتحسين علاقاتها الخارجية لكي لاتشعر دول العالم وخاصة الدول المجاورة باي خطر من تنامي القوة العسكرية والاقتصادية لهذا البلد.
وقد وضع المسؤولون العسكريون في الصين نصب أعينهم تحقيق عدة اهداف ومنها تعزيز القدرات العسكرية لبلادهم وايجاد علاقات عسكرية جديدة مع باقي البلدان والتوصل الى تكنولوجيات عسكرية جديدة والحصول على معلومات أكثر دقة حول القدرات العسكرية لباقي البلدان وزيادة القوة الناعمة لبلادهم وابداء صورة ايجابية عن هذه القوة وتحسين صورة الصين في العالم ولعب دور القوة العظمى في العالم ورفع مستوى جهوزية القوات المسلحة الصينية في مواجهة اي عدو محتمل ومواجهة الكوارث الطبيعية بالاضافة الى استعراض القوة الصينية امام العالم.