الوقت- شارك عشرات الآلاف من المواطنين السعوديين الذين يعيشون في مدينة القطيف شرق السعودية، يوم أمس، في مراسم تشييع الشهداء الذين استشهدوا على يد الجيش السعودي ورددوا شعار الموت لآل سعود. حيث زادت السعودية خلال العام الماضي. الضغوط على الشيعة من خلال ممارسة القمع ضدهم والزج بهم في السجون، وبالتزامن تحاول خداع الرأي العام العالمي من خلال التظاهر بتمسكها بحقوق الإنسان.
أوضاع الشيعة في السعودية
على الرغم من أن الشيعة يشكلون حوالي 20 في المئة من سكان السعودية ، إلا أنهم يعتبرون أقلية محرومة وتخضع لنظام فصل عنصري ممنهج. يعيش معظم الشيعة شرق البلاد في محافظة الشرقية وفي المناطق الغنية بالنفط، وخاصة في مدن القطيف والاحساء والدمام. ونظراً لأهمية النفط في الاقتصاد والسياسة لدى السعودية، ارتبطت الحساسيات الإيديولوجية تجاه الحركات الشيعية بالقضايا الجيولوجيا الاقتصادية. بينما قد كان الشيعة في هذا البلد قد خضعوا طوعاً لحكم الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن عام 1913. وفي ذلك العام تأسست المحافظة الثالثة في السعودية بعد قبول الاحساء والقطيف حكم الملك عبد العزيز. رغم ذلك، فإن الثقافة الشيعية لم تدمج في المجتمع السعودي كما كان متوقعاً، على سبيل المثال ، في عام 1989 فقط، كان الوهابيون يديرون 38850 مسجداً و 3215 مصلى ، لكن الشيعة السعوديين ليس لهم الحق في بناء مسجد جديد ، وخاصة في المدينة المنورة.
يتم إغلاق مساجد الشيعة من قبل الحكام السعوديين خلال الايام والمراسم الدينية، وبسبب هذا الحظر، فإنهم يشكلون مجالس تسمى مجلس العائلة للمراسم الدينية والمآتم. وفي الشأن القانوني ايضاً ، ألغيت قوانين الشيعة في عام 1913. اذ أنه بموجب المادة 6 من الدستور ، الذي تم إقراره في عام 1926 ، يتم إلغاء أي قرار لا يتوافق مع الاحكام الحنبلية. قضاة الشيعة في مناطق القطيف والاحساء يبتون بدعاوي الشيعة في مسائل الوقف والميراث والزواج والطلاق فقط ومن دون راتب شهري وفي مكاتب غير رسمية.
على الرغم من أن للشيعة 6 ممثلين في المجالس الاستشارية السعودية ، إلا أن عدد ممثلي الشيعة انخفض إلى ممثل واحد في السنوات الأخيرة. وفي مجالس المناطق ليس حال الشيعة أفضل من المجالس الحكومية، وبالمحصلة مهّد سلوك الحكومة السعودية وعدم مشاركة الشيعة السياسية والقانونية الطريق أمام هذه الجماعة للاحتجاج والمطالبة بحقوقها المدنية وبإصلاح حقيقي.
احتجاجات الشيعة الجديدة
بالرغم من أن الشيعة يعيشون في مناطق غنية بالنفط ، لكنهم لا يتمتعون بمزايا اقتصادية وازدهار متساوية نتيجة لسياسات الحكومة السعودية. بدأت موجة جديدة من الاحتجاجات الشيعية السعودية خلال ما سمي بـ "الربيع العربي". في هذا الفترة ، كما هو الحال في تونس ، أقدم شخص من الشيعة على إضرام النار بنفسه، وبعد ذلك بدأت الاحتجاجات. وكانت أكبر الاحتجاجات مظاهرات خرج فيها عشرات الآلاف في 11 مارس 2011 في القطيف تحت اسم "يوم الغضب".
حظر السعوديون أي تجمع لاحتواء الاحتجاجات. تحاول الحكومة السعودية بين الحين والآخر اضعاف الشيعة عبر اعتقال قادتهم؛ وفي عام 2017 ، بدأ السعوديون بهدم منازل بعض الأحياء الشيعية. حيث أعلن مدير عام إدارة العلاقات العامة والاعلام بأمانة المنطقة الشرقية في السعودية محمد الصفيان، هدم 488 منزلاً في حي المسورة الشيعي في العوامية ، شرق السعودية.
مطالب الشيعة هي الإفراج عن السجناء السياسيين ، ومعاملة الشيعة وفق معايير حقوق الإنسان ، واحقاق حقوق الشيعة بموجب المادة 47 من الدستور ، والمشاركة السياسية للشيعة ، وحرية ممارسة الشعائر الدينية الشيعية في الأماكن العامة.
لكن رد فعل النظام السعودي على هذه المطالب الشيعية السلمية لم يكن إيجابياً فحسب، بل تزايدت الضغوط التي تتعلق بالهوية في السنوات الأخيرة اكثر من أي وقت مضى. فبحسب تقرير لـ"سي ان ان": "قامت الحكومة السعودية بتقييد الأسماء التي يمكن أن يختارها الشيعة لأطفالهم لإبعادهم عن هويتهم".
من جهة أخرى، بالتزامن مع تصاعد التوتر في الخليج الفارسي في ربيع هذا العام تزايدت الضغوط على الشيعة السعوديين. ففي مايو / أيار ، قُتل ثمانية أشخاص في اعتداء شنته القوات السعودية على منطقة القطيف. وبررت مديرية أمن الدولة السعودية الهجوم من خلال الادعاء بأنه تم "اكتشاف مجموعة إرهابية تخطط لشن هجمات إرهابية على منشآت حيوية ومراكز أمنية". الادعاء الذي لم يتم البت فيه وتأكيده في المحكمة ذات الصلة.
استؤنفت عمليات اعتقال الشيعة في منطقة القطيف مرة أخرى في سبتمبر. فلم تتسبب هذه الاعتقالات واعمال القمع في تراجع الشيعة عن مطالبهم المشروعة كما بدأ المرتزقة السعوديون في قمع الشيعة بمزيد من القسوة. وفي منتصف ديسمبر ، دهست القوات السعودية الناشط الشيعي حسن آل دخيل على كورنيش القطيف. كما استمرت هذه الضغوط واعمال القمع في الشهر التالي.
في الشهر الماضي ، أعلن رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن قوات الأمن السعودية فرضت حصاراً عسكرياً على مناطق في محافظة القطيف شرق البلاد ، حيث هاجمت قوات الأمن السعودية منطقتي القديح والبحاري في القطيف وأطلقت الأعيرة النارية ولم تسمح للسكان بالدخول والخروج من هاتين المنطقتين.
قام ولي العهد السعودي محمد بن سلمان حتى الآن بإصلاحات سياسية واجتماعية مختلفة وذلك لجذب الدول الغربية وجذب المستثمرين الغربيين. لكن تعامل هذا النظام مع الشيعة وتشديد العنف في الأشهر الأخيرة يظهر أنه لم يتم أي تغيير في الطبيعة القمعية لهذا النظام.