الوقت- خلال العقود الماضية بذل الكيان الصهيوني الكثير من الجهود لإقناع العديد من دول المنطقة لبناء علاقات اقتصادية وسياسية معه، إلا أن الكثير من الدول العربية لم تقبل ذلك ولم تقبل عمليات التطبيع مع ذلك الكيان الغاصب، ولهذا فلقد لجأ القادة في تل أبيب إلى التركيز على المربعات الأكاديمية والبحثية والتعليمية والرياضية والثقافية والفنية والإعلامية، التي يسهل عبرها الاختراق والتجنيد، والهدف هو كسر الحاجز النفسي من الوجود في نفس المساحة مع العرب والمسلمين، والغاية هي إضفاء الشرعية على وجوده، وبالتالي تسويق نفسه كدولة لها وجود قانوني وفعلي. وحول هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الإخبارية بأن القادة الإسرائيليين حاولوا خلال السنوات القليلة الماضية اختراق العالم العربي والإسلامي من الجانب الرياضي، إلا أن الكثير من الرياضيين العرب والمسلمين رفضوا ذلك التطبيع الرياضي ولم يرضخوا للأطماع الخبيثة الصهيونية، ولذا فإن الكثير من الرياضيين العرب فضلوا الانسحاب بكل شرف وسعادة، وعدم الدخول في مواجهات رياضية مع الفرق أو الأفراد الإسرائيليين حتى لو كلفهم ذلك الغالي والنفيس، ولو فرضت عليهم العقوبات العالية وحتى لو وصل الأمر بهم إلى قطع مسارهم ونشاطهم الرياضي نهائياً.
وفي هذا الصدد، ذكرت عدد من المصادر الإخبارية بأن لاعب المنتخب الوطني الاردني للـ"كيك بوكيسنغ"، اللاعب الشاب "محمد وصفي عيد"، أعلن عن انسحابه من بطولة العالم، بعد أن أوقعته القرعة في مواجهة لاعب إسرائيلي.
ولفتت تلك المصادر الإخبارية بأن اللاعب الأردني "عيد" كتب عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، "الحمد لله.. قدر الله وما شاء فعل.. بعد تدريب متواصل لعدة أشهر مع المنتخب الأردني وبعد الوصول إلى أنطاليا للمشاركة في بطولة العالم للكيك بوكيسنغ… جاءت قرعتي مع لاعب الكيان الصهيوني فقررت عدم المشاركة إذ إن الوطن مبدأ والمبادئ لا تسقط… فكان من السهل على أن أتنحى عن حلم الفوز بالبطولة على أن أقف بمواجهة الاسرائيلي على الرغم كنت على استعداد كامل للحصول على ذهبية العالم وبكل قوة … حيث إني لن أُنزل نفسي إلى منزلة لا تليق بي ولا ببلدي الأردن الحبيب".
وأضاف، قائلاً: "نعم الخيرة فيما اختاره الله والحمد لله … والقادم أفضل وبإذن الله سيكون لي مشاركات في بطولات أخرى… دعواتكم".
وفي سياق متصل، بارك تجمع "اتحرك" لدعم المقاومة مواجهة التطبيع، قرار اللاعب الأردني "محمد عيد"، مؤكداً أن موقفه كان مشرفاً، وأضاف تجمع "اتحرك" بأن انسحاب البطل "محمد عيد" لاعب المنتخب الأردني من بطولة العالم للـ"كيك بوكسنج" بعد أن وقعت قرعته مع لاعب يمثل الكيان الصهيوني، يُثبت أن البطولة الحقيقية بالمبدأ وليست بالكؤوس والميداليات.
يذكر أن انتقادات لاذعة طالت مؤخراً لاعب المنتخب الأردني للـ"جوجيتسو"، "حمزة الرشيد"، بعد منازلته لاعباً إسرائيلياً في نهائي بطولة العالم بأبو ظبي، ووقوفه على منصة التتويج بعد خسارته أثناء عزف النشيد الإسرائيلي.
وهنا تجدر الإشارة إلى أنه خلال السنوات الماضية رفض العديد من اللاعبين المسلمين مواجهة الكثير من اللاعبين الاسرائيليين وفي هذا السياق، ذكرت بعض الوسائل الإخبارية بأن الملاكمة التونسية "ميساء العباسي"، اختارت الانسحاب من مواجهة منافسة إسرائيلية خلال البطولة الدولية للملاكمة المقامة في روسيا في 31 يوليو الماضي، بعدما أوقعتها القرعة في مواجهة ملاكمة إسرائيلية في منافسات وزن تحت 69 كغم، حيث قررت "ميساء"، عدم خوض النزال، وذلك لأنها ترفض التطبيع مع ممثلي الاحتلال الإسرائيلي بأي شكل من الأشكال. ومن جهته، قرر لاعب المنتخب العراقي لرياضة المواي تاي، "علي الكناني"، الانسحاب من بطولة العالم التي أقيمت في تايلاند، بعد أن أوقعته قرعة الدور نصف النهائي للبطولة في مواجهة خصم إسرائيلي واعتبر وزير الرياضة العراقي أن انسحاب اللاعب أمام خصمه الإسرائيلي إنجاز بحدّ ذاته وانتصار للقيم والمبادئ، وأكبر من أي ميدالية أو كأس.
وفي هذا الصدد تحدّث الحكم الإيراني "علي رضا بهرمان"، مدرّب فريق لعبة "الووشو كنغ فو" الوطني للشباب الإيراني والحكم الدولي للعبة "الووشو كنغ فو"، عن تجربته في رفض المشاركة في عملية التحكيم لرياضي صهيوني، حيث قال: " في هذا العام وفي اليوم الثاني من إقامة تلك البطولة، أدركت أنني سوف أقوم بالمشاركة في عملية التحكيم على لعبة رياضي إسرائيلي، ولكنني وعلى الرغم من أنني أعلم جيداً بأنه على الأرجح سأُخرج من عالم "الووشو كنغ فو" ومن عالم التحكيم فيها إلى الأبد، إلا أنني قررت أن أقوم بهذه الخطوة وامتنعت عن المشاركة في عملية التحكيم تلك وذلك لأننا كشعب إيراني نحب وندافع عن القضية والشعب الفلسطيني". وفي سياق متصل، أعربت العديد من المصادر الإخبارية بأن لاعب الشطرنج الإيراني "آرين غلامي" ذا الثمانية عشر عاماً رفض مواجهة لاعب شطرنج إسرائيلي خلال مسابقات ريلتون التي عقدت في السويد قبل عدة أشهر، وفي تصريح أدلى به اللاعب الإيراني لبعض الصحف الإيرانية قال "غلامي": "إن مسابقات ريلتون في السويد جرت في إطار فئتي "القياسي" و"الخاطف" حيث تمكنتُ في قسم "القياسي" من الحصول على لقب "أستاذ كبير" بعد أن تجاوزت درجة 2500 وفي قسم "الخاطف" حصلت على 6 نقاط من 6 مباريات وكنت متقدماً على البقية بنقطة، وفي المباراة السابعة كان من المقرر أن أواجه لاعباً من الكيان الصهيوني إلا أنني رفضت ذلك وفقدت نقطة لأحلّ في مركز الوصافة، لقد كان هدفي أكبر من أي لقب وبطولة حيث دافعت بموقفي هذا عن الشعب الفلسطيني المظلوم".
كما انسحب لاعب الفريق السوري من منافسات البطولة الدولية الرابعة المفتوحة للكيك بوكسينغ التي أقيمت في مدينة أنطاليا التركية، رافضاً مواجهة لاعب إسرائيلي في البطولة وقال مدرب اللاعب: "إنه من الطبيعي اتخاذ هذه المواقف من الرياضيين الأحرار، ولا يمكن الالتقاء مع لاعبي الكيان الصهيوني في المنافسات الرياضية"، مضيفاً إن ذلك الموقف هو إجراء طبيعي بالنسبة لنا، ونعبّر فيه عن مبادئنا وإخلاصنا لقضيتنا. وفي السياق نفسه، أعربت العديد من المصادر الإخبارية بأن بطل لبنان "بسام محمد صفدية" رفض خلال مشاركته مع منتخب لبنان لكرة الطاولة في بطولة البحر الأبيض المتوسط في إيطاليا، مواجهة لاعب إسرائيلي، أوقعته القرعة في مواجهته، رفضاً للتطبيع والاعتراف بالكيان الصهيوني.
لقد أشاد الكثير من أبناء الشعوب العربية والمحللين السياسيين والمغردين بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، بانسحاب الكثير من اللاعبين العرب والمسلمين واعتبروا كل تلك الانسحابات وكل ذلك الرفض موقفاً عربياً وإسلامياً مشرّفاً رافضاً للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.