الوقت- بذل القادة الإسرائيليون خلال السنوات القليلة الماضية الكثير من الجهود لاختراق العالم العربي والإسلامي من الجانب الرياضي، إلا أن الكثير من الرياضيين العرب والمسلمين رفضوا ذلك التطبيع الرياضي ولم يرضخوا للأطماع الخبيثة الصهيونية، ولقد فضّل الكثير من الرياضيين المسلمين الانسحاب بكل شرف وسعادة، وعدم الدخول في مواجهات رياضية مع الفرق أو الأفراد الإسرائيليين حتى لو كلفهم ذلك الغالي والنفيس، ولو فرضت عليهم العقوبات العالية وحتى لو وصل الأمر بهم إلى قطع مسارهم ونشاطهم الرياضي نهائياً.
وحول هذا السياق، تخلى الكاراتيه اللبناني "مالك الزيباوي" الأسبوع الماضي الذي شارك في بطولة أوروبا التي أقيمت في البرتغال عن الصعود إلى منصة التتويج رغم أنه حصل على المركز الأول وذلك لأنه كان يوجد أيضاً على منصة التتويج لاعب إسرائيلي إلا أنه فضّل الانسحاب وذلك دعماً للقضية وللشعب الفلسطيني المظلوم الذي عاش خلال العقود الماضية تحت وطأة وجبروت الكيان الصهيوني الغاصب.
وردّاً للجميل، أشاد العّداء الفلسطيني "محمد القادري" بالرياضي اللبناني لدعمه القضية والشعب الفلسطيني ومقارعته للكيان الصهيوني.
يذكر أن هذا الرياضي الفلسطيني الشهير صعد على منصة البطولة بالعلم اللبناني بعد مشاركته في الماراتون الذي عقد في العاصمة السويسرية "جنيف" وذلك ليعبّر عن مدى شكره وامتنانه للكاراتيه اللبناني "مالك الزيباوي".
وفي سياق متصل، تقدّمت المؤسسة الفلسطينية للشباب والرياضة في لبنان بأسمى آيات التهاني للبطل اللبناني ابن صيدا "مالك الزيباوي" والذي تمكّن من الفوز في بطولتين بآن واحد، المركز الأول في بطولة أوروبا المفتوحة للكاراتيه والكيوكوشنكاي وفي بطولة الكرامة والعزة التي تضاهي الذهبية وكل المراكز.
يذكر أن المنتخب اللبناني للكيوكوشنكاي- كاراتيه، حقق نتائج مميزة في البطولة العالمية الثالثة والثلاثين للعبة، التي احتضنتها مدينة "بورتو" البرتغالية، وحصد أبطال لبنان خلال البطولة، ميداليتين ذهبيتين وواحدة فضية وأربع ميداليات برونزية، كما احتل المنتخب اللبناني المركز السادس في البطولة، بين أكثر من 20 دولة مشاركة، بينها بولندا وبلغاريا وروسيا وهولندا.
وكانت الذهبية الأولى من نصيب البطل اللبناني "مالك الزيباوي" الذي رفض الصعود إلى منصة التتويج بسبب وجود لاعب إسرائيلي على المنصة ولقد أكد هذا اللاعب اللبناني أنه يرفض كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، ويلتزم بقرار الاتحاد اللبناني للعبة وبقوانين وزارة الشباب والرياضة والدولة اللبنانية، معلناً أنه كان سينسحب من البطولة، لو أن القرعة أوقعته بمواجهة لاعب من كيان الاحتلال، ولقد بارك وزير الشباب والرياضة اللبناني "محمد فنيش"، بالنتائج الممتازة للبعثة اللبنانية، مثنياً على موقف البطل "مالك الزيباوي"، المنسجم مع موقف الدولة اللبنانية بمناهضة التطبيع مع العدو الصهيوني.
وفي سياق متصل، أعربت العديد من المصادر الإخبارية بأن العديد من اللاعبين المسلمين رفضوا خلال السنوات الماضية مواجهة بعض اللاعبين الإسرائيليين وذلك دعماً للقضية وللشعب الفلسطيني المظلوم، حيث ذكرت تلك المصادر أن لاعب الشطرنج الإيراني "آرين غلامي" ذا الثمانية عشر عاماً رفض مواجهة لاعب شطرنج إسرائيلي خلال مسابقات ريلتون التي عقدت في السويد قبل عدة أشهر وخلال استقباله في مطار الإمام الخميني (ره) في طهران قال "غلامي": "لقد رفضت هذه المنافسة دعماً للشعب الفلسطيني، ولا أعترف بدولة تسمى إسرائيل".
ولفتت تلك المصادر أيضاً إلى أن لاعب الكيك بوكسينغ الأردني "محمد البناط" رفض هو الآخر خوض مباراة أمام لاعب إسرائيلي في مباراة ضمن بطولة تركيا الدولية وأوضح اللاعب الأردني "البنا" الذي اكتفى بالمدالية البرونزية أنه يرفض بشكل قاطع منافسة أي لاعب يمثل "إسرائيل"، في رسالة تضامن واضحة مع الشعب الفلسطيني الذي يفقد خيرة شبابه يومياً بسبب بطش الاحتلال وعنصريته.
كما ذكرت وسائل إعلام مصرية بأن "أحمد عوض" لاعب المنتخب الوطني للجودو، انسحب أمام اللاعب الإسرائيلي، ضمن منافسات بطولة العالم التي أقيمت في النمسا، وأشارت تلك الوسائل الإعلامية إلى أن المقاطعة الرياضية للاعبين العرب بصفة عامة والمصريين بصفة خاصة، تأتي ضمن سياسة المقاطعة التي تفرض على اللاعبين الإسرائيليين.
كما أن الحكم الإيراني "علي رضا بهرمان"، مدرّب فريق لعبة "الووشو كنغ فو" الوطني للشباب الإيراني والحكم الدولي للعبة "الووشو كنغ فو" عّبر عن تجربته في هذا المجال وقال" "في هذا العام وفي اليوم الثاني من إقامة بطولة الووشو، أدركت أنني سوف أقوم بالمشاركة في عملية التحكيم على لعبة رياضي إسرائيلي، ولكنني وعلى الرغم من أنني أعلم جيداً بأنه على الأرجح سأُخرج من عالم "الووشو كنغ فو" ومن عالم التحكيم فيها إلى الأبد، إلا أنني قررت أن أقوم بهذه الخطوة وامتنعت عن المشاركة في عملية التحكيم تلك وذلك لأننا كشعب إيراني نحب وندافع عن القضية والشعب الفلسطيني".
لطالما كان للاعبين المسلمين وخاصة أبناء الشعب الإيراني وقادته الكثير من المواقف المشرفة تجاه القضية والشعب الفلسطيني المظلوم ولطالما سمعنا وشاهدنا العديد من المسؤولين الإيرانيين يعلنون بصراحة بأن القيادة والشعب الإيراني يقفون إلى جانب الشعب الفلسطيني وأنهم لا ولن يعترفوا بدولة اسمها "إسرائيل" ولطالما كشفت العديد من التقارير عن تقديم الحكومة والشعب الإيراني الكثير من الدعم المالي لأولئك المظلومين الذين تخلّى عنهم القريب قبل البعيد، ولقد أشاد الكثير من أبناء الشعوب العربية والمحللين السياسيين والمغردين بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، بانسحاب الكثير من اللاعبين الإيرانيين والعرب واعتبروا كل تلك الانسحابات وكل ذلك الرفض موقفاً عربياً مشرّفاً رافضاً للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.