الوقت- مع بزوغ فجر يوم الخميس الماضي، انطلقت مناورات "المدافعون عن سماء الولاية 98" في شرق إيران وبالتحديد في مدينة "سمنان" بمشاركة قوات الدفاع الجوي والقوة الجوية للجيش الإيراني إلى جانب قوات مقرّ الدفاع الجوي للبلاد، لاختبار مرونة الدفاع الجوي والنهوض بمستوى مهارات الطاقات الشابة في استخدام المنظومات المحلية الصنع.
وحول هذا السياق، قال العميد "علي رضا صباحي فرد" قائد قوات الدفاع الجوي للجيش الإيراني: "إن المعدات التي تم استخدامها خلال هذه المناورات محلية الصنع تمت صناعتها بأيادي الخبراء الإيرانيين وتتمتع بآخر التقنيات المتطوّرة عالمياً وسيكون سيناريو المناورات في ظروف قريبة من الحرب الحقيقية لمواجه العدو في أي ظرف يواجهه البلد".
وأوضح العميد "صباحي فرد" على هامش المناورات المشتركة للدفاع الجوي بأن المناورات تجري على مساحة 416 ألف كيلومتر مربع في المنطقة العامة لمحافظة سمنان شمال شرق إيران.
وأضاف بالقول: "إن المرحلة الأولى لهذه المناورات تشمل كشف وتحديد أهداف العدو المفترض وفي مرحلة لاحقة اشتباك المنظومات الموجودة في ساحة المناورات مع الأهداف المحددة".
ولفت إلى أنه وفي ضوء الخطط المرسومة تم في هذه المناورات اختبار أصعب الظروف القتالية وأكثرها واقعية
كما أشار إلى أن أحد الأهداف المهمة من هذه المناورات هو اختبار القدرات القتالية للدفاع الجوي التي هي الآن رأس الحربة لتتمكن القوات الإيرانية من المواجهة مع العدو لو أراد العدوان والهجوم أو حتى اختراق سماء البلاد والتي تعدّ ضمن الخطوط الحمراء، ونصح قائد قوات الدفاع الجوي الإيراني الأعداء بألّا يورطوا أنفسهم في اختبار المواجهة مع إيران لأن الدخول في هذا الاختبار واختراق سماء البلاد سوف لن يعود لهم سوى بالذل والهوان كما حدث لهم في الماضي.
كما صرّح العميد "صباحي فرد" بأنه سيتم في هذه المناورات استخدام الأسلحة والمنظومات الوطنية الصنع والحديثة والتي تعدّ ضمن أرقى تكنولوجيات الدفاع الجوي في العالم.
وأشار إلى أن هذه المناورات هي الأولى لقوات الدفاع الجوي التي تم تشكيلها قبل عدة أشهر كإحدى القوات التابعة للجيش، وأضاف إن منطقة هذه المناورات هي محاكاة للمنطقة العامة في الخليج الفارسي خاصة، أي إن جميع المعدات والمنظومات التي نستخدمها للكشف والاستطلاع والاشتباك في الخليج الفارسي ومضيق "هرمز" موجودة في ساحة المناورات.
وفي سياق متصل، كشفت العديد من المصادر الإخبارية الإيرانية بأن المرحلة الأولى من المناورات انطلقت بإطلاق عمليات الاستطلاع الالكتروني الجوي وتقييم مدى سرعة وقوة القوات على استخدام المنظومات المحلية الصنع في مجال الدفاع الجوي وكذلك الانتشار والتنقل السريع للمنظومات الرادارية والصواريخ ووحدات المدفعية ومعدات التواصل والحرب الالكترونية وعمليات التنصت.
وتمكّنت القوات من الكشف والتعرف على الأهداف الجوية للعدو وقامت بتدميرها أو حرفها عن الأهداف بمشاركة الطائرات المقاتلة ومن دون طيار في ظروف قريبة من الحرب الحقيقية.
وفي هذا الصدد، قال العميد طيار "مهدي هاديان" المساعد التنسيقي للقوات الجوية في الجيش الإيراني: "حسب السيناريو المرسوم لهذه المناورات شاركت المقاتلات والطائرات والمسيرات التابعة للقوة الجوية بشكل دفاعي وهجومي وفي ارتفاعات وجهات مختلفة ونفذوا مهامهم الموكلة إليهم".
ومن جانبه، اكد العميد "عبد الرحيم موسوي" القائد العام للجيش الإيراني في زيارة تفقدية لمنطقة المناورات على أهميتها في الظروف التي تمر بها البلاد والتحديات التي تواجهها.
وفي سياق متصل، أشار العميد "قادر رحيم زاده" القائد الميداني للمناورات، إن هذه المناورات تهدف لاستعراضِ جهوزية وحدات الدفاع الجوي واستمرارها حيث اعتمدت هذه المرة أسلوبَ الدفاع أثناء الحركة ومعالجة الأهداف الغريبة في الحروب الالكترونية وتم اختبار خلال المناورات منظومات دفاع جوية وأسلحة جديدة من صناعات إيرانية محلية.
وأضاف بالقول: "إن جميع المنظومات المشاركة أشرف على توجيهها ضباط متخصصون ومتمرسون، كما قامت وحدات التقييم وأغلبها من الشباب، بتقييم أداء هذه المنظومات والعاملين عليها".
كما لفت العميد "رحيم زادة" إلى أنه للمرة الأولى بعد تشكيل قوة الدفاع الجوي، نشرنا مركزاً لعمليات الدفاع الجوي التابع لمقر خاتم الأنبياء (ص) للدفاع الجوي في منطقة المناورات، وقد تم تقييم أداء هذه المراكز أيضاً.
وأوضح بأن التقييمات الأولية لهذه المناورات جيدة للغاية، وقال: إنه في التقييمات الأولية حصلت الوحدات المشاركة على درجات عالية وجيدة جداً، وقدّمت أداء جيداً للغاية، والتفاصيل عن الأداء قيد الدراسة واستخلاص النتائج.
وفي السياق ذاته، ذكرت العديد من التقارير الإخبارية بأن مساحة المنطقة التي جرت عليها المناورات بلغت 416 ألف كيلومتر مربع، جرى خلالها تنفيذ طلعات جوية استطلاعية بطائرات مع طيار ومن دون طيار، ونفذت مقاتلات الاعتراض هجماتها في المنطقة، فضلاً عن الإجراءات التكتيكية والدفاعية الجوية ضد المروحيات المهاجمة بتوجيه من الشبكة الموحدة للدفاع الجوية في إيران.
كما لفتت تلك التقارير إلى أنه خلال تلك المناورات تم تدمير الأهداف الجوية المعادية بما فيها الطائرات المسيرة وصواريخ كروز، باستخدام المنظومة المحلية ومن ضمنها منظومة "تلاش" و"مرصاد" و"15 خرداد" وغيرها.
وكشفت تلك التقارير الإخبارية بأن منظومة "15 خرداد" التي دخلت الخدمة في الجيش الإيراني في يونيو الماضي، تم استخدامها خلال المرحلة النهائية من مناورات "المدافعون عن سماء الولاية 98"، في ظروف تحاكي ظروف القتال الحقيقية ضد الأهداف المعادية في المنطقة العامة للمناورات في محافظة سمنان" شمال شرق البلاد.
وأضافت تلك التقارير أن المنظومة التي تستخدم صواريخ من نوع "صياد 3" قادرة على رصد وتعقب 6 أهداف واستهدافها وتدميرها بشكل متزامن وأنه بإمكان منظومة " 15خرداد" التعامل مع أهداف جوية تحظى بقدرات هجومية عالية مثل المقاتلات والقاذفات الشبح والطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية وصواريخ كروز، على بعد 150 كيلومتراً، ومتابعتها على بعد 120 كيلومتراً ومتابعة أهداف متخفية على بعد 85 كيلومتراً والاشتباك معها وتدميرها على بعد 45 كيلومتراً.
كما أنها تتميز بالقدرة العالية على التحرك والتهيؤ للحرب لتكون جاهزة للدخول في العمليات في غضون أقل من 5 دقائق.
كما ذكرت تلك التقارير إلى أنه في جانب آخر من تلك المناورات تمت معالجة الأجسام الطائرة بعد اكتشافها عبر الرادارات والنواظير البصرية حيث تم استهدافها وللمرة الأولى في المناورات عبر نظام "اسكرامبل" المخصص للمطاردة.
الجدير بالذكر أن هذه المناورات حملت رسالة "القدرة والسلام والأمن للأصدقاء"، حيث استعرضت فيها القوات المسلحة جهوزية الدفاع الجوي الإيراني وأسلحة جديدة محلية الصنع، كما أن هذه المناورات المشتركة هدفت إلى رفع مستوى الاستعداد العسكري والتنسيق بين قوى الدفاع الجوي الإيراني، حيث إنها جرت ضمن ظروف قريبة للقتال الحقيقي وفي منطقة تتسع نحو 416 ألف كم مربع جنوب شرق العاصمة طهران.