الوقت- في خطوة تشبه الانقلاب قام نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية في مصر ياسر برهامي بازاحة 4 من القادة التقليديين للدعوة والمشهورين بالحرس القديم من منصبهم وطردهم وهم محمد اسماعيل المقدم، أحمد فرید، أحمد حطیبة وسعید عبد العظیم، وجاء ذلك اثناء انتخابات الجمعية العمومية للدعوة السلفية.
ويعتقد بعض المراقبين أن استبعاد من يسمون بالحرس القديم يأتي نتيجة موقفهم الرافض لانقلاب الثالث من يوليو وعدم تأييدهم لعبدالفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري.
وقد أسفرت انتخابات الجمعية العمومية للدعوة السلفية عن فوز محمد أبو إدريس بالاقتراع السري بمنصب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، وياسر برهامى نائب رئيس مجلس الإدارة، فيما انضم أعضاء جدد هم "غريب أبو الحسن، رضا ثابت، محمد شريف"، والبقاء على يونس مخيون رئيس حزب النور، وجلال مرة الأمين العام للحزب، ومحمد إبراهيم منصور، ومحمود عبد الحميد العسقلاني، وعبد المنعم الشحات، وشريف الهواري، وعادل نصر المتحدث باسم الدعوة، واشرف ثابت، حيث هناك اعتقاد سائد بأن معظم هؤلاء هم من تلاميذ برهامي.
وفي تصريحات صحفية قال ياسر برهامي إن هذه الانتخابات تمت بتنسيق أمني مع وزارة الداخلية المصرية نافيا سرية إجرائها لكن مراقبين يرون أن مشاركة وزارة الداخلية في الانتخابات يكشف الدور الأمني الذي تمارسه الدعوة السلفية الآن من أجل نيل الرضا من قبل أجهزة الدولة.
ويعتقد برهامي ان النشاطات السياسية للسلفيين يجب ان تزداد لكن الحرس القديم كانوا يعتقدون ان ازدياد النشاطات السياسية يؤدي الى الفساد ويجب ان لايكون هناك نشاط سياسي كبير لقادة الجماعة السلفية ولانصارها.
وفيما اثبتت الانتخابات الاخيرة ان قادة الدعوة السلفية هم صاحب الكلام الاول والاخير في حزب النور السلفي ظهرت بوادر اخرى على وجود نشاطات سرية في الدعوة السلفية وحزب النور، فقد كان عدد من قادة الدعوة السلفية يشاركون في الجلسات العامة لحزب النور والتي كانت تنعقد بسرية وبعيدة عن وسائل الاعلام وان سبب هذه السرية هو قلق حزب النور من الدمج بين النشاطات الدعائية والحزبية من جهة ومن جهة اخرى وجود قلق بين قادة الدعوة السلفية من احتمال اطلاع وزارة الاوقاف المصرية على حضورهم في هذه الجلسات والاستغلال السياسي لمنابر المساجد ما سيؤدي الى سحب الرخص منهم.
الانقلاب الذي قام به برهامي قد اثار سخط الشباب السلفيين الذين اعتبروا الانقلاب اهانة لقادتهم السلفيين الذين امضوا عمرهم في خدمة المشروع السلفي، وقد هدد هؤلاء الشباب بانهم سينفصلون عن الدعوة السلفية اذا لم يتراجع برهامي عن قراراته لكن برهامي قال لأحد أقربائه ردا على هؤلاء "ان هذا القرار هو من دون رجعة ومن لم يعجبه فالينطح الحائط".
ويعتقد بعض الخبراء ان بامكان سعيد عبدالعظيم (الذي هو فار حاليا) ان يصبح حلقة الوصل بين برهامي وجماعة الاخوان المسلمين نظرا للعلاقات القوية بين عبدالعظيم والاخوان، ورغم ان هذا الاحتمال يبدو ضعيفا نظرا لوجود الخلافات بين الجماعات السلفية والاخوان المسلمين لكنه فيما يتعلق ببرهامي فان كل الاحتمالات تبدو واردة وان عقد جميع الصفقات يبدو محتملا.
وتعتبر جمعية الدعوة السلفية مؤسسة قانونية ورسمية للجماعة السلفية وهو مسجل بشكل رسمي في الدوائر الرسمية للدولة على الرغم من الاعتقاد الذي كان سائدا عند السلفيين المصريين قبل ثورة يناير بأن النشاطات يجب ان تنحصر ضمن الجمعيات الخيرية التي تساعد المواطنين لكن هذا المعتقد قد تغير بعد سقوط الدكتاتور المصري السابق حسني مبارك.
ويعتقد المراقبون ان مجيء عبدالفتاح السيسي الى الحكم قد زاد من قدرة ونفوذ برهامي ولذلك يقوم هذا الاخير بفعل ما يشاء بشكل دكتاتوري ولايشعر بتهديد من جانب الحكومة لكن هذا الانقلاب الداخلي الذي قام به برهامي والذي يضيق الخناق على القادة السلفيين المعروفين سوف يتسبب بحدوث شرخ وانقسام كبير في صفوف السلفيين في مصر.