الوقت- في عام 1950 ارسلت الحكومة الالمانية ممثلا لها الى الاراضي الفلسطينية المحتلة وكان يدعى هيرمان ماس لكن بدء العلاقات الثنائية بين الكيان الاسرائيلي والمانيا كان في عام 1965، وكان الكيان الاسرائيلي يمتنع قبل ذلك التاريخ عن اقامة علاقات مع المانيا بسبب ما يسمى بقضية الهولوكوست واتهام المانيا بارتكاب إبادة اليهود.
وقد جرت عدة لقاءات هامة بين مسؤولي الكيان الاسرائيلي والمانيا منذ عام 1965 وقد زار رئيس المانيا رومن هرتسوغ تل ابيب في نهاية عام 1994 كما زار ايهود باراك برلين في عام 1999 وبعد ذلك وفي عام الفين زار المستشار الالماني غيرهارد شرودر تل ابيب على راس وفد سياسي واقتصادي رفيع ووقع الجانبان عشرات الاتفاقيات بينهما.
وفي عام 2005 زار الرئيس الالماني هورست كوهلر الكيان الاسرائيلي ومن ثم قام رئيس كيان موشيه كاتساف بزيارة المانيا وهكذا بدأ الالمان والاسرائيليون ببناء شبكة من العلاقات البرلمانية والحكومية والعلاقات غير الحكومية وحتى الامنية بينهما خلال الـ 40 سنة الماضية.
وقبل 3 اعوام واثناء زيارة انغيلا ميركل الى الكيان الاسرائيلي تم الاتفاق على ان تكون السفارات الالمانية في العالم مكتبا لرعاية المصالح الاسرائيلية وتخدم الخدمات القنصلية للاسرائيليين في كافة دول العالم التي ليست فيها سفارات اسرائيلية وقد استفاد الاسرائيليون من هذه الاتفاقية في الدول العربية واستطاع ضباط استخبارات في الموساد دخول الامارات بجواز سفر الماني واغتيال القيادي البارز في حماس محمود المبحوح.
وفي العام الماضي زارت ميركل الكيان الاسرائيلي وقد اشاد شيمون بيريز بمواقف المانيا خلال استقباله لميركل وبمواقف برلين السلبية من البرنامج النووي الايراني، اما رئيس البرلمان الالماني نوربرت لامرت الذي زار الكيان الاسرائيلي العام الماضي فقد تفوه بكلمات عبرية خلال زيارته للكنيست الاسرائيلي قائلا انه يفتخر بتكلمه بلسان الأم.
العلاقات بين ثالوث المانيا واليهود والكيان الاسرائيلي
يعرف الاوروبيون الالمان بصلاتهم الوثيقة مع الكيان الاسرائيلي لكن العجيب في الامر ان الحزب الديمقراطي المسيحي الالماني مفتون بالاسرائيليين اكثر من غيره وان قادة هذا الحزب الذي تنتمي اليه ميركل قد طلب من رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي الالماني زيغمار غابريل ان يعتذر من الكيان الاسرائيلي لأنه انتقد الاستيطان في الاراضي الفلسطينية.
وفي العام الماضي عندما تم قبول فلسطين في الامم المتحدة كدولة مراقبة تفتقد للعضوية الكاملة اعترفت دول العالم والدول الاوروبية بهذا الامر لكن المانيا رفضت هذا الامر وشكك المتحدث باسم الخارجية الالمانية حتى في احتلال الاراضي الفلسطينية من قبل الاسرائيليين.
وتسعى المانيا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية الى اتخاذ سياسات تصب في صالح اليهود وقررت دفع غرامة لذوي ضحايا ما يسمى بالهولوكوست حيث يزداد هذا المبلغ في كل عام وقد اعلنت صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية في يناير 2010 ان اللجنة الاسرائيلية الخاصة بالتعويضات قد اتفقت مع الجانب الالماني على زيادة المبلغ المخصص للناجين من الهولوكوست ليصل هذا المبلغ الى 146 مليون دولار وان هذا المبلغ سيستخدم ايضا لتقديم الخدمات الاجتماعية الضرورية لليهود في كل العالم.
الاحتفال بذكرى مرور 50 عاما على بدء العلاقات الاسرائيلية الالمانية
مررت المانيا قانونا في برلمانها يعتبر الهولوكوست اجراما وعملا غير قانوني وهذا يعتبر ايضا من ضمن الخدمات التي تقدمها المانيا لليهود كما اصدرت الحكومة الالمانية قانونا في عام 1990 يسهل هجرة اليهود من الاتحاد السوفيتي السابق واوروبا الشرقية الى فلسطين المحتلة حيث هاجر اكثر من مئة الف يهودي من المانيا الى فلسطين المحتلة خلال 24 سنة الماضية.
وتعتبر العلاقات بين المانيا والكيان الاسرائيلي في اعلى مستوى وتحتل المانيا المرتبة الثانية بين الدول الاوروبية الكبرى الداعمة للكيان الاسرائيلي بعد بريطانيا حيث تؤكد الزيارات المتبادلة للمسؤولين الالمان والاسرائيليين وعقد الاتفاقيات بين الجانبين عن مدى قوة هذه العلاقات وقد قال موشيه كاتساف في احدى زياراته الى المانيا ان هذا البلد يعتبر صديقا مقربا من الكيان الاسرائيلي وابدى كاتساف الشكر للحكومة الالمانية بسبب دعمها للكيان الاسرائيلي ومحاولاتها لقمع النشاطات المعادية لليهود.
يتبع