الوقت- قرّر كيان الاحتلال منع النائبتين الديمقراطيتين بمجلس النواب إلهان عمر ورشيدة طليب من زيارة الأراضي الفلسطينية المحتلة والأراضي التي تخضع للسلطة الفلسطينية.
ونتيجة لهذا القرار حدثت بلبلة واسعة في الأوساط الفلسطينية والأمريكية والإسرائيلية، وجميعها تقريباً جاءت رافضة للقرار الإسرائيلي الذي ينمّ عن عنصرية الاحتلال الإسرائيلي ورضوخه للقرار الأمريكي على اعتبار أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هو من حرّض صديقه بنيامين نتنياهو على رفض السماح لـ الهان وطليب بدخول "الأراضي الفلسطينية".
واعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنّ إسرائيل ستظهر "ضعفاً شديداً" في حال سماحها لنائبتين أمريكيتين مسلمتين ومؤيدتين للفلسطينيين، بزيارة الأراضي الفلسطينية.
وقال الرئيس الأمريكي في تغريدة على تويتر إنّ رشيدة طليب النائبة الأمريكية من أصل فلسطيني، وزميلتها إلهان عمر من أصل صومالي "تكرهان إسرائيل وكل اليهود، وليس بالإمكان قول شيء أو القيام بشيء لتغيير رأيهما".
وتعدّ النائبتان أول امرأتين مسلمتين تنتخبان للكونغرس، وهما من الجناح التقدّمي للحزب الديمقراطي، وأبدت الاثنتان دعمهما لحركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها.
وكان ردّ الفعل الأولي من النائبة الأمريكية إلهان عمر على قرار إسرائيل منعها من الزيارة اعتباره "إهانة للقيم الديمقراطية"، وغير مستغرب بالنظر إلى مقاومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لجهود السلام.
من ناحيتها، عبّرت رشيدة طليب -في تغريدة لها- عن رفضها القرار الإسرائيلي، وقالت "إن قرار إسرائيل منع دخولي يمثل علامة ضعف لأن حقيقة ما يجري للفلسطينيين يعدّ شيئاً مخيفاً".
وكان السفير الإسرائيلي لدى واشنطن دان درمير ذكر الشهر الماضي أنه "سيُسمح للنائبتين بدخول إسرائيل احتراماً للكونغرس وللتحالف التاريخي بين دولتينا".
في المقابل، قوبل قرار منع دخول النائبتين برفض واسع بين قادة الحزبين الجمهوري والديمقراطي، كما عبرت أكبر المنظمات الداعمة لإسرائيل عن رفضها الكبير لقرار المنع.
وعبّر كل المرشحين الديمقراطيين المتنافسين على بطاقة الحزب لانتخابات 2020 عن رفضهم منع النائبتين، وناشدوا إسرائيل التراجع عن القرار، والسماح بحرية الرأي والتعبير عن المواقف السياسية المختلفة.
وعبّر السيناتور الجمهوري من ولاية فلوريدا ماركو روبير عن رفضه 100% لمواقف النائبتين، لكنه رأى أنه من الخطأ منعهما من زيارة إسرائيل والأراضي الفلسطينية.
وعبّرت منظمة آيباك (أكبر جماعات اللوبي الإسرائيلي في أمريكا) عن رفضها منع دخول النائبتين، وذكرت -في بيان لها اطلعت عليه الجزيرة نت- أنه "رغم معارضة آيباك دعم النائبتين رشيدة طليب وإلهان عمر حركة مقاطعة إسرائيل ومواقفهما المعادية لإسرائيل، بما فيها من دعوة طليب لحل الدولة الواحدة؛ نؤكد حق كل عضو في الكونغرس في زيارة حليفتنا الديمقراطية إسرائيل والتعرّف عليها عن قرب".
وقال زعيم الديمقراطيين بمجلس الشيوخ الأمريكي تشاك شومر الخميس إن على المسؤولين الإسرائيليين الرجوع عن قرارهم بمنع زيارة النائبتين الديمقراطيتين رشيدة طليب وإلهان عمر وهما من أشد منتقدي إسرائيل.
وقال شومر في بيان "هذا الأمر لن يؤدي إلا إلى إلحاق الضرر بالعلاقة الأمريكية الإسرائيلية وما تحظى به إسرائيل من دعم في أمريكا... لا يوجد مجتمع ديمقراطي يخشى النقاش المنفتح، سيشعر الكثير من المؤيدين بقوة لإسرائيل بخيبة أمل عميقة من هذا القرار الذي يتعيّن على الحكومة الإسرائيلية الرجوع عنه".
بدوره قال المرشح الديمقراطي للرئاسة والسناتور الأمريكي بيرني ساندرز، إن حظر عضوات الكونغرس من دخول الأراضي الفلسطينية، مؤشر عالٍ إلى عدم احترام المبادئ الديمقراطية، وإهانة للكونغرس، مطالباً بالوقت ذاته، حكومة الاحتلال بالتراجع عن قرارها.
نانسي بيلوسي تدعو إسرائيل للتراجع عن قرار منع زيارة نائبتين لفلسطين
أما رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي وصفت القرار الإسرائيلي بأنه "مخيب للآمال بشدة" ودعت الكيان الصهيوني للتراجع عن القرار.
وقالت بيلوسي "منع إسرائيل دخول النائبتين طليب وعمر مؤشر على الضعف ودون منزلة دولة إسرائيل العظيمة".
سفير أمريكا: النائبتان الأمريكيتان لم تخططا "لزيارة متوازنة" لإسرائيل
من جانبه، أيد السفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان قرار إسرائيل، معتبراً أن النائبتين الأمريكيتين الديمقراطيتين لم تخططا "لزيارة متوازنة" مع كل من القادة الإسرائيليين والفلسطينيين.
كما اتهم السفير النائبتين بدعم "حرب اقتصادية" على إسرائيل من خلال المقاطعة.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، "إن قرار إسرائيل منع عضوتي الكونغرس الأمريكي رشيدة طليب وإلهان عمر من الدخول إلى فلسطين المحتلة، والتصريحات التحريضية ضدهما يعكس الخوف من فضح الاحتلال وإجراءاته الجائرة بحق شعبنا وأرضنا أمام الجمهور الأمريكي والعالمي".
وأضاف إن "إسرائيل تحارب كل من لا يقبل نهجها الاحتلالي وتحاول إسكات وتخويف الأصوات الحرة الداعية للسلام، وإحقاق حقوق الشعب الفلسطيني".
من جانبه قال العضو الفلسطيني في الكنيست الإسرائيلي، يوسف جبارين: إن رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو ووزير الأمن الداخلي جلعاد أردان، يخافان من الزيارة لأنهما "يعيان جيداً أن الاطلاع عن كثب على جرائم الاحتلال والأبارتهايد، يفضح ممارساتهم أمام العالم".
وأضاف جبارين، في تغريدة على حسابه بموقع تويتر: "لكننا نؤكد، أنه لا يمكن حجب بشاعة الاحتلال عن العالم، ولرشيدة وإلهان نؤكد أن لهنّ هنا شركاء في السعي نحو السلام والعدالة".
من جهته اعتبر أمين عام حركة المبادرة الفلسطينية، مصطفى البرغوثي، أن منع إسرائيل نائبتين أمريكيتين مسلمتين من دخول البلاد، "يؤكد مخاوفها من انكشاف جرائمها ضد الفلسطينيين".
وأضاف: "حكام إسرائيل يمارسون العنصرية ضد عضوات كونغرس أمريكي، بسبب أصولهما العرقية، وهذا إثبات إضافي على عنصرية نظام الأبارتايد (الفصل العنصري) الإسرائيلي".
وتابع بأن قرار المنع "سيفضح إسرائيل وممارساتها، وسيساهم في كشف ما تحاول إخفاءه عن العالم من خروقات لحقوق الإنسان".
ويبدو أن نتنياهو وترامب يستخدمان مفردات الخطاب الانتخابي نفسها من أجل الفوز في الانتخابات القادمة التي يدخلها نتنياهو الشهر القادم، وترامب العام القادم.