الوقت- منذ ما يقرب من عام ونصف العام، فقد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) جميع الأراضي التي كان يسيطر عليها في عدد من المدن العراقية، لكن حتى الآن لا تزال الخلايا النائمة لهذه الجماعة الإرهابية تواصل أنشطتها السرية والإرهابية في بعض المناطق الوسطى والشمالية والغربية من العراق.
وفي وقتنا الحالي، توجد جيوب سرية لتنظيم "داعش" الإرهابي تنشط في محافظات "نينوى وكركوك وديالي وصلاح الدين والأنبار وبغداد وبابل"، ما خلق حالة من عدم الأمن في بعض المناطق وتسبّب بحدوث أضرار مادية وإنسانية لجميع قاطني تلك المناطق.
ووفقاً لمصادر ميدانية، تنشط خلايا "داعش" النائمة في المناطق الغربية من الموصل والمناطق المهمة، بما في ذلك مناطق "القيروان، وتلعفر، والبعاج، والحضر" وفي بعض المناطق الصحراوية الوسطى والجنوبية والغربية من هذه المحافظة.
وفي سياق متصل كشفت بعض المصادر الإخبارية، بأن إرهابيي "داعش" يتمركزون أيضاً في قاعدة سرية على الجهة الغربية لمدينة الموصل، كانوا قد بنوها منذ خمس سنوات عندما احتلوا هذه المدينة بالكامل ومن هذه القاعدة السرية كانوا يقومون بعمليات إرهابية في العديد من المحافظات العراقية الأخرى.
ووفقاً لبعض المصادر الميدانية العراقية، فإن مناطق من محافظة "صلاح الدين"، بما في ذلك "تكريت، وبيجي، والشرقاط، وسامراء، ويثرب، والمطبيجة"، بالإضافة إلى سلسلة جبال "حمرين"، ومكحول وشرق بحيرة "الثرثار"، هي الأخرى ملوّثة بخلايا نائمة من تنظيم "داعش" الإرهابي.
وحسب المعلومات التي تم الحصول عليها، فإن إرهابيي داعش يتواجدون أيضاً في العديد من مناطق محافظة الأنبار، ولا سيما في مناطق "الفلوجة والرمادي والحديثة والرطبة" وفي المناطق الحدودية مع سوريا وفي وادي "حوران"، وكشفت تلك المعلومات بأن السلطات العراقية تقوم في وقتنا الحالي بالكثير من العمليات الاستطلاعية السرية للتعرّف على جميع تلك الخلايا الإرهابية النائمة.
ووفقاً لمصادر ميدانية أخرى، فإن المناطق الشمالية من محافظة بغداد ومحافظة بابل الشمالية والصحارى الغربية لمحافظة النجف الأشرف هي أيضاً مناطق أخرى أصبحت أماكن آمنة لاختباء عناصر "داعش" الإرهابية.
وتشير بعض التقارير الميدانية إلى أن الخلايا النائمة لداعش تتواجد أيضاً في العديد من المناطق الصحراوية والمناطق الجبلية الوعرة، وكذلك في المناطق غير المأهولة بالسكان التي تركها سكانها بعد هجمات أمريكا العسكرية عليها في عامي 2003 و2014.
في الوقت الحاضر، أصبحت معظم المناطق الصحراوية وسط وشمال محافظة "نينوى" وتلك الواقعة بالقرب من منطقة الجزيرة في شمال وغرب محافظة الأنبار موقعاً مناسباً للأنشطة الإرهابية لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش".
ومن ناحية أخرى، تفيد العديد من التقارير الميدانية بأن حوالي 5 كيلومترات من الحدود العراقية مع سوريا ليست آمنة تماماً ولم يتم نشر قوات عراقية أو سورية فيها، ولهذا فإنه يمكن القول هنا بأن هذه المناطق تعتبر نقطة ضعف، تمكّنت خلايا داعش الإرهابية من الاستفادة منها وتمكّنت من إدخال الكثير من المعدّات العسكرية والمقاتلين من هذه المنطقة الحدودية.
وفي سياق متصل، كشفت العديد من المصادر الإخبارية، بأن العمليات العسكرية المستمرة والمكثفة التي قامت بها قوات الأمن العراقية والجيش ومقاتلو اللجان الشعبية، أدّت إلى مقتل العشرات من الإرهابيين وضبط وتدمير العديد من مخازن الأسلحة والمخابئ، ولفتت تلك المصادر بأن العمليات لا تزال مستمرة حتى اللحظة لتطهير كل المناطق الملوّثة بهذه الخلايا الإرهابية.
وأشارت تلك المصادر الإخبارية، إلى أن قيادة تلك الخلايا النائمة التابعة لتنظيم "داعش" الإرهابي، هم غالباً من جنود النظام الديكتاتوري السابق الذين تمكنوا خلال السنوات الماضية من تنفيذ عمليات إرهابية وحشية في وقت قصير وتمكّنوا من الهروب بسرعة من مناطق النزاع.
حالياً، ليس لدى الخلايا النائمة لداعش أي استراتيجية لاحتلال مناطق عراقية أخرى لأنهم يعلمون جيداً أنه ليس لديهم أي قوات كافية تمكّنهم من استعادة السيطرة على تلك المناطق، ونظراً للضربات الموجعة التي وجّهتها قوات الجيش واللجان الشعبية العراقية لهم، فهم الآن مجبرون على الانسحاب من الكثير من المناطق العراقية والاختباء في الصحاري والجبال الوعرة.
ووفقاً لمصادر ميدانية، تعمل الخلايا النائمة التابعة لتنظيم "داعش" الإرهابي على إلحاق خسائر كبيرة بالمدنيين والقوات العسكرية العراقية، فضلاً عن نشر الخوف والرعب في الكثير من المناطق العراقية.
ولهذا فإن قوات الأمن العراقية والجيش واللجان الشعبية تقوم حالياً بالعديد من العمليات العسكرية ضد هذه الخلايا النائمة في المناطق الحدودية المشتركة بين محافظات نينوى والأنبار وصلاح الدين ونقاط الحدود المشتركة مع سوريا لتطهير كل تلك المناطق من تلك الجيوب والخلايا الإرهابية.
وحول هذا السياق، قال أحد الضابط العراقيين إن "داعش" عندما تم تأسيسه في العراق، بدأ بخلايا نائمة شنّت هجمات ضد أهداف عسكرية وأمنية ومدنية وأحدث رعباً لدى الجميع، وهو ما يسعى التنظيم حالياً لتنفيذه.
وأوضح ذلك الضابط أن العمليات الإرهابية التي نُفذت بعد إعلان العراق هزيمة داعش عام 2017، يبرز وجود نوع من التنسيق في الهجمات من قبل عناصر التنظيم، رغم أن الاعتقاد بأن مركزية داعش في تنفيذ العمليات الإرهابية قد انتهت باختفاء زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي.
ولفت ذلك الضابط العراقي إلى أن هناك تعاوناً وتنسيقاً مشتركاً بين القوات العراقية والسورية في الحدود المشتركة للقضاء على عناصر داعش ومنع تسللها إلى العراق انطلاقاً من الأراضي السورية.