الوقت- لقد رافق حضور ابنة الرئيس الأمريكي "ايفانكا ترامب" في مؤتمر مجموعة العشرين الذي عقد قبل عدة أيام في العاصمة اليابانية "طوكيو"، الكثير من الانتقادات والسخرية، وفتح باب النقاش مرة أخرى في وسائل الإعلام الأمريكية حول الدور الذي تلعبه عائلة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" فيما يتعلق بشؤون البيت الأبيض واحتمال إساءة استخدام هذه العائلة لهذا المنصب الرفيع في أمريكا.
"البنت الأولى" بدلاً من "السيدة الأولى"
كشفت العديد من المصادر الإخبارية الأمريكية بأن "ايفانكا ترامب" لا تزال تصرّ على سحب البساط من "ميلانيا ترامب"، وتحاول أن تحصل على صلاحيات كانت مخصصة فيما سبق للسيدة الأولى وأشارت تلك المصادر إلى أن "ايفانكا" قررت مشاركة "ميلانيا" في مكتب "السيدة الأولى" الذي يوجد في الجناح الشرقي من البيت الأبيض، وجلبت مصممي ديكور لإعادة تصميم المكتب على ذوقها الخاص وكان ذلك المكتب مخصصاً عادة للسيدة الأولى، ولكن "ايفانكا" قررت مشاركة "ميلانيا" إياه، ليتحوّل اسم المكتب من مكتب "السيدة الأولى"، ليصبح اسمه مكتب "العائلة الأولى".
وحول هذا السياق، ذكرت وسائل الإعلام الأمريكية بأن السيدة الأولى لأمريكا "ميلانيا ترامب" لم تظهر في قمة العشرين التي عقدت في مدينة أوساكا اليابانية، صباح يوم الجمعة الماضي ورافق الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" كلُّ من ابنته "ايفانكا" وزوجها "جاريد كوشنر" والمتحدثة باسم البيت الأبيض "ستيفاني جريشام" وقد فاجأ "ترامب" الجميع، بحضوره من دون زوجته "ميلانيا"، حيث رافق في المقابل كلٌّ من رئيس الوزراء الكندي "جاستن ترودو" زوجته "صوفي غريغوار"، والرئيس الكوري الجنوبي "مون جاي يينغ" زوجته "كيم جينسوك"، وبحسب وسائل الإعلام الروسية، فإن غياب "ميلانيا" عن القمة كان غريباً بسبب مرافقتها زوجها في جميع زياراته الرسمية السابقة.
لكن الأمر يختلف تماماً مع زوجة الرئيس الأمريكي، حاملة لقب "سيدة البيت الأبيض" و"سيدة أمريكا الأولى"؛ فالمعلومات عنها تشير فقط إلى أنها مولودة في سلوفينيا عام 1970، وكانت عارضة أزياء سابقة وليس لها تدخلات بشأن قرارات زوجها على خلاف ابنة طليقة زوجها، التي فرضت شخصيتها في البيت الأبيض، أشهر قصور الحكم في العالم.
كما أن الرئيس الأمريكي بدوره بدا في عدة مرات قليل الاهتمام بزوجته "ميلانيا"، على خلاف ابنته القوية "ايفانكا"، التي يشركها في الرأي ولقد وصف "ترامب" ابنته "ايفانكا" على "تويتر" في فبراير الماضي، بأنها "إنسانة عظيمة، دائماً ما تدفعني لفعل الصواب"، وكان ذلك في ردّه على شركة قررت عدم شراء ملابس تحمل علامة "ايفانكا" التجارية، وبعكس ذلك، فإن علاقة الرئيس الأمريكي بزوجته "ميلانيا" حظيت بالكثير من الانتقادات.
أقرباء الرئيس "ترامب" يؤثّرون على سياسات البيت الأبيض
ذكرت ابنة الرئيس الأمريكي "ترامب"، أنها تكافح من أجل تخفيف مشاعر القومية التي انتشرت في البيت الأبيض، باستخدام نفوذ والدها وذلك من أجل تبرير وجودها السياسي ومشاركتها في الكثير من المؤتمرات والقمم العالمية.
يذكر أن "ايفانكا ترمب" بدأت حياتها العملية إبان مراهقتها وذلك في عالم الأزياء، لتتجه طموحاتها بعد ذلك نحو امبراطورية أعمال والدها التي انضمت إليها بعد التخرج.
ومنذ عام 2006 وحتى عام 2015 دعمت "ايفانكا" الحزبين الجمهوري والديمقراطي في أوقات مختلفة من حياتها، ففي عام 2007 ، دعمت المرشحة الديمقراطية "هيلاري كلينتون" في السباق الرئاسي، وهي صديقة ابنتها "تشلسي كلينتون" وعام 2012 تبرّعت لمصلحة حملة المرشح الجمهوري "ميت رومني" الرئاسية وبعد عام على ذلك، استضافت مع زوجها "جاريد كوشنر" حملة لتمويل السيناتور عن ولاية نيوجرسي "كوري بوكر" وفي الدورة الانتخابية لعام 2016، لعبت دوراً أساسياً في مساعدة والدها لتحقيق طموحاته في أعمال المكتب البيضاوي، ودافعت بشدة عن تصريحاته المثيرة للجدل.
ولقد تزوّجت "ايفانكا" بـ"جاريد كوشنر" وهو رجل أعمال ومستثمر أمريكي يهودي الديانة، والمالك الرئيسي لـ"كوشنر بروبرتي"، وهي شركة التطوير العقاري التابعة لعائلته، بالإضافة إلى صحيفة "نيويورك أوبزيرفر"، التي اشتراها في العام 2005 وهو نجل قطب العقارات الأمريكي "تشارلز كوشنر"، ولقد تزوج من "ايفانكا" ابنه "ترامب" عام 2009، وفي العام 2011 رزقا بطفلة سمياها "أرابيلا روز كوشنر"، وفي العام 2013 رزقا بالطفل "جوزيف فريدريك كوشنر".
وعلى الرغم من كونه من مؤيدي الديمقراطيين، قرر "كوشنر" أن يقود حملات "ترامب" الرقمية والإعلامية الاجتماعية، فقد أحضر أفضل الأشخاص لتشغيل مشروع "اللآمو" وفي عام 2017، بعد فوز ترامب اُختير كوشنر مستشاراً له، حيث شكّل تعيينه جدالاً آخر شكك في قيام ترامب بتعيين قريب لهُ في مكتبه.
واستقال "كوشنر" من منصب ناشر ومطوّر عقاري للانضمام إلى إدارة "ترامب"، وأدى اليمين الدستورية في الثاني والعشرين من شهر يناير عام 2017، ومُنح مسؤولية استئناف وتحسين العلاقات الأمريكية مع دول الشرق الأوسط.
وفي مارس 2017، مُنح مسؤولية قيادة مكتب البيت الأبيض للتعاون الأمريكي، وهو لا يزال حتى اليوم مستشاراً كبيراً للرئيس الأمريكي.
إن مشاركة "ايفانكا" وزوجها "كوشنر" في قمة مجموعة العشرين وذهابهما إلى المنقطة معزولة السلاح بين كوريا الجنوبية وجارتها الشمالية تؤكد بأن هذين الزوجين لهما نفوذ واسع وتأثير كبير على السياسية الخارجية لأمريكا ولكن الكثير من وسائل الإعلام الأمريكية نشرت تقارير ساخرة تناولت فيها دور "ايفانكا ترامب" في الدبلوماسية الأمريكية بما يتداخل مع عمل الدبلوماسيين المحترفين، وخصوصاً خلال قمة العشرين في اليابان وقمة الرئيس "دونالد ترامب" والزعيم الكوري الشمالي "كيم جونغ أون" في المنطقة المنزوعة السلاح.
وقالت تلك الوسائل الإعلامية إنه يوجد اليوم قليلٌ من الأمريكيين الأحياء ممن وطأت أقدامهم أراضي كوريا الشمالية، الدولة الديكتاتورية المسلحة نووياً والمعزولة التي تسمّى أحياناً مملكة الناسك.
لكن، يوم الأحد، أصبحت "ايفانكا ترامب" واحدة منهم، حيث لعبت الابنة الكبرى للرئيس الأمريكي دوراً مهمّاً للغاية خلطت فيه الروابط الأسرية مع العمل الدبلوماسي الذي يتم تنفيذه عادة من قبل الدبلوماسيين.