الوقت- تتوالى الهزائم يوما بعد يوم بقوات تحالف العدوان السعودي الإماراتي المدعوم إقليمياً ودولياً على أيدي أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" وهنا تفيد العديد من المصادر الاخبارية بأن القوات اليمنية حققت خلال السنوات القليلة الماضية الكثير من النجاحات على الصعيد الميداني والصناعي ولفتت تلك المصادر بأن النصر الكامل أصبح قريباً. وفي هذا الصدد، ومرة جديدة يعلن وزير الخارجية اليمني في حكومة "هادي" استقالته من منصبه، فبعد استقالة أو إقالة كل من "عبد الملك المخلافي" و"رياض ياسين" سابقاً، بعث وزير الخارجية في حكومة "هادي"، "خالد اليماني" رسالة إلى الرئيس المستقيل والمنتهية ولايته "عبد ربه منصور هادي" قدّم فيها استقالته من منصبه.
يذكر أن "اليماني" أفرغ ما في جعبته بعد الاستقالة وسارع إلى ذكر الأسباب والظروف المحيطة بها، منها أن الشرعية فقدت سيطرتها على الأرض واليوم خسرت ثقلها الخارجي ولم تعد إلا شرعية على ورق وبعد إعلان وزير الخارجية في حكومة "هادي" عن استقالته، أصبحت هذه الحكومة القابعة في فنادق الرياض تعاني من تطورات سياسية جديدة، تتمثل في وجود خلافات عميقة بين قوات تحالف العدوان السعودي والإماراتي، وإعلان "منصور هادي" استقالته من جميع مناصبه السياسية والمسؤوليات الحكومية، والانتقال إلى الولايات المتحدة مع عائلته.
وحول هذا السياق، كشف مصدر سياسي رفيع، بأن الرئيس المستقيل "عبدربه منصور هادي" قدم استقالته للملك "سلمان" وقال المصدر أن "منصور هادي" مستاء جدا من طيران التحالف والغارات التي تستهدف الاحياء السكنية المكتظة بالسكان في العاصمة منذ خمس سنوات، وأضاف المصدر أن الامر الثاني هو تغاضي القوات المشتركة وعدم النظر في العديد من الحوادث والجرائم التي قامت بها قوات تحالف العدوان في عدد من المناطق الجنوبية وعدم التحقيق مع منفذين الغارات الجوية، وكشف المصدر ان خلافات حادة بين "منصور هادي " وبعض قيادات تحالف العدوان السعودي الإماراتي، ومن المتوقع أن يؤدي هذا الخلاف الى انسحاب بعض الدول من هذا التحالف الغاشم.
وهنا تجدر الاشارة إلى أن أحد الاسباب الرئيسية التي قدمها "منصور هادي" في استقالته، يتمثل في وضعه الصحي الحرج ولكن عند دارسة هذا السبب، يتبين لنا بأنه عذر اقبح من ذنب وذلك لأن السعودية تستطيع أن تجهز لهذا الرئيس المستقيل أفضل التجهيزات الطبية لعلاجه والاهتمام بصحته وذلك لأنها تعلم جيدا مدى أهمية تواجد "منصور هادي" على رأس الحكومة اليمنية القابعة في فنادق الرياض وذلك لكي يعطيها هذا الامر الكثير من الشرعية امام المجتمع الدولي للاستمرار بقتل المدنيين في اليمن وهنا لا يمكننا أن ننسى بأن "منصور هادي" كان خلال السنوات الماضية مجرد دمية في أيدي تحالف العدوان السعودي الإماراتي.
لماذا يسعى "منصور هادي" للهروب إلى أمريكا
كان أحد التطورات الرئيسية في مجال الحرب خلال عامنا الجاري، هو نجاح أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية من توجيه الكثير من الضربات الموجعة داخل العمق السعودي والاماراتي مستخدما في ذلك انواعا مختلفة من الصواريخ والطائرات المسيّرة. إن الهجمات على محطة النفط "أرامكو"، فضلاً عن الهجمات المكثفة التي تقوم بها قوات الجو المسيّر اليمنية على المطارات السعودية في محافظتي جيزان ونجران خلال الأيام والأسابيع القليلة الماضية، خلقت الكثير من العقبات والمشاكل للحكومة السعودية التي تعاني في وقتنا الحالي من عجز في الميزانية يقدر بنحو 52 مليار دولار بسبب الحرب العبثية التي شنها على اليمن، مما أدى إلى تفاقم الاوضاع الاقتصادية في السعودية وتزايد المخاوف من مواصلة قوات الجو المسير اليمنية من توسيع نطاق عملياتها العسكرية على المراكز الاقتصادية والتجارية لدول تحالف العدوان.
وحول هذا السياق، كشف الناطق باسم القوات اليمنية العميد "يحيي سريع"، أن القوة الصاروخية مثلت سلاح ردع في وجه العدوان، مشيرا إلى أن القوة الصاروخية حققت نجاحات كبيرة وصولا إلى إنتاج صواريخ باليتسية محلية الصنع. وأضاف أن القوات المسلحة تمتلك مخزونا استراتيجيا من الصواريخ الباليتسية، مؤكدا قدرتها على إطلاق عشرات الصواريخ دفعة واحدة. وتابع العميد "سريع"، لدينا منظومات صاروخية باليتسية قادرة على إصابة أهدافها بدقة دون أن تعترضها منظومات العدو. وأوضح أنه تم إنتاج وصناعة أجيال متقدمة من الطائرات الهجومية، وأن هناك منظومات جديدة ستدخل الخدمة مستقبلا. أصبح لدينا صور جوية وإحداثيات لعشرات المقرات والمنشآت والقواعد العسكرية التابعة للعدو. وأكد أن دخول سلاح الجو المسير في المعركة عزز من بنك أهداف القوة الصاروخية بإضافة 300 هدف عسكري، والأهداف المشروعة لقواتنا تمتد إلى عاصمة النظام السعودي وإلى إمارة أبوظبي.
بناءً على ذلك، يمكن استنتاج هذه الحقيقة التي تفيد بأن قادة تحالف العدوان السعودي الإماراتي اصبحوا محبطين من عودة السلطة إلى الرئيس اليمني المستقيل "عبد ربه منصور هادي"، ولهذا فهم الان يعتمدون على قواتهم العسكرية لتعزيز مصالحهم وتحقيق اهدافهم الخبيثة في جنوب اليمن، في الوقت الذي أصبحت فيه شرعية "منصور هادي" في تلك المناطق الجنوبية لا وجود لها. وهنا يمكن القول أيضا بأنه لا شك أن القبائل تلعب دورًا مهمًا في اليمن وذلك لأن القبائل في اليمن هي محور السياسة ولا يمكن للحكومات البقاء على قيد الحياة دون موافقة ودعم القبائل. وبالتالي، يعتقد الكثيرون من المحللين السياسيين بأن مصير الألعاب السياسية وحتى العسكرية في اليمن، سوف يكون تحت تصرف القبائل وهنا تجدر الاشارة بأن حكومة المستقيل "منصور هادي" القابعة في فنادق الرياض، ليس لها مكانة ولا موضع قدم عند القبائل اليمنية سوا في الجنوب أو في الشمال.