الوقت- بعد استمرار الغارات التركية على مواقع حزب العمال الكردستاني في شمالي العراق ودعم الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان العراق لهذه الغارات التي ادت الى مقتل عدد من مواطني هذه المنطقة يواجه حزب بارزاني وحزب العمال الكردستاني العديد من الانتقادات، الاول بسبب تأييده للغارات والثاني لتسببه باندلاع المعارك التي ادت لسقوط ضحايا ابرياء.
وكان التعاون والتقارب بين حزب بارزاني والحكومة التركية قد بدأ يأخذ شكلا عمليا منذ منتصف عام 2009 وقد زار اردوغان واحمد داود اوغلو اربيل كما سافر مسعود بارزاني ونجيرفان بارزاني الى أنقرة للتباحث حول عقود وصفقات تجارية والتباحث بشأن القضايا الامنية، وفي الحقيقة فإن قرار بارزاني لزيادة حجم التبادل التجاري بين كردستان العراق وتركيا وابرام عقد لتصدير النفط الى ميناء جيهان التركي كان يهدف الى الاستقلال الاقتصادي لكردستان العراق عن بغداد لكن الاعتماد فقط على ايرادات النفط التي تصدر من ميناء جيهان التركي قد جعل كردستان العراق معتمدا فقط على هذه الايرادات بحيث باتت حياة كردستان العراق متوقفة على هذه الاموال وهذا يعني زيادة التعاون بين اربيل وانقرة على حساب حزب العمال الكردستاني الذي يتهم بارزاني بالخيانة الآن.
وكان ظهور تنظيم داعش الارهابي ومهاجمته للاكراد في العراق وسوريا قد اوجد ارضية للتعاون والتقارب بين حزب بارزاني وحزب العمال الكردستاني خلال العام المنصرم وقد تعاون الجانبان مع بعضهما البعض اثناء معارك سنجار ومعركة الدفاع عن كوباني لكنه مع مرور الزمان حصل تباعد بين الطرفين عندما توسع حزب العمال الكردستاني في اقليم كردستان العراق وادعى السيطرة على سنجار ما تسبب بردة فعل قوية من حزب بارزاني كما اعلن حزب الاتحاد الوطني الكردستاني في العراق ان حزب العمال الكردستاني هو ضيف يجب ان يغادر كردستان سريعا، ومن جهة اخرى ابدى بارزاني دعمه لحزب العدالة والتنمية في الانتخابات التشريعية التي شهدتها تركيا مؤخرا بدلا من دعم حزب الشعوب الديمقراطي (حزب كردي) وهذا ما تسبب بازدياد التباعد بين بارزاني وحزب العمال الكردستاني الذي صدرت منه ردات فعل على تأييد بارزاني للغارات التركية على العراق.
وكان اول رد فعل جدي لحزب العمال الكردستاني على التقارب بين أنقرة وأربيل هو تفجير خط أنابيب النفط بين منطقة كردستان وميناء جيهان التركي في 27 يوليو الماضي ما تسبب باضرار قدرها 250 مليون دولار لاقليم كردستان الذي تحمل 99 بالمئة من اضرار انفجار الانابيب في مقابل تضاؤل اضرار الحكومة التركية، وقد اعلن حزب العمال الكردستاني ان قرار تفجير هذه الانابيب لم يصدر من قيادته لكن هناك قلة ممن يصدق بهذا الأمر.
وفي جانب آخر من ردود فعل حزب العمال الكردستاني على التقارب الحاصل بين اربيل وبغداد قام حزب العمال الكردستاني بمنع مراسلي وسائل الاعلام التابعة لحزب بارزاني من الدخول الى المناطق التي تقع تحت سيطرته في كردستان العراق كما قام الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني ايضا بمنع الوسائل الاعلامية التابعة لحزب بارزاني من الدخول الى منطقة الجزيرة الكردية في شمالي سوريا، وقام حزب العمال الكردستاني ايضا بمنع دخول الوسائل الاعلامية التابعة لحزب بارزاني الى منطقة جبال قنديل لتغطية انباء الغارات التركية على القرى الواقعة في هذه المنطقة ما تسبب بردود فعل في وسائل اعلام منطقة كردستان العراق.
وفيما تتوسع في كل يوم دائرة الخلافات بين حزب العمال الكردستاني وحزب بارزاني فإن المراقبين يتوقعون ان تشهد الايام القادمة مزيدا من التوتر على حدود اقليم كردستان وكذلك في داخل تركيا وسوريا.