الوقت- قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إنه بعد أن تلاشت آمال الربيع العربي 2011 في التغيير، فإن المشاهد القادمة من السودان والجزائر تؤكد أن هذا الربيع يتجدد، وأن رسالته هذه المرة تقول: "لا تعتمدوا على الطغاة لتحقيق الاستقرار".
هذه المشاهد، كما تقول الصحيفة، تذكر بما جرى عام 2011 وتطرح أسئلة جديدة قديمة حول إمكانية حصول التغيير، خاصة بعد أن اضطر الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إلى تقديم استقالته، في وقت يعيش الرئيس السوداني عمر البشير حالة من الخوف وهو يشاهد الجموع التي تحاصر القصر الرئاسي مطالبة باستقالته، لتذكر بما جرى في مصر إبان الثورة المصرية على الرئيس حسني مبارك في ميدان التحرير.
بالمقابل، فإن محاولة الجنرال الليبي خليفة حفتر للسيطرة على طرابلس تحاول أن ترسخ من جديد الحكم الاستبدادي، ما يشير إلى النتائج التعيسة للانتفاضات العربية في مصر والبحرين وسوريا واليمن.
تقول الصحيفة إن الحكومات الاستبدادية في جميع أنحاء المنطقة سعت إلى إعادة تذكير شعوبها بأن الثورات الشعبية لا تؤدي إلا إلى نتائج عكسية، غير أن الثورات في كل من الجزائر والسودان تحاول هي الأخرى أن تعيد إنتاج ثورات الربيع العربي بتأكيد الطابع السلمي للثورات، وأن التظاهرات غير العنيفة وبأعداد كبيرة قادرة على أن تقلب حتى الأنظمة الديكتاتورية الراسخة.
الاضطرابات المتجددة في جميع أنحاء شمال أفريقيا تؤكد أن المشاكل الأساسية التي أدت إلى تفجر انتفاضات الربيع العربي 2011 استمرت في التفاقم، بما في ذلك ارتفاع أعداد الشباب الساخطين والاقتصادات المغلقة والفساد، ما أدى إلى عدم إمكانية استيعاب الباحثين عن فرص عمل في وقت لا تستجيب الحكومات الاستبدادية للجمهور.
ويبدو أن الاحتجاجات في السودان والجزائر تثير مخاوف النظام في مصر، ففي الوقت الذي أشادت فيه وسائل الإعلام المصرية بتقدم قوات الجنرال الليبي خليفة حفتر، فإنها تجاهلت الاحتجاجات الواسعة في كل من الجزائر والسودان والتي سيطرت على تغطيات وسائل الإعلام الدولية.