الوقت-دعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الى تشكيل مجمع حواري إقليمي ومن ثم إسلامي يرتكز على جملة أهداف ومبادئ تتعلق باحترام سيادة ووحدة تراب جميع الدول واستقلالها السياسي وعدم انتهاك حدودها، مشيراً أن أن بلاده تأخذ بعين الاعتبار أمن وسلامة دول الجوار.
وأضاف ظريف في مقالة له اليوم بجريدة السفير اللبنانية بعنوان "الجار ثم الدار"، إلى ضرورة البحث عن آليات تساعد جميع دول المنطقة على اجتثاث جذور التوتر وعوامله وغياب الثقة فيها، مقترحاً انشاء المجمع الحواري الاقليمي الذي يهدف الى الامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، تسوية الخلافات سلمياً، منع التهديد أو استخدام القوة، والسعي لإحلال السلام والاستقرار وتحقيق التقدم والسعادة في المنطقة .
وطالب ظريف بوجوب عدم إنكار الحاجة إلى إجراء تقييم ذكي للتعقيدات القائمة في المنطقة بهدف انتهاج سياسات مستديمة لمعالجتها وأحدها موضوع محاربة الإرهاب .
واعتبر ظريف أن اليمن يمكن أن يشكل نموذجاً جيداً للخوض في ما أسماها "مباحثات جدية" بين طهران ودول الجوار، وذكّر بخطة بلاده هناك وقبلها بخطة إيران لحل الأزمة السورية، وقال إنه يمكن استخدام هذه المباحثات الإستراتيجية لتسوية قضايا كالإرهاب والتطرف ومنع نشوب حروب مذهبية وطائفية والارتقاء بالعلاقات بين الدول الإسلامية في المنطقة .
وفي سياق الاتفاق النووي، كان ظريف أشار في مقال نشرته صحيفة الغارديان البريطانية أول أمس إلى أن "المثير للسخرية تاريخياً، هو أن واحدة من الدول التي لا تملك سلاحاً نووياً، مثل إيران، قدّمت عملياً لقضية عدم انتشار السلاح النووي أكثر بكثير من أي دولة مسلّحة نووياً."
وأضاف ظريف"إن كان اتفاق فيينا يعني شيئاً، فهو أنه يجب على كل الشرق الأوسط أن يتخلّص من أسلحة الدمار الشامل". وأضاف: "نحن إيران ومحاوروها في مجموعة 5+1، تمكنّا أخيراً من الوصول إلى هدف مشترك، وهو تحويل البرنامج النووي الإيراني من أزمة غير ضرورية إلى منصة للتعاون في إطار عدم الانتشار النووي وما بعده"، مؤكداً أن "الاتفاق النووي ليس سقفاً، بل أساس صلب يمكن البناء عليه». وفي حين أشار ظريف إلى أن "الخطة الشاملة للعمل المشترك ــ التي تعرف رسمياً بالاتفاق ــ تؤكد وضع إيران كمنطقة خالية من السلاح النووي"، فقد أكد أن الوقت قد حان "لتوسيع هذه المنطقة لتشمل منطقة الشرق الأوسط بكاملها" .
ورأى أنه :على ضوء الاتفاق النووي يجب أن نواجه التحدي المقبل»، متحدثاً عن إسرائيل،"الوحيدة في الشرق الأوسط التي تمتلك السلاح النووي".