الوقت- توافدت الجماهير الفلسطينية الغفيرة من مختلف محافظات قطاع غزة يوم الأحد باتجاه ساحة الكتيبة الخضراء، للمشاركة في المهرجان الذي أقيم لإحياء الذكرى الـ31 لانطلاق حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، يذكر أن هذه الحركة تأسست في الرابع عشر من شهر ديسمبر عام 1987 على يد مجموعة من قادة جماعة الإخوان المسلمين في قطاع غزة، كان أبرزهم الشيخ "أحمد ياسين" ولقد تمكّنت هذه الحركة عام 2006 بالفوز بأغلبية مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني ولقد شارك في هذا المهرجان مئات الآلاف من كوادر الحركة وأنصارها ومحبيها، وبعض الفصائل والقوى الفلسطينية، والأجنحة العسكرية، ونواب المجلس التشريعي، في حشد جماهيري هو الأكبر منذ سنوات وتخلل هذا المهرجان العديد من الفقرات الفنية والإنشادية أدتها الفرقة العسكرية التابعة لكتائب الشهيد عز الدين القسام، وفرقة الوعد للفن الإسلامي.
يذكر أن حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أصدرت بياناً بمناسبة الذكرى الـ31 لانطلاقها، حيث وجّهت رسائل إلى العديد من الجهات أبرزها حركة "فتح" والكيان الصهيوني وأكدت هذه الحركة على حقّها الثابت والمكفول في الشرائع والقوانين الدولية في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، مشددة على ضرورة الإنهاء الفوري للانقسام بين كل الأطياف الفلسطينية، من خلال التطبيق الجدّي والدقيق لاتفاقات المصالحة وتعزيز أسس الشراكة الوطنية التي ترتكز على اتفاق القاهرة الذي صدر عام 2011.
وفي سياق متصل، أعربت العديد من المصادر الإخبارية بأن كتائب عزّ الدين القسام، الجناح المسلّح لحركة "حماس"، نظّمت عرضاً عسكرياً في قطاع غزة، بمناسبة الذكرى السنوية الـ 31 لتأسيس الحركة وأفادت تلك المصادر بأن المئات من مقاتلي القسام الملثمين، جابوا شوارع مدينة خانيونس جنوبي القطاع، حاملين أنواعاً مختلفة من الرشاشات الثقيلة، وأسلحة القنص، والقذائف المضادة للدروع، وقذائف الهاون ولفتت تلك المصادر إلى أن شاحنات تحمل صواريخ كبيرة الحجم، استخدمتها في قصف مدن إسرائيلية، خلال المواجهات العسكرية السابقة، رافقت المقاتلين.
من جهته أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس "إسماعيل هنية" في كلمة ألقاها خلال هذا المهرجان أن الضفة الغربية المحتلة هي الساحة الأهم والأعمق لحسم الصراع مع إسرائيل، وقال: "نحن مستبشرون بالضفة فهي الساحة الأهم للأحداث، والساحة الأعمق لحسم الصراع مع عدوّنا الصهيوني وندعو لرفع القبضة الأمنية عن المقاومة ورجال الضفة"، وأضاف: "انتفضت الضفة الغربية ووقفت بكل شموخ وقوة واقتدار وكأنها تريد أن تقول لشعبنا في ذكرى الانطلاقة المجيدة إنها مع المقاومة، هناك انسجام كامل مع خيار المقاومة، تكون في غزة ثم تنطلق وتتجدد كالمارد المنتفض في الضفة الغربية، فهي ممتدة زماناً ومكاناً".
وعن التصعيد الإسرائيلي الأخير على غزة قال "هنية": "لو زاد العدو في عدوانه الأخير لزادت المقاومة من ردّها وكانت على بُعد خطوة من تل أبيب"، وتطرّق "هنية" إلى الوضع الفلسطيني الداخلي قائلاً: "مطلوب منّا أن نذهب مباشرة إلى الوحدة الوطنية لنواجه هذه التحديات الاستثنائية، وحماس جاهزة ومستعدة لأن تذهب إلى أبعد مدى من أجل استعادة الوحدة الفلسطينية، وأعلن استعدادنا لتشكيل حكومة وحدة وطنية فوراً، وأعلن استعدادنا للذهاب إلى إجراء انتخابات بعد ثلاثة أشهر من الآن".
وبالتزامن مع احتفالات حماس، هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، المقاومة الفلسطينية بـ"دفع ثمن غالٍ" بعد وقوع سلسلة هجمات في الضفة الغربية المحتلة، وقال "نتنياهو" خلال اجتماع لحكومته: "لقد نقلت رسالة واضحة لحماس ولن نقبل بهدنة في غزة وإرهابٍ في الضفة الغربية، وسنجعلهم يدفعون الثمن غالياً".
الجدير بالذكر هنا بأن المشاركين في هذا المهرجان الجماهيري الغفير رفعوا صوراً لقادة رحلوا في الأعوام الماضية بينهم مؤسس حركة حماس الشيخ "أحمد ياسين" و"عبد العزيز الرنتيسي" و"إسماعيل أبو شنب" و"إبراهيم المقادمة" و"صلاح شحادة"، كما رفعوا صور الزعيم الفلسطيني الراحل "ياسر عرفات" والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي "فتحي الشقاقي" و"أبو علي مصطفى" من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وغيرهم، وأطلق المشاركون عشرات البالونات من ساحة المهرجان إلى سماء غزة وانطلقت أيضاً مسيرة من منطقة السودانية شمال غزة باتجاه ساحة الكتيبة، وقدرت حماس عدد المشاركين في المهرجان بمئات الآلاف.