الوقت- قالت المندوبة الأمريكية السابقة لدى الأمم المتحدة سامانثا باور، إن السيناتور جورج ماكين ترك رسالة لرئيس بلاده دونالد ترامب، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قبل وفاته.
وقال باور في تغريدة إن ماكين قال: "أمريكا ستبقى قريبة من أصدقائها وحلفائها"، منوّهةً إلى أن "ماكين نفسه خطط بشكل دقيق لكل التفاصيل المتعلقة بجنازته".
وقالت إن "دعوة ماكين لرئيس أوكرانيا بيترو بوروشنكو حضور جنازته وطلبه أن يقف إلى جانب الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ لم تكن من قبيل الصدفة".
يذكر أن ثلاث متحدثين أقطاب هاجموا في جنازة جون ماكين، الرئيس ترامب، ووجهوا له انتقادات حادة بدت وكأنها طعنات بارعة وظفت إرثاً من اللغة والشعارات والسياسات التي تعود لترامب، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
وتابعت الوكالة: إن ماكين قالت عن أبيها "كان رجلاً عظيماً، ونحن تجمعنا هنا لنعي عظمة أمريكا، العظمة الحقيقية، لا الخطب الرخيصة من رجال لا تعرف التضحية سبيلاً في حياتهم".
وأضافت ميغان وكأنها تغمز من قناة ترامب: "أمريكا جون ماكين كريمة ومرحبة وجريئة، ووفيرة الموارد، وواثقة من نفسها وآمنة، وتؤدي واجباتها، أمريكا لا تتفاخر لأنها ليست بحاجة لذلك، كما أنها ليست بحاجة لاستعادة عظمة افتقدتها".
وأشار الرئيس السابق باراك أوباما -الذي هزم الراحل بانتخابات 2008 الرئاسية - بطرف خفي إلى قيادة ترامب حملة تزعم أنه ليس من مواليد أمريكا فـ "ظللتُ على الدوام أكنّ احتراماً عميقاً للراحل، وما جعل بلادنا عظيمة أن انتماءنا لها لا يقوم على أصولنا العرقية، ولا على مظهرنا، ولا على أسمائنا الأخيرة، ولا على المكان الذي جاء منه آباؤنا أو أجدادنا، ولا على التاريخ الذي جاؤوا فيه، بل على وفائنا لقيمة مشتركة، وهي أننا جميعنا خُلقنا متساوين".
ووجه أوباما مفرداته المختارة بعناية إلى خطاب ترامب قائلاً: "المتاجرة بالغضب المنمق المتصنع، إنها السياسة التي تدعي الشجاعة والقوة، لكنها في الحقيقة هي تلك النابعة من الخوف".
وقال الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش: "ماكين كان يؤكد أننا كنا أفضل مما نحن عليه الآن، أمريكا كانت أفضل مما هي عليه حالياً، احترام ماكين للكرامة الغريزية لكل شخص لا يتوقف عند الحدود، ولا يمكن أن يلغيه أي ديكتاتور، إنه يحب الحرية بشغف من جرب غيابها".
أما السناتور السابق جو ليبرمان (الصديق الحميم لماكين) فقال، إن موت ماكين ذكّر الأمريكيين بأن ما جعل البلاد عظيمة ليست القبلية الحزبية وسياسة التهجمات الشخصية، التي وسمت حياة أمريكا مؤخراً.
يذكر أن ترامب قد ذهب ليلعب الغولف في أحد ملاعبه بشمال فرجينيا، في وقت كانت تقوم فيه مراسم الجنازة التي أمها أصدقاؤه وأفراد أسرته، وأغلبية أعضاء النخبة السياسية بالعاصمة واشنطن.
ولم تتم دعوة ترامب - الذي يمقت الراحل ودرج على توجيه الشتائم له - لحضور مراسم الجنازة وفقاً لتوصية ماكين.
وأدلى أوباما وبوش بخطابيهما بناء على وصية ماكين في 25 آب/أغسطس قبل رحيله بأيام.