الوقت- في الحديث عن أسباب انهيار الدول؛ يؤكد المؤرخون ولا سيما أفلاطون وابن خلدون أنّ أحد أهم أسباب هذا الانهيار وصول شخصيات غير جديرة إلى سُدّة الحكم، تنقصها الخبرة والحنكة السياسة؛ ويحكمها جنون العظمة للوصول إلى العرش بشتى السبل، وفي السعودية يظهر هذا المثال شاخصاً وبوضوح؛ حيث تؤكد تقارير إعلامية غربية أنّ ابن سلمان يعيش أزمة نفسية منذ صغره نتج عنها تغوّلٌ للسلطة وجنون عظمة للتغطية على الأزمة التي كان يعيشها.
صحيفة "جورنال دو ديمانش" الفرنسية أكّدت في تقريرٍ لها أن ابن سلمان يعاني آثاراً نفسية سيئة نتيجة لأزمة عاشها منذ الصغر، حيث اعتاد إخوته غير الأشقاء على النظر إليه بتعال، الأمر الذي دفعه للعمل على تغيير تلك النظرة الاستعلائية بشتى الطرق، وأشارت الصحيفة إلى أن ابن سلمان من بين الأمراء الذين يتميّزون بالتعالي وجميعهم من خريجي الجامعات الأوروبية والأمريكية، فالأمير سلطان بن سلمان رائد فضاء، والأمير عبد العزيز بن سلمان يشغل منصب نائب وزير وزارة البترول، بالإضافة إلى أمير منطقة المدينة المنورة، فيصل بن سلمان، أما هو فلم يُغادر الرياض إلّا قليلاً ولفترات صغيرة، وكان ملازماً لوالده الذي كان أميراً للعاصمة الرياض.
هذا الاشمئزاز وكما يقول أطباء نفس ولّد أزمة نفسية كبيرة باتت تظهر اليوم إلى العلن من خلال تعامله مع الأمراء السعوديين بشكلٍ خاص، والشعب السعودي بشكلٍ عام، بل امتدت أزمته هذه لتشكل تهديداً لأمن المنطقة بشكلٍ عام، فهو يُريد أن يثبت لنفسه أولاً ولإخوته وأبيه ثانياً أنّه قادر على إحداث التغيير في المجتمع والعالم أيضاً.
الصحف البريطانية هي الأخرى كان لها الرأي ذاته في شخصية الأمير غير المتزنة، حيث تقول صحيفة "ذا غارديان" إنّ صعود ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للسلطة، شكّل اختباراً عاجلًا لمراقبي شأن السعودية، وأضافت الصحيفة: "هل هو مصلح مستعد لسحب مملكته، من كونها نظاماً قمعياً يتولّى كتابة شيكات رعاية ضخمة، في القرن الحادي والعشرين، أم أمير يفتقد الخبرة وقد يؤدي صعوده إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة؟"، وتتابع: "إنّه مريض بجنون العظمة"، مشيرة في هذا الإطار لقراراته المتهوّرة في الحرب باليمن والأزمة مع قطر، والتي باتت تشكّل له مصدر إحراج.
وأشارت الصحيفة إلى أنّه مما لا شك فيه أنّ الأمير البالغ من العمر 32 عاماً، جمع قوة عظمى وهيمن على السياسة الاقتصادية والدبلوماسية والمحلية في السعودية، فهو يُعتبر مهندس المستنقع الدموي للحرب في اليمن، وصاحب الموقف المتعنّت في النزاع الخليجي حالياً مع الجارة قطر.
أما صحيفة "صنداي إندبندنت" البريطانية فقد أكدت أيضاً أنّ رؤية ولي العهد السعودي الشاب لا تشمل أي شيء من القيم الديمقراطية وتعزيز حقوق الإنسان، والمطالبة بأمور كهذه بمثابة إعلان للحرب، مشيرةً في الوقت ذاته إلى أنّ كل ما يأمله محمد بن سلمان سينقلب ضده في النهاية؛ خاصة أنه لا يمتلك رؤية واضحة لكيفية تطبيق ما أعلن عنه في رؤيته 2030.
وفي السياق ذاته؛ يؤكد المغرّد السعودي "مجتهد" والمعروف بقربه من البلاط الملكي السعودي أن ولي العهد السعودي يعيش حالة نفسية صعبة حولت حياته إلى نوع من الشرود والاضطراب والشك.
ينقل "مجتهد" عن المقربين من ابن سلمان "تأكيدهم أنّ شخصية ابن سلمان قلقة جداً، كما يظهر عليه الاضطراب والشرود، وإذا أراد التركيز يبدو عليه الإرهاق الذهني بالإضافة إلى أنه يعيش هاجس الاستهداف بالسم".
يؤكد أطباء نفسيون أن "الشخصية الاندفاعية" تطلق على نوع من الأفراد المندفعين في سلوكياتهم وتصرفاتهم، كما أنّهم لا يفكرون بعواقب تصرفاته الطائشة والخطيرة، وهو ما يجعل هذا النوع من الأفراد المضطربين نفسياً وذهنياً وشعورياً، خطراً على أنفسهم وعلى الآخرين المحيطين بهم، وهنا يجب التأكيد على أنّ الحالة التي يعيشها ابن سلمان لا تغدو كونها مرضٌ نفسي يُعانيه، غير أنّ تبعات هذا المرض لن تعود على ابن سلمان وحده، بل تبعاتها السلبية تنعكس على المنطقة بشكلٍ عام، حيث يشهد الجميع النزيف اليمني الذي يأبى التوقف نتيجة القرارات المتسرّعة وغير المسؤولة التي يتخذها ابن سلمان، ناهيك عن الحالة الاقتصادية المتدهورة التي يعيشها الاقتصاد السعودي وانعكاساته على حياة السعوديين أنفسهم، بالإضافة على عدم وجود شخص في مملكة آل سعود قادر على وضع حدٍ لمغامرات ابن سلمان التي لن تنتهي إلّا بسقوط حكم آل سعود.