الوقت -سياسة استمرار الوجود العسكري الأمريكي في سوريا ستطيل أمد الحرب هناك، هذا ما خلص له موقع "لوبيلوج" الأمريكي والمتخصص بالقضايا الجيوسياسية الدولية، حيث أكد الموقع أنّ الأهداف الحقيقية للإدارة الأميركية لتوسيع وجودها العسكري في سوريا تعتمد على سياسة جديدة مرتكزةً على ثلاثة أهداف وهي: "قتال داعش، إطالة أمد الحرب وعدم الاستقرار في سوريا" الأمر الذي سيؤدي في نهاية المطاف وبحسب الموقع إلى زيادة مشاكل الائتلافات التي شكلتها الولايات المتحدة هناك.
وكتب الموقع الأمريكي أمس الاثنين 22 يناير 2018، إنه وكما أكد وزير الخارجية الأمريكية تيلرسون في خطابه هذا الأسبوع، فإنّ نشر القوات المسلحة الأمريكية في سوريا، يعكس انحراف واشنطن عن الأهداف التي كانت قد وضعتها سابقاً، ومن جهةٍ أخرى تغيير الأسباب التي دعتها لنشر تلك القوات في سوريا.
ويؤكد الموقع على أنّ حكومة ترامب والقوات العسكرية الأمريكية ساهمت وبشكلٍ غير محدود بحرب أهلية أخرى، حيث تختلف الأسباب تقريباً عمّا كانت عليه مع تنظيم داعش، ولعل الأسباب الجديدة بحسب الموقع لا تتعلق بمواجهة المخاطر التي تهدد الولايات المتحدة الأمريكية، وبالفعل؛ قررت حكومة ترامب إدخال الولايات المتحدة بحرب خارجية جديدة.
وزير الخارجية الأمريكي تيلرسون وبحسب بيان له أكد أنّ جميع المناطق تقريباً التي كانت تخضع لتنظيم (داعش) في العراق وسوريا تمّ تحريرها وطرد التنظيم منها، كما ولم يتمكن التنظيم الإرهابي من استعادة حتى ولو جزء صغير جداً من هذه المناطق، غير أنّه لا يزال من الممكن أن يتحول تنظيم داعش الإرهابي إلى مصدر إلهام للعنف المسلح والجماعات التكفيرية، غير أنّ التنظيم كهدف عسكري؛ فشل وفقد كافة الأراضي التي كانت تخضع لسيطرته، أما الرد الأمريكي على هزيمة داعش وبحسب "لوبيلوج" كان إعلان النصر وكان من المفترض أن تبدأ القوات الأمريكية بالعودة إلى أوطانها بعد أن تكون مهمتها قد أُنجزت في سوريا.
الحكومة السورية وبشكلٍ مطلق لم توافق على وجود قوات أمريكية على أراضيها، حيث أنّ الوجود العسكري الأمريكي في سوريا يختلف عن وجود كل من روسيا وإيران الشرعي، وهو ما يعني أن الوجود الأمريكي لا يستند إلى القانون الدولي.
وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون والذي تحدث مؤخراً عن وجود القوات الأمريكية في سوريا، قال إنّ سبب توسيع وجود القوات الأمريكية في سوريا هو تنظيم داعش الإرهابي، كما ربط تيلرسون في حديثه الحكومة السورية بتنظيم داعش!.
ويضيف الموقع؛ صحيح أنه في المراحل المبكرة من "الحرب الأهلية السورية"، كانت مواجهة الحكومة السورية أقل لتنظيم داعش من جماعات المعارضة السورية الأخرى، غير أنّ هذا الحال تغيرت الآن وتغيرت كافة الظروف، فحكم الرئيس السوري بشار الأسد وداعش يعارضان بعضهما البعض، ونظراً لكون تنظيم داعش لا يزال يشكل تهديداً لسوريا، واليوم فإنّ الحكومة السورية تمتلك أكثر الدوافع والمحفزات أكثر من أي شخص أو مجموعة أخرى للقضاء على هذا التهديد الإرهابي.
وأرجع الموقع التهديد المتواصل لتنظيم داعش في سوريا في معظمه إلى "الحرب الأهلية السورية" المستمرة، حيث عززت الحرب الأهلية هناك من قدرات تنظيم داعش، كما وفّرت الحرب له الظروف الملائمة التي يمكن أن تستفيد منها الجماعات المتطرفة.
وبالإضافة إلى ما سبق فإنّ السياسة الأمريكية الجديدة في سوريا والتي شرحها تيلرسون تشمل الحضور العسكري الأمريكي المباشر على الأراضي السورية بهدف استمرار الحرب هناك، ويقول الموقع إن وجود القوات الأمريكية في سوريا في الوقت الحالي يستند حسب قول تيلرسون على ثلاثة محاور، بدلاً من قضية مواجهة داعش أو الإرهاب، فالهدف الأول بحسب الموقع هو "استمرار قضية تغيير النظام في سوريا، حيث يشير تيلرسون ضمناً إلى هذه القضية، وقال إن الاستقرار في سوريا يجب أن يقوده شخص غير بشار الأسد، وأن واشنطن ستقنع كل بلد بعدم إقامة علاقات اقتصادية مع سوريا ما لم يترك بشار الأسد السلطة".
أما الهدف الثاني بحسب تأكيد الموقع هو إيران، فالرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعندما يريد التحدث عن أي شيء في الشرق الأوسط؛ فإنّه يأتي على ذكر اسم إيران، أما الهدف الثالث فهو عندما تذكر أو تشير الولايات المتحدة إلى إيران؛ فإن اسم إسرائيل لا يمكن أن يكون بعيداً عن هذه المسألة.
وفي السياق ذاته يؤكد الموقع على أنّه ومع المساهمة في ازدياد مدّة الحرب وعدم الاستقرار في سوريا؛ فإنّ سياسة تيلرسون المعلنة تؤدي إلى زيادة المشاكل على الأرض في سياق التحالفات القائمة على الأرض.
وزير الخارجية الأمريكي أكد كما ينقل "لوبيلوج": "نحن بحاجة للتعاون وبشكل وثيق مع تركيا لتحقيق المستقبل السوري الجديد، في حين تناسى تيلرسون أن سياسة الولايات المتحدة والقائمة على تسليح العناصر الكردية شمال سوريا غير مقبولة بالنسبة للأتراك".
وأخيراً وبناءً على ما سبق؛ من الممكن جداً أن تتحول سوريا إلى ساحة حرب جديدة، ولكن هذه المرة بين اثنين من أعضاء حلف الناتو.