الوقت- في علامة على رذالة المجتمع الصهيوني والتدني الأخلاقي فيه، وصل أورن حزان إلى داخل الكنيست في العام 2015. حزان الذي استحى من وجوده من لم يستحوا يوما، وطالبوه بالاستقالة في أكثر من مناسبة فاضحة، مشاكس من الدرجة الأولى في نظر الإسرائيليين، ووغد تعرّض لعائلات فلسطينية، بنظر الشرفاء الفلسطينيين. فمن هو النائب الحثالة؟ وماذا فعل هذه المرة؟
صعد حزان إلى الحافلة التي تقلّ أهالي الأسرى في السجون الإسرائيلية، راكبوالحافلة هم عدد من الشيوخ الذين وصلوا إلى هناك بعد عبورهم عدة تفتيشات أمنية لا تسمح بمرور إبرة يمكن ان تستخدم للدفاع عن النفس، وكذلك بعد تحليل أمني لشخصيات الزوار لا يسمح بمرور صاحب جسد يقوى على حمل نفسه إلا بالاتكاء على سائق الحافلة أو مرافقه، راكبو الحافلة لا يملكون سوى عنفوان متقد يغذيه شعور الانتماء للوطن ما دام ابنهم الأسير مغروسًا في قلب العدو هناك.
التحليل النفسي سيقف على الكثير من نقاط المرض النفسي لعضو الكنيست أورن حزان، حيث بلغ من الجبن منتهاه عندما وقف أمام الحافلة، فهو لم يحمل السلاح يومًا وكرّس خدمته في الجيش في المطارات فيما يسمى بلغة الأقسام في المطار "قسم المكنسة"، حيث تتركز مهمة هذا القسم بالتأكد من نظافة المدرج من أي شيء، عربات وسيارات أو طائرات قبل هبوط الطائرة، وكذلك التأكد من نظافته قبل الإقلاع، كذلك التأكد من وجود مسافة بين الطائرات حال الإقلاع والهبوط.
كان حزان يصنع انتصارًا على نفسه المدمرة، فهو الذي ساقته الظروف لأن يرى من حوله من الجنرالات الذين خاضوا حروبًا، ووزراء لهم تاريخ طويل من الإنجازات مقابل تاريخه العاري والوضيع، لم يجد ما يستنصر به على نفسيته سوى عجائز فلسطينية أنهكها العمر، ورغم ذلك عندما اقتربت الحافلة خلع بدلته الزرقاء واستبدلها بمعطف أخضر ثقيل واقٍ من الرصاص. كان مرتبكًا، متوترًا، يفرك يديه لمغالبة الخوف ولم يستطع إخفاء خفقان قلبه المتسارع حتى قبل ان يرى عيون الأمهات التي اختفت خلف الجفون المترهلة قال "إنهم يكرهوننا، وإني أرى القتل في أعينهم"؛ في أعين العجائز؟ وكأن ملك الموت كان يتراءى له أو تتراءى له الطير التي يمكن ان تتخطفه!
رغم ما حاول ان يصنع لنفسه من هيبة؛ إلا أنه كان حدثًا مناسبًا ليكشف حقيقة شخصيته على الشبكات الاجتماعية، فلقد أغرقت صفحته على "الفيسبوك" بالفضائح التي أراد ان يخفيها خلف عربدته وتستره بالتعصب والعنصرية، فقد كتب له أحد الإسرائيليين: لم أر في حياتي حمارًا مثلك، كنت سأكون فخورًا بك لو أنك توجهت إلى غرفة السجن وقلت هذه الكلمات أمام "المخرب" نفسه، وجيدٌ لو لم ترافق معك قوة من الحماية. ناشط آخر كتب: أنتم لا تعملون شيئًا لشعبكم، أنت طُردت من كل لجان الكنيست بقرار من لجنة الأخلاق، ولا تنسَ ان والدك من قبلك كان قد سرق حاسوب الكنيست. معلق آخر ذكَّره بلائحة اتهام قدمت ضده نتيجة اعتدائه على مدير عام بلدية "أرئيل" في مكتبه.
سلفي مع ترامب
حدثت حادثة دبلوماسيّة مُحرجة جدا خلال زيارة ترامب إلى الكيان الإسرائيلي قبل مدة، أدت إلى عاصفة في الكيان لوقت طويل بعد انتهاء الزيارة أيضا. طبعا، تصدر العاصفة عضو الكنيست حزان الذي وقف في صف الزعماء الذين صافحوا يد الرئيس الأمريكي ولم يكتفِ حزان بمصافحته بل سحب هاتفه الذكي وألتقط صورة سيلفي مع الرئيس الأمريكي ورفعها على الفيس بوك فورا. حاول رئيس الحكومة نتنياهو سحب يده وتجنب الحادثة المُحرجة، ولكن باءت محاولته بالفشل.
الكازينو في بورغاس، والمخدّرات الثقيلة
يتضح من التحقيق في القناة الثانية الإسرائيلية قبل نحو عامين أن حزان عندما عمل في كازينو في بورغاس، قبل أن يصبح عضو كنيست بكثير، طلب خدمة مومسات لزبائنه واستخدم المخدّرات الثقيلة مثل الكريستال ميث. قدّم حزان شكوى ضد الصحفي الذي كشف عن القضية مدعيا أنه نشر أخبار كاذبة. أقرت المحكمة بعد مرور نحو سنة أن الصحفي كان صادقا وأدلى بشهادات تثبت ادعاءاته.
ورغم الاتهامات، بادر حزان بعد مرور بضعة أشهر من كشف تلك القضية إلى مشروع قانون لاستثمار مداخيل القمار القانونية في إطار الفُطام عن القمار.
وفيما يلي نستعرض أهم المعلومات عن النائب المتطرف:
1- ولد في أكتوبر 1981، في مستوطنة أرئيل.
2- في عام 2000 جند في القوات الجوية في الجيش الإسرائيلي.
3- خدم كضابط في التنبؤ في القوات الجوية، بعدها درس الحقوق في كلية "كريات أونو".
4- تورط في تهم إدارة كازينو في بلغاريا، ووفقًا لتحقيقات قناة 2 الإسرائيلية، التي بثت في يونيو عام 2015، أدار كازينو لتقديم المخدرات والخدمات الجنسية فيه كما ذكر في الأعلى.
5- عضو من حزب الليكود الإسرائيلي ونائب في الكنيست العشرين، وتولى منصب نائب رئيس الكنيست.
6- فاز حزّان بمقعد برلماني في الكنيست بشكل غير متوقع، حيث كان ترتيبه 30 الأخير في قائمة نواب الليكود.
7- اشتهر بعد أن اتهم بتزوير تصويت في الكنيست.
8- تم تصويره في السابق وهو يسرق تسجيل جلسة الكنيست.
يذكر أن يولي إيدلشتين رئيس الكنيست الإسرائيلي، قرر زيادة الحراسة على النائب المتطرف بعد تلقيه تهديدات من حركة حماس وفلسطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي بحسب زعمهم، بعد تعرضه للحافلة.