الوقت - أجبر المصارع الإيراني علي رضا كريمي، نفسه على التخلي عن الفوز يوم الاثنين الفائت بلقب في بطولة العالم للمصارعة لما دون عمر 23 التي تستضيفها بولندا، تجنباً لمواجهة مصارع من الكيان الإسرائيلي مما سجل موقفا مشرفا.
وكان كريمي، الحائز على ميدالية برونزية في بطولة 2015 عن فئة 86 كغ، كاد يتغلب على غريمه الروسي عليخان جبرايلوف خلال إحدى مواجهات البطولة، لولا أن فوزه في هذه المباراة كان سينقله لمواجهة مصارع "إسرائيلي" وعندما شارف النزال بين كريمي وجبرايلوف على نهايته قرر اللاعب الايراني أن يخسر ويترك شرف الفوز لغريمه الروسي حتى لا يجد نفسه في مواجهة لاعب "إسرائيلي" في المنازلة اللاحقة.
رواد مواقع التواصل الاجتماعي تناقلوا الدقائق الأخيرة للمباراة عندما قرر اللاعب الإيراني ان يخسر المباراة مسجلا بذلك موقفا مشرفا.
وعندما حانت النهاية رفع الحكم ذراع اللاعب الروسي معلنا فوزه بنتيجة 12 إلى 3 بعد ان قرر كريمي الخسارة أمام منافسه لكي لايلتقي باللاعب الاسرائيلي.
وكانت الحكومة الايرانية أشادت يوم الاثنين بموقف المصارع كريمي، مشيرة إلى أن هذا الموقف الوطني ليس غريباً على الرياضيين الإيرانيين.
تجدر الاشارة الى ان الجمهورية الاسلامية في ايران لا تعترف بالكيان الإسرائيلي الغاصب الذي اغتصب الاراضي الفلسطينية ودنس مقدسات المسلمين والذي يمارس ابشع أنواع الاضطهاد والحصار على الشعب الفلسطيني المسلم.
إيران تكرم مصارعاً رفض مواجهة لاعب إسرائيلي في بطولة العالم
ومن جهتها تعتزم وزارة الرياضة والشباب الايرانية، تكريم المصارع كريمي على خلفية رفضه مواجهة خصمه الإسرائيلي في بطولة العالم للمصارعة الحرة تحت 23 عاما التي اختتمت الاحد في بولندا.
ومن المقرر أن تقيم الوزارة مراسم التكريم بحضور وزير الشباب والرياضة مسعود سلطاني في الايام المقبلة فالمصارع كريمي انسحب تضامنا مع الشعب الفلسطيني لكون منافسه من الكيان الإسرائيلي المحتل.
يذكر أن ايران حصلت على ميدالية ذهبية وبرونزيتين في بطولة العالم للمصارعة الحرة تحت 23 عاما في عامي 2015 و 2017.
الفلسطينيون يدعمون القرار البطولي للمصارع الإيراني
وفي سياق متصل وفيما وصفوا قراره بالبطولي، اعرب فلسطينيون عن شكرهم ودعمهم للمصارع الايراني علي رضا كريمي الذي تخلى عن الفوز يوم الاثنين الماضي في إحدى مبارياته ضمن بطولة العالم للمصارعة الحرة تحت 23 عاما التي تستضيفها بولندا، وذلك تجنباً لمواجهة مصارع من الكيان الإسرائيلي.
وحمل الفلسطينيون لافتات كتب عليها: "ايران تدعم المقاومة، والمقاومة تشكر ايران لأن بها علي رضا كريمي، علي رضا كريمي انت البطل وفلسطين والقدس تفتخر بك شكرا لك ونحن نحبك".
فهذا الموقف الشجاع الذي انخذه المصارع الايراني يعبر عن الرفض القاطع للكيان الإسرائيلي والتعامل معه بأي شكل من الاشكال، فمجرد قبول المواجهة يعني ذلك قبول وجوده غير الشرعي على الاراضي الفلسطينية التي احتلها ونكل واضطهد بالشعب الفلسطيني المحروم من أبسط حقوقه. والجدير بالذكر ان هذا الموقف الشجاع لم يكن الاول من نوعه في العالم الاسلامي الرافض للكيان الإسرائيلي.
لاعبون عرب رفضوا التطبيع مع الكيان الإسرائيلي وانسحبوا من المباراة
وفي السنة الماضية رفض أعضاء الوفد اللبناني إلى ألعاب الأولمبية "ريو 2016" السماح بسفر اللاعبين الإسرائيليين على نفس الحافلة من المدينة الأولمبية في ريو الى ستاد "ماراكانا" لحضور حفل افتتاح الدورة الأولمبية ريو 2016 حيث منع رئيس البعثة اللبنانية بجسده الفريق الاسرائيلي من استقلال نفس الحافلة.
كما ان التونسية عزة بسباس رفضت في أكتوبر 2011 مبارزة الاسرائيلية "ناعومي ميلس" في مباراة الدور النهائي لمونديال كاتانيا بجنوب ايطاليا كما انسحب بطل الجودو المصري "أحمد عوض" في فبراير 2012 من مواجهة الاسرائيلي "تيل بلاكير" في الدوري ثمن النهائي ببطولة العالم في فرنسا. ويتكرر المشهد لكن هذه المرة مع بطل تنس الطاولة لذوي الاحتياجات الخاصة الكويتي "عادل الحربي" الذي رفض مواجهة الاسرائيلي "جيفا ليران" في نصف نهائيات بطولة رومانيا المفتوحة في يونيو 2012.
هذه المواقف الشجاعة وغيرها الكثير من مواقف اللاعبين الذين انسحبوا من المباريات هي تأكيد على رفضهم التطبيع مع الكيان الإسرائيلي. فصحيح أن الرياضة أخلاق ولكن ليس مع هذا الكيان الذي لا يملك من الاخلاق الانسانية ذرة. فالشعب الفلسطيني يقتل ويقصف ويهجر كل يوم ويرتكب بحقه أبشع جرائم الانسانية، فأي أخلاق يملكها الصهاينة؟