الوقت- شهدت مدينة دبلن الايرلندية يوم امس الجمعة اول مؤتمر للمعارضة السعودية في سابقة خطيرة لم تشهدها السعودية من قبل، وذلك للمطالبة بالإصلاح والحريات في الوقت الذي تشهد فيه البلاد تدهوراً في الحريات العامة والأوضاع الاقتصادية.
وكشفت مصادر سعودية مطلعة حضرت المؤتمر أن قوى المعارضة السعودية استطاعت تأسيس وإطلاق حركة "مواطنون بلا قيود" موحدة، رداً على حملة الاعتقالات والسياسات المقيدة لحريات المواطنين في السعودية.
وأضاف المصدر السعودي أن الهدف الاساسي من عقد المؤتمر هو من اجل تجميع جهود القوى الحقوقية المعنية بالدفاع عن الحريات في السعودية كالدكتورة "مضاوي الرشيد" و"يحيى العسيري" والدكتور "عبدالعزيز المؤيد" وعدد من البرلمانيين الأيرلنديين المدافعين عن الحريات من اجل تشكيل جبهة موحدة لها وزن تستطيع مواجهة وفرض ارائها على الاسرة الحاكمة في السعودية في الايام القادمة.
وشهد المؤتمر كلمات عدة كان ابرزها كلمة الدكتورة مضاوي الرشيد، أستاذة علم الاجتماع السياسي بكلية لندن، التي باركت تأسيس "حركة مواطنون بلا قيود" ودعت الشباب السعودي في الخارج والداخل للانضمام إليها، معتبرة الحركة خطوة في اتجاه في مواجهة القمع بالسعودية الذي شمل "بحسب وصفها" أشخاصا لم يكن لهم موقف مما يجري، وأنها تهدف لرفع سقف المطالب الحقوقية بالمملكة .
وشنت مضاوي هجوماً عنيفاً على الاسرة الحاكمة متهمتاً اياها بلعب دورٍ مهمٍ في إجهاض الثورات العربية، وذلك من خلال دفع الملايين لإعادة الزمن إلى الوراء، مشيرة إلى أن عددا كبيرا من السعوديين لا يمكنهم العودة للبلاد.
في السياق ذاته، قال الدكتور عبدالعزيز المؤيد، منسق حركة "مواطنون بلا قيود"، إن المؤتمر يهدف لدعم المواطن السعودي لنيل حقوقه، موضحاً أن حركة مواطنون بلا قيود ستقدم الدعم الحقوقي لكل من يتعرض للاعتقال والملاحقة داخل المملكة العربية السعودية.
وأشار المؤيد، إلى أن من حق المواطن السعودي أن يفكر وأن يسأل ماذا يحدث في الوطن بعد اعتقال عدد من الشخصيات منها الشيخ سلمان العودة والأستاذ عصام الزامل وحسن فرحان المالكي بالإضافة إلى "سجناء الصمت".
واضاف المؤيد، أنه "ليس من حق الحكومة السعودية أن تفرض علينا هذا الضغط وتلومنا إن كانت لدينا ردة فعل"، مشددا على أنه "من حقنا أن نشعر بالأمان في وطننا".
وهاجم المؤيد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قائلا "إنه ليس من حقك أن تحمل رؤية وأن تمنع الناس من الاختلاف بشأنها"، وأضاف أن الدول الديمقراطية التي تجتمع فيها العقول وتفتح باب المشاركة للجميع تواجه هي كذلك مشاكل، "فما بالك في المملكة التي تعاني من مشاكل عميقة"، وتسجن كل من أبدى رأيا أو انتقد.
ودعا المجتمعون ابناء الوطن من الداخل الى المشاركة الواسعة في الحركة كي يصل صوتهم الى العالم اجمع لما تشهده السعودية من قمع وظلم واضطهاد وذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر في ظل الرقابة الصارمة التي يفرضها النظام الحاكم على وسائل الإعلام والمواطنين.
ويأتي انعقاد المؤتمر الأول من نوعه للمعارضة السعودية في وقت تشهد فيها السعودية لحملة اعتقالات عشوائية مستهدفة رموز كبيرة في السعودية كالخبير الاقتصادي "عصام الزامل".
يشار إلى أن الشارع السعودي يسوده الغضب والتململ الكبير بسبب الاحكام الجائرة التي يتبناها ولي عهد السعودية "محمد بن سلمان"، اضافة الى ارتفاع الأسعار الذي نتج عنها فرض ضرائب كبيرة، وخفض الامتيازات التي كان يتمتع بها الكثير من المواطنين، إضافة إلى إجراءات التقشف التي فرضتها الحكومة بسبب الأزمة الاقتصادية، وهي الأزمة التي نتجت عن المليارات التي أنفقتها الحكومة السعودية في الحرب على اليمن وفي دعم وتمويل الارهاب في مصر وسوريا والعراق بمليارات الدولارات خلال السنوات الأربع الماضية.