الوقت- وارى الثرى صباح اليوم السبت جثمان المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين بمصر "محمد مهدي عاكف"، وذلك بعد أن وافته المنية مساء أمس الجمعة داخل مستشفى القصر العيني جرّاء تدهور حالته الصحية.
وتحت إجراءات أمنية مشددة وبحضور أربعة من أقربائه، دُفن في الساعات الأولى من صباح السبت الـ "عاكف"، وتوفي في زنزانته بعد أن حكم عليه بالسجن 25 عاما قبل أن تلغي محكمة النقض الحكم وتأمر بإعادة محاكمته، في القضية المعروفة إعلاميا "بأحداث مكتب الإرشاد" عام 2013.
يشار الى أن أسرة الراحل "المعروف عن دعمه للقضية الفلسطينية والمقاومة في لبنان ضد الاحتلال الصهيوني، أكدت مساء أمس الجمعة وفاته في محبسه، إثر تدهور حالته الصحية عن عمر يناهز 89 عاما.
ووارى جثمان المرشد عاكف الثرى في مقبرته بمقابر الوفاء والأمل "شرقي القاهرة"، في تمام الساعة الواحدة من صباح اليوم السبت، بحسب "عبد المنعم عبد المقصود" رئيس هيئة الدفاع عن المرشد الأخواني.
ومايثير الأسى أن الجهات الأمنية المصرية فرضت سياجا أمنيا في محيط مقبرة عاكف، تحسبا من حدوث احتجاجات ولم تسمح فقط إلا لزوجته وفاء عزت، ونجلته علياء، وحفيد له علاوة على رئيس هيئة الدفاع عنه، بحضور مراسم الدفن، حيث بقي عددا محدودا من السيدات والرجال من أقارب عاكف يعزون من خارج مكان دفنه.
وصباح اليوم كتبت نجلة الراحل "عاكف" في صفحتها بموقع فيسبوك عقب مراسم الدفن: منعوا كل حاجة، مضيفة أن والدها طلب الشهادة ونالها.
من جانبها دعت جماعة الاخوان المسلمين في مصر لصلاة الغائب على مرشدها السابق، وإقامة عزاء له يوم الأحد المقبل بأحد الفنادق الكبرى في إسطنبول.
ومنذ حوالي ستة أشهر نُقل عاكف للمستشفى لعلاجه، ولكن حالته الصحية تدهورت. وأُلقي القبض على عاكف بعد عزل الرئيس السابق "محمد مرسي" المنتمي للإخوان في منتصف عام 2013، بعد احتجاجات حاشدة على حكمه الذي استمر عاماً.
والجدير بالذكر أن المعارضون والمؤيدون لجماعة الإخوان قد توافقوا في نعي مرشدها السابق، على توجيه انتقادات لاذعة للسلطات المصرية لإصرارها على حبس عاكف (89 عاما) وعدم الإفراج الصحي عنه رغم تدهور حالته.
كما شاركت أسرة الرئيس المخلوع "محمد مرسي" في تشييع جثمان "عاكف"، حيث شارك في الجنازة زوجة "مرسي" وأبناؤه وشقيقته.
ولمن لايعرف سيرة المرشد الاخواني "عاكف" الزاخرة بمواقف داعمة للمقاومة الفلسطينية واللبنانية في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي، فقد تولى عاكف منصب مرشد جماعة الإخوان المسلمين في يناير 2004، خلفا لمحمد المأمون الهضيبي، الذي توفي قبل ذلك بأيام.
وفي العام 2010 ترك عاكف منصب مرشد الجماعة، وخلفه المرشد العام الحالي لجماعة الإخوان، محمد بديع، المحبوس تنفيذا لأحكام قضائية تشمل الإعدام والسجن المؤبد.
وساهم العاكف في إعداد نخبة من الإخوان إعداداً عسكرياً بهدف دعم المقاومة الفلسطينية. لاسيما بعد أن تحدث عدّة مرات عن حرب فلسطين عام 1948 ومشاركة الإخوان في الجهد الحربي في ذلك الزمن.
كما كان للمرشد "عاكف" دورا بناءا خلال العهد الملكي في مصر حيث تحدث في إحدى مقابلاته عن حملة الاعتقالات الجماعية التي شنّتها السلطات في العهد الملكي على الإخوان وما تبعها من اغتيال حسن البنا مؤسس الجماعة في مصر.
كما أفصح المرشد الاخواني عاكف أحد المرّات، عما كان يقوم به الإخوان من إعداد للجهاد ومن تنفيذ لأعمال مقاومة ضد الإنكليز في السويس قبيل ثورة يوليو 1952، ولما كان يقوم به هو شخصياً من مهام ضد احتلالهم.
ولو عدنا إلى عام 1949 حيث اعتقل "محمد مهدي عاكف" من قبل السلطات الملكية في ذلك الوقت في سجن الطور، وهو المعتقل الذي جمع فيه العائدون من الجهاد في فلسطين مع الذين طاردتهم أجهزة الأمن ثم اعتقلتهم داخل مصر.
كما كان للعاكف مواقف إيجابية في القضايا الكبرى في عهده، كالاحتلال الأجنبي لمناطق من العالم الإسلامي، حيث قدّم المرشد الاخواني رؤيته لما جرى لأفغانستان ثم العراق، وعن تمخض الغزو الأمريكي لهذين البلدين عن تفجر الطائفية وانتشار الفوضى، ويتطرق بشيء من التفصيل لتطورات القضية الفلسطينية بما في ذلك الأزمة بين حركتي فتح وحماس.