الوقت- قامت الإدارة العامة في وزارة الخارجية البريطانية وبالتعاون مع إدارة شؤون الكومنولث التابعة لها (FCO)، بتشكيل قائمة تحتوي على اسم 30 دولة، حيث تعتقد بأن تلك الدول تفتقر إلى الكثير من منظمات حقوق الإنسان وتنعدم فيها الديمقراطية وتزداد الأوضاع فيها سوءًا يوماً بعد يوم وهذا على الرغم من أن تلك الحكومة البريطانية قامت خلال العامين الماضيين بإصدار تصريحات لبيع أسلحة إلى 22 دولة من تلك الدول وقد قُدرت قيمة تلك الأسلحة التي قامت بريطانيا ببيعها لتلك الدول بمبلغ يتجاوز 4.1 مليار جنيه استرليني.
وحول هذا السياق كتبت الاندبندنت البريطانية بأنه إذا كان هنالك محاولات لتصوير التناقض والنفاق الذي تنتهجه الحكومة البريطانية في سياستها الخارجية، فإن هذا التقرير الذي يدين ويثبت بأن الحكومة البريطانية قامت خلال العامين الماضيين ببيع الكثير من الأسلحة لبلدان مختلفة، لهو خير دليل على تناقضها ونفاقها هذا.
الجدير بالذكر هنا بأن وزراء في الحكومة البريطانية صرحوا خلال الأسابيع الأخيرة بخطابات شديدة اللهجة حول الحالة السيئة لحقوق الإنسان وحالات القمع التي تحدث في فنزويلا. ولقد صرح "بوريس جونسون" حول هذا الصدد قائلا: في الحال الحاضر نشاهد بأن هنالك تغيرات تحدث في فنزويلا ونرى بأن الحقوق الأساسية للناس في هذا البلد معرضة للخطر.
وبالإضافة إلى ذلك، فلقد أعرب الكثير من كبار المسؤولين البريطانيين عن مدى قلقهم الشديد إزاء الوضع المأساوي لحقوق الإنسان في فنزويلا ولقد قامت الإدارة العامة في وزارة الخارجية البريطانية وإدارة شؤون الكومنولث التابعة لها (FCO)، بوضع اسم هذا البلد في رأس قائمة "أولويات حقوق الإنسان" التي شكلتها في وقت سابق.
ووفقا لبعض الأبحاث التي أجرتها منظمة العفو الدولية، فلقد تم مشاهدة الكثير من آلأسلحة البريطانية الصُنع في أيدي العناصر الإرهابية التابعة لتنظيم داعش في العراق.
ومن جهة أُخرى أضافت الاندبندنت، قائلة: إن عملية بيع الأسلحة لا يمكن أن تكون أمراً غير سياسي وهذا الأمر لا يُعد فقط وسيلة لتقديم الدعم العسكري وإنما هو أيضا نوع من إعطاء الشرعية للعمليات العسكرية التي تقوم بها تلك الدول التي اشترت الكثير من آلأسلحة البريطانية؛ فنرى بأن الطائرات الحربية السعودية، تُحلق بكثافة في الأجواء اليمنية وتلقي بالكثير من القنابل التي اشترتها في وقت سابق من بريطانيا على رؤوس الشعب اليمني الأعزل وتجدر الإشارة هنا بأنه بعد مرور حوالي عامان ونصف على هذه الحرب العبثية التي يقوم بها نظام آل سعود ضد الشعب اليمني، اصبح الوضع متأزماً وازدادت الحالة المعيشية لسكان هذا البلد سوء واصبحوا على مقربة من حدوث كارثة إنسانية.
وفي أعقاب الهجمات الوحشية التي قام بها التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن، فلقد فقد نحو 10 آلاف شخص حياتهم وتجدر الإشارة هنا بأن هذه الهجمات التي يقوم بها هذا التحالف جاءت في الوقت الذي يعاني فيه هذا الشعب المظلوم من تفشي وباء الكوليرا في مناطق مختلفة من البلاد ويسعى جاهداً للقضاء على هذا الوباء، ففي الوقت الحاضر هنالك ما يقارب 400 ألف شخص يشتبه بابتلائهم بمرض الكوليرا وهنالك أيضا ألفان شخص فقدوا حياتهم بسبب هذا المرض.
بغض النظر عن الزيادة السريعة في أعمال العنف وسقوط ضحايا، فإن السعودية تُعد واحدة من أكبر الدول التي تقوم بشراء آلأسلحة البريطانية ولقد بلغت قيمة الأسلحة التي باعتها الحكومة البريطانية لنظام آل سعود منذ بداية حربها على اليمن بنحو 3.8 مليار جنيه استرليني.