الوقت- تتردد أخبار كثيرة عن بطولات اللواء قاسم سليماني التي عبرت الحدود ووصلت إلى كافة أصقاع المعمورة، فمن هو هذا اللواء الذي وصفه الغرب بأوصاف تنم عن مدى أهميته وتأثيره الكبير في المنطقة وفيهم.
ففي هذا السياق كتبت عنه صحيفة "لوموند": "لقد بدت ملامح سليماني جادة وصلبة في صورة له بعد تهاوي مواقع تحصن المسلحين في حلب في كانون الأول 2016. كان كعادته في ساحة المعركة مرتدياً لباساً مدنياً وواضعاً عصابة خضراء على جبينه".
ويذكر أنه في حزيران 2015 قبل سبعة عشر شهراً، كتبت بعض المصادر الأمريكية والشرق أوسطية تقاريراً حول ذهاب هذا اللواء الإيراني إلى موسكو ليعرض على بوتين خططه في سوريا، لقد هيأ نفسه لدخول الحرب مع روسيا. وبلا شك إن الدولة السورية تدين له ببقائها وصمودها.
وفي الحديث عن ماضيه يمكن القول بأن قاسم سليماني الرجل الأقوى في الشرق الأوسط قضى 37 عاماً من حياته في الحروب، وتعود أولى أيامه الحربية إلى عام 1980 حينما تعهد بالدفاع عن الجمهورية الإسلامية الإيرانية في وجه الديكتاتوري صدام حسين. وقد أطلق عليه الراديو العراقي في زمن الحرب لقب الأسطورة والعدو الذي يجب أن يقتل. سليماني عاشق الشهادة لم يكن ليثق بالغرب، ويعود إرتيابه بهم إلى تلك الفترة عندما استخدم صدام الغاز الكيميائي في جبهات القتال بينما لم يحرك الغرب ساكناً.
وبعد مضي أعوام، عاد قاسم سليماني مرة أخرى في عام 2000 إلى العراق، ولكن كمدرب ومستشار عسكري هذه المرة. لقد حضر حينها للوساطة بين الأحزاب العراقية والدولة المركزية في بغداد. وبدأ في عام 2014 بتوفير الدعم المالي والتدريبي والتنظيمي لقوات الحشد الشعبي العراقية في حربها ضد داعش حيث زاد هذا من إحترامهم وتقديرهم له.
وفي هذا الصدد وعند سقوط الموصل بيد داعش في صيف 2014 حضر سليماني ليساعد العراقيين، يقول أبو مهدي المهندس: "يعود الفضل لسليماني لعدم سقوط أربيل عاصمة كردستان بيد داعش، نحن هنا منذ شهرآب، لقد أخلى الأمريكيون أماكن تواجدهم فيها ولم يعودوا إلا بعد شهرين من هجوم داعش". كان أبو مهدي المهندس قائد مجموعة في قوات المتطوعين الشعبية التي تشكلت بناء على فتى السيد السيستاني، في الوقت الذي تفكك الجيش العراقي أمام قوى داعش آنذاك. وتحول سليماني لشخصية شعبية محبوبة في العراق، وأصبح المقاتلون يحلمون بلقائه وأخذ الصور معه في الجبهة.
وفي سياق آخر، يتصف سليماني بصبره وأناته، ويعتبر هذا اللواء من أعلى الرتب العسكرية في الحرس الثوري أحد أهم القوى العسكرية في إيران. كما ويعتبر في نفس الوقت قائد الوحدات الخاصة المسماة فيلق القدس الذي يسعى لتحسين الظروف في الشرق الأوسط. ولقد أضفى قاسم سليماني بحنكته ومكانته قوة وإقتداراً على محور المقاومة، المحور الذي يصل لبنان بإيران مروراً بسوريا والعراق، ولقد أغضب السعودية وأجبر تركيا على التراجع. وعندما إنتشرت إشاعة مشاركته في إنتخابات رئاسة الجمهورية في إيران، خرج داحضاً جميع الإشاعات ومعلناً: "سوف أبقى كما كنت جندياً إلى آخر يوم من حياتي إن شاء الله".
وأخيراً نقتبس ما قالته مجلة نيوزويك الأمريكية عن صورة وضعتها لسليماني على غلاف عدد من أعدادها بعنوان: "اله الانتقام .. قاتل أميركا .. والآن يسحق داعش". هذا ما بعض ما يقوله ويعرفه العدو والصديق عن اللواء سليماني، وما خفي لربما كان أكبر.