الوقت- اختتمت في الأمس أيام مهرجان سان فريمن للثيران بشمال إسبانيا، والذي استمر لمدة 9 أيام، شهدت خلاله شوارع بامبلونا التي تقام بها مراسم المهرجان حضور عدد كبير من الزوار فضلا عن سكان المدينة نفسها.
وخلال أيام المهرجان يرتدي المشاركون القمصان البيضاء والأوشحة الحمراء، ويتنافسون في السباق مع 6 ثيران يوميا على مسار متعرج من خلال الشوارع الضيقة إلى حلبة الثيران في المدينة، والذى يبلغ طوله 848.6 متر، أي أكثر من نصف ميل، وخلال المحاولة الهروب من الثيران يتعرض العشرات من المواطنين لإصابات تكون بعضها بالغة.

وفي اليوم الأخير فقط من المهرجان أصيب أكثر من عشرة أشخاص، فضلا عن عشرات الإصابات التي تعرض لها المشاركون خلال أيام المهرجان، وكان أصيب 4 أشخاص بجروح فى اليوم الأول من المهرجان، 3 منهم مصابين بقرن الثور فى البطن والصدر والساق إصابات خفيفة، وأشارت صحيفة "الموندو" الأسبانية، إلى أنه تم نقل المصابين الأربع إلى مستشفى نافارا بعد إصابتهم فى اليوم الأول من مهرجان سان فيرمن المثير للجدل.
وفي سياق آخر أشارت الصحيفة، أن المجلس المحلي لحماية مدينة بامبلونا، قال إن قوات الأمن تلقت العديد من الشكاوى حول التعرض للاعتداء الجنسي المرتبطة باللمس فى الساعات الأخيرة من اليوم الأول من مهرجان سان فيرمين، وشكوى آخرى من سوء المعاملة.
وفي تطور جديد يتعلق بهذا المهرجان الذي يعود تاريخه إلى القرون الوسطى، أكد مجلس مدينة بامبلونا، ومؤسساتها، ومواطنيها، عن رغبتهم فى إعادة التأكيد على الالتزام القوي والمطلق للقضاء على هذه الآفة من المدينة ومنع هذه الاحتفالات.

تاريخ الاحتفال
يعود تاريخ مهرجان سان فريمن والذي يقام سنويا في مدينة Pamplona، شمال اسبانيا، إلى العام 1591م، ويطلق على المهرجان باللغة الفرنسية " Fêtes de San Fermín " أو " Sanfermines " و في الباسك يسمى "Sanferminak "، ويقام تيمنا بقديس المحافظة المدعو سان فيرمان.
ويجذب المهرجان سنويا عشرات الآلاف من السياح، و خلال المهرجان تطلق الثيران في شوارع بامبلونا المكسوة بالحجارة في سباق يصل طوله إلى 825 متر و إلى غاية حلبة المصارعة التي تقام فيها مصارعة الثيران كل مساء و يكون الازدحام شديدا خلال السباق الخطر على المشاركين و المتفرجين.
ويعود الفضل في شهرة هذا المهرجان وجعله متجذر في الثقافة الإسبانية إلى الكاتب الأمريكي، أرنست همينغواي، بعد روايته الشهيرة "الشمس تشرق أيضا"، مما ساهم في جعله مهرجانا شعبيا.

طقوس الاحتفال
يتميز مهرجان الثيران بثلاث طقوس احتفالية تمتد على طول أيام المهرجان:
أولا: الطقوس الدينية تيمنا بالقديس سان فيرمان منذ أواخر القرن الحادي عشر.
ثانيا: الاحتفالات الاقتصادية و الجري مع الثيران و التي بدأت منذ القرن الرابع عشر.
ثالثا: احتفال الكنيسة في 10 أكتوبر بيوم القديس فيرمان شفيع نافار.
وتم نقل يوم الاحتفال من 10 اكتوبر إلى 7 يوليو بقرار من مجلس المدينة منذ العام 1591، لأن الجو يكون غير ملائم للاحتفال في شهر أكتوبر في إسبانيا، لذلك يتم الاحتفال في هذا اليوم بيوم البامبلون مع يوم الجري مع الثيران.

ويتكرر احتفال إطلاق الثيران صباحا في شوارع مدينة بامبلونا ثماني مرات إجمالا أثناء المهرجان الذي ينتهي في الرابع عشر من يوليو من كل عام، وما إن تدخل جميع الثيران حظيرة حلبة مصارعة الثيران في البلدة حتى تنتهي المطاردة.
ويعتبر عادة هذا المهرجان الثالث عالميا من حيث عدد زواره و المشاركين فيه بعد مهرجان ريو في البرازيل و مهرجان الخمر في ميونيخ. و يقدر زواره سنويا بثلاثة ملايين خلال 9 أيام من المهرجان. و هذه الاحتفالات الغنية بالألوان تغير بشكل كلي وجه العاصمة النافارية التي تصبح ساحة مسرحية لمجموعة من الفعاليات الشعبية التي تجمع بين المدنس و المقدس. و بهذه المناسبة يقوم السكان بارتداء الملابس البيضاء و يزينونه بوشاح و حزام أحمر.
