الوقت-صرح القيادي في حزب الدعوة العراقي "جاسم البياتي" في مقابلة له مع موقع"عربي-21" يوم الاحد قائلاُ أن السعودية تمارس ضغوطا على رئيس الوزراء العراقي "حيدرالعبادي" وساومته بشأن اعادة اعمار المدن العراقية المحررة من داعش مقابل الحصول على موقف ضد قطر.
قبل ذلك وخلال الصراع السياسي والاقتصادي بين السعودية وقطر، بذلت السلطات السعودية محاولات عدة لدعوة رئيس الوزراء العراقي للحضور الى الرياض في 14 يونيو الماضي لكن "حيدر العبادي" رفض الاستجابة لتلك الدعوات في التاريخ المحدد وسافر الى السعودية بتأخير 5 ايام اي في 19 يونيو لكي لا تحسب هذه الزيارة لصالح الدول العربية الأربعة التي فرضت الحصار على قطر.
محاولات السعودية لكسب دعم ترامب للتحالف العربي المزعوم ضد ايران
بعد ان لم يتحقق هدف الرياض من اول رحلة خارجية للرئيس الامريكي "دونالد ترامب" الى السعودية في 20 مايو 2017، واجهت قطر هجمة سياسية واقتصادية نتيجة رفضها اللعب في ملعب السعودية. كانت السعودية تحاول من وراء زيارة ترامب الى رياض ان تكسب دعم امريكا السياسي للتحالف العربي المزعوم ضد ايران، لكن عدم مشاركة دول كقطر، الكويت، عمان و العراق في هذا الائتلاف الصوري كان بمثابة هزيمة للسعودية.
وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة " الرأي اليوم" في مقال لها بعنوان " ازمة مجلس التعاون والسياسة الخارجية للسعودية وقطر": سياسة السعودية في التعامل مع القضايا المتعددة اظهرت ضعف الرؤى السياسية والتجربة الدبلوماسية لحكامها الفعليين؛ وعلى سبيل المثال: خاضت السعودية حربا ضد اليمن دون وجود اي توقع سياسي، ومع مضي حوالي ثلاثة اعوام من هذه الحرب وصرف المليارات من الدولارات فلم تحقق حتى الان اي نصر حاسم.
ونشاهد الان العملية ذاتها في الحرب الدبلوماسية بين السعودية وقطر وفرضها الحصار بالتعاون مع ثلاثة دول ضد الاخيرة. فالرياض والى جانبها المنامة، ابوظبي والقاهرة اتخذت موقفا معاديا من الدوحة في 5 يونيو 2017 وحتى الان لم تحقق اهدافها المنشودة من ذلك. واستمرار محاولات السعودية في جذب الدول الى جانبها ضد قطر دلالة على ان التحالف العربي الرباعي ضد قطر لم يكن مجديا. وبعد ان رفضت قطر الشروط الـ13 للسعودية وحلفائها كشرط للعودة الى التيارالعربي دفع الرياض الى زيادة الخناق السياسي على الدوحة.
الهزيمة والذل، النتيجة الوحيدة للمغامرات السياسية السعودية في المنطقة
نجاح المشروع السعودي ضد قطر يتطلب انضمام ودعم الدول العربية الاخرى، وفي هذا الصدد دول كالعراق غير مستعدة ان تتبع سياسة لاتعود لها بفائدة تذكر. فكانت الهزيمة والذل حليفة المغامرات السياسية للسعودية طوال هذه الفترة. الفشل في حرب اليمن، العزلة في المحافل العلمية، الجامعية والرأي العام العالمي بسبب تشجيعها للتطرف ودعمها للحركات الارهابية، جعل من السعودية دولة مهزومة سياسيا.
وفي ظل هذه الظروف لن تثمر المحاولات السعودية لإقناع العراق في الانضمام الى التحالف العربي ضد قطر مقابل وعود مضحكة كإعادة اعمار المناطق المحررة من داعش. فقد ثبت للناس في العراق ان فتنة داعش وجدت طريقها في العراق بعد الضوء الاخضرالسعودي والرياض اليوم تتحمل مسؤولية الدمار في هذا البلد.