الوقت- بین التأكيد والنفي يتم تدوال خبر إنشاء قاعدة لـ "مغاوير الثورة" في محافظة الحسكة السورية "منطقة الشدادي"، المؤكد في الخبر أن أمريكا تعتزم إنشاء القاعدة في منطقة الشدادي لكن ما زالت المعارضة المسلحة تتحفظ عن المشاركة في هذه القاعدة.
ويأتي هذا التحفظ لأسباب تتعلق بالتطورات الأخيرة في منطقة التنف ومحاصرة الجيش السوري لقواتها هناك، خاصة بعد وصوله إلى الحدود السورية- العراقية واقترابه من معبر التنف الذي تسيطر علية قوات مايسمى "مغاوير الثورة".
إلى ذلك كشف المستشار السياسي في ما يسمى "الجيش الحر"، أبو يعقوب، إن قوات التحالف تعتزم إنشاء قاعدة عسكرية لمسلحي "مغاوير الثورة" في منطقة الشدادي في محافظة الحسكة.
أهداف القاعدة الجديدة
ونقلت صحيفة الغد الاردنية يوم أمس عن المدعو أبو يعقوب قوله بأن الهدف من نقل قوات مايسمى "المغاوير" هو السيطرة على مدينة دير الزور التي تعتبر حاليا الهدف الأهم بالنسبة لكافة القوى المتصارعة" لافتا إلى أن "اختيار منطقة الشدادي لانشاء القاعدة العسكرية، ياتي لقربها من حقول النفط باتجاه دير الزور".
بدوره، قال المسؤول الإعلامي في ميليشيا «الجيش الحر» سعيد سيف: «إن التحالف يريد إنشاء القاعدة العسكرية لعدم رضاه عن سلوك «قوات سورية الديمقراطية- قسد» في سير المعارك في الشمال السوري.
وتعتبر هذه القاعدة هي القاعدة العسكرية الثالثة لما يسمى جيش "مغاوير الثورة" بعد قاعدتي التنف والزكف اللتين تبعدان عن بعضهما قرابة 70 كلم، على امتداد مناطق السيطرة لهذا الجيش على الحدود السورية العراقية، وأبلغت قوات التحالف مايسمى "الجيش الحر" بأنها مستعدة لنقل 100 عنصر من جيش "مغاوير الثورة" بمعداتهم إلى القاعدة الجديدة.
وتعاني قوات المعارضة على طول الحدود السورية- العراقية من ضغوط كبيرة نتيجة لإنخفاض تعداد عناصرها، ووصول الجيشين السوري والعراقي إلى الحدود المشتركة بينهما ولقائهما هناك، مما وجه صفعة كبيرة لقوات المعارضة وداعميها وعلى رأسهم الولايات المتحدة، لذلك فإن الأخيرة تسعى للملمة جراح ميليشياتها عبر بث الروح المعنوية بين صفوفهم المتهالكة، وإنشاء قاعدة عسكرية لهم في الحسكة علها تستطيع تحقيق مكاسب حقيقية على الأرض بعد خساراتها المتتالية.
تطورات التنف
وعما يجري الآن من تطورات في منطقة التنف والشدادي، قال المتحدث باسم "جيش مغاوير الثورة"، محمد مصطفى جراح، إن "قوات النظام تتواجد شمال الزكف بنحو 40كيلومتراً، وقد وصلت إلى الحدود السورية العراقية الشهر الماضي، حيث قامت بفتح الساتر الترابي الذي يرسم الحدود، ومن ثم تراجعت ما بين 15 و20 كيلومتراً في عمق الأراضي السورية، باتجاه سرية الوعر، وهي تكتفي الآن بتسيير الدوريات العسكرية لتأمين حركة بعض السيارات ووصول الإمداد".
أما بالنسبة للتنف، قال جراح في حديث له مع صحيفة "العربي الجديد" : " أنه لايمكننا أن نخلي الحدود السورية العراقية والبادية السورية للقوات السورية، خاصة أن بأمانتنا مخيماً يحوي أكثر من 80 ألف نسمة من النازحين السوريين"، موضحاً أن "التحالف الدولي لا يريد فتح معركة مع عدة أطراف من إيران وروسيا والنظام وتنظيم "داعش" في آن واحد فتتشتت قواتنا، ونحن نملك عددا قليلا من الرجال، بالرغم من أنهم رجال نخبة وجديرون بخوض أي معركة وإدارتها، إذ يتعاملون بالموقف" بحسب تعبيره.
أما بالنسبة لما تم تداوله حول تنسيق بين "جيش مغاوير الثورة" و"قوات سورية الديمقراطية"، قال: "نحن لا نقاتل تحت راية أي جيش، ونحن واضحون، وأوراقنا مكشوفة، وداعمنا معروف، كما أن غايتنا معروفة، ولا نعمل كما يقال من تحت الطاولات".
وتشهد مدينة الشدادي في الوقت الحالي اشتباكات متقطّعة، بين "قوات سوريا الديمقراطية" التي تسيطر عليها، وتنظيم "داعش" الإرهابي، في ظل مساعٍ من الطرفين للتقدم في القرى الواقعة على خط التماس.
رفض
لم توافق قيادة جيش "مغاوير الثورة" على طلب التحالف الدولي، المشاركة بالقاعدة الجديدة، وهذا ما أكده، مدير المكتب الإعلامي في "جيش مغاوير الثورة"، البراء فارس، حيث صرح أن "الجيش" أجّل فكرة إنشاء القاعدة حاليا، مؤكدا "لن نتحرك باتجاه الشدادي".
وحول ما ذكرته صحيفة "الغد الأردني" أن 100 عنصرٍ من "المغاوير"، سيتوجهون إلى الشدادي، لفت مدير المكتب الإعلامي، إلى أن "العدد الذي كنا بصدد إرساله بلغ 40 عنصرا، وليس 100 كما يشاع".
الجدير بالذكر أن "جيش مغاوير الثورة" هو فصيل يرفع راية "الجيش الحر"، ومدعومٌ من قبل التحالف الدولي، وتتمركز قواته في منطقة التنف.