الوقت- تدرس اليوم الاحد الشركات العالمية والعابرة للقارات، الرحيل من قطر وعدم استلام عطاءات العقود الجديدة، كما ستتأزم عمليات الشحن وترتفع عمليات التأمين.
وتزعم السعودية أن المهلة التي منحتها لقطر لم تأتي بما يغير حال دأبت عليها لسنوات، وتتهم الرياض قطر أنها تدعم وتمول الإرهاب وتستضيف رموزه، علاوة على التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين.
ويأتي إجراء الشركات بحسب مصادر اقتصادية تابعة للخليج الفارسي، قبل ساعات قليلة من انتهاء المهلة العربية التي حددتها الدول الأربع مصر والسعودية والإمارات والبحرين، المقرر لها يوم 3 يوليو الجاري.
مقدمات لقادم أكثر سوءًا
وزعمت مصادر أنه لا يلوح في الأفق أي استجابة من الدوحة للمطالب الـ13، وكأنها ماضية إلى الانتحار السياسي، حيث تتناقص الساعات وستنقضي المهلة الممنوحة لقطر، التي حددتها الدول الأربع بوساطة كويتية، مما يؤكد أن ما سبق من مقاطعة شملت إغلاق الحدود البرية والجوية والبحرية بين الدول الخليجية وقطر هي مجرد مقدمات لقادم أكثر سوءًا.
الى ذلك أكد تقرير لوكالة "بلومبيرج" الأمريكية، نقلته وسائل إعلام سعودية، أن الأسوأ لم يأت بعد، فالدول الخليجية لا تزال تسمح لناقلات النفط والغاز القطرية بشق البحر، ولم يطلها الحصار الاقتصادي، وأن هذا التوتر بين الدول العربية وقطر لم يصل بعد لأسواق النفط، وأن عدد شحنات النفط في ازدياد بين الدول الخليجية، وأنه حال وصول التوتر لمنع الشحنات النفطية فإن العملاء سيكون عليهم إعادة تنظيم الشحنات النفطية وربما ترتفع التكلفة لدرجات عالية.
على مايبدو أن الدول المقاطعة لقطر تصرّ على التصعيد الحاد، للوصول إلى الهدف الذي يصحح الوضع الراهن ويجفف منابع تمويل الإرهاب بحسب ماتدعيه الدول المقاطعة رغم أن بعضها يموّل الارهاب أيضا أو يمارسه (السعودية والبحرين).
وعلى الرغم من إرهاب بعض الدول المقاطعة لقطر من بينها السعودية التي تشنّ عدوان على الشعب اليمني، أصرّت الدول الأربع في دعواتها الى تحقيق معادلة مطلوبة منذ سنوات وهي "التوقف عن تمويل الإرهاب والجماعات الإرهابية"، ووقف العمليات التي تنال من استقرار الأشقاء.
إلّا أن قطر لديها نظرة خاصة لما يحصل، حيث حوّلت القضية إلى تحد عسكري وتناست البعد الأمني وحتى السياسي.
إدانة قطر
من جانبه قال المندوب الدائم للسعودية في الأمم المتحدة، عبد الله المعلمي: إن قطر تصر على زعزعة أمن السعودية ودول المنطقة ودعم الإرهاب الذي هدّد العالم بأسره.
ونشرت وزارة الخارجية السعودية يوم الأحد بيانا للمعلمي قال فيه: إن السعودية والإمارات والبحرين ومصر اتخذت قرارا سياديا في مقاطعة قطر، وذلك حفاظا على ضبط الأمن في المنطقة، والضغط على الدوحة لوقف دعم الإرهاب.
وتابع المندوب الدائم للسعودية في الأمم المتحدة هجومه على الدوحة: حفاظا من الدول الأربع على إبقاء قطر في محيطها الطبيعي، فقد أُعطيت فرصا عدة لوقف دعمها للإرهاب، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، آخرها في عامي 2013 و2014، إلا أن هذه المساعي فشلت، ولم تلتزم الدوحة بالمطالبات.
وعلى مايبدو أن قطر اختارت التحدي السياسي مع استبعاد أشد المتفائلين أن يتم في غضون الساعات المقبلة الوصول الى حل لما يحصل.