الوقت- انتقد عضو مجلس الشيوخ الأمريكي "بول راند" خطة إدارة ترامب لبيع مئات المليارات من الأسلحة إلى السعودية، حيث يواصل النظام السعودي عدوانه القاتل على اليمن المجاور.
وقال عضو مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية كنتاكي، والذي يقود محاولة من الحزبين لرفض خطة دونالد ترامب لبيع المملكة المزيد من الأسلحة عالية الدقة، إن "المجاعة الوشيكة في اليمن قد وصلت إلى نسبة كبيرة"، وحذر زملاءه من أن الكارثة تجري اليوم دون أخذ إذن منكم، ولكن مع أسلحتكم "، حيث يعتبر هذا البيع جزءاً من اتفاق واسع النطاق للأسلحة حيث يسمح للولايات المتحدة بتخصيص ما يصل إلى 350 مليار دولار من التزامات بيع الأسلحة والتدريب إلى السعودية على مدى 10 سنوات.
هذا وحث راند مجلس الشيوخ على رفض هكذا قرارات لوقف "المذبحة" في اليمن مضيفاً "لدينا فرصة لنقول للسعودية "هذا يكفي"، وانتقد عضو مجلس الشيوخ الجمهوري سجل السعودية في العقود الثلاثة الماضية، قائلاً إن النظام الاستبدادي المدعوم من الولايات المتحدة هو "المصدر الأول للفلسفة الجهادية"، و"المصدر الأول للمبداً الذي يقول: " لنكره أمريكا "، يعلمونه في المدارس في بلادنا ويدرسون هذا الفكر في المدارس في إندونيسيا، ويفسدون دين الإسلام في جميع أنحاء العالم، بينما نحن نقدم لهم الأسلحة، أعتقد أن هذا خطأ كبير وكبير للغاية".
وحذر أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكيين بأن عليهم أن ينتبهوا إلى حقيقة من يحصل على الأسلحة الأمريكية. حيث قال: "لا أعتقد أننا يجب أن نبيع الأسلحة إلى السعودية إذا كانت هذا الأسلحة ستنتهي بيد تنظيم " داعش" الإرهابي، لا أعتقد أننا يجب أن نبيع الصواريخ إلى السعودية إذا كانت تقوم بمعاقبة الناس على الاحتجاج"، وقال بول "إنني أشعر بالحرج من أن بعض الناس سيجنون أموالاً طائلة من الشركات لبيع هذه الأسلحة". وأضاف "إن السعودية ليست حليفاً موثوقاً به".
مع ذلك، صوت سبعة وأربعون عضواً في مجلس الشيوخ لوقف بيع الأسلحة في اليمن، في حين صوت ثلاثة وخمسون عضواً في مجلس الشيوخ لتوفير الأسلحة للسعودية، ما يمهد الطريق ليتم الانتهاء من عملية البيع.
وقال بولس "اليوم، اتخذت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ ومن الحزبين موقفاً ضد الحرب المتصاعدة التي تشنها السعودية على اليمن، أي إن هذه مجرد البداية، وسنواصل اتخاذ موقف ضد شن الحرب الغير المعلنة وتأجيج سباق التسلح في الشرق الأوسط، وأحيي الذين صوتوا معي لمنع هذا البيع المقترح للأسلحة، وآمل أن يبعث هذا برسالة واضحة إلى السعودية بأن الولايات المتحدة لن تقف في صفها بينما تقوم هي بمذبحة بحق جيرانها غير المسلحين ".
أما عضو مجلس الشيوخ كريس ميرفي، المعارض الآخر للصفقة، فقد أعلن انتصاراً جزئياً حيث إن قرار الرفض حصل على 20 صوتاً أكثر مما حصل على إجراء مماثل قام به بولس في سبتمبر لوقف بيع أكثر من مليار دولار من الدبابات الأمريكية الصنع وغيرها من الأسلحة إلى السعودية، وقال ميرفي "إن تصويت اليوم لم يكن متوقعاً منذ وقت ليس ببعيد لكن الكونغرس يلاحظ أخيراً أن السعودية تستخدم الذخائر الأمريكية لتعمد ضرب أهداف مدنية داخل اليمن".
وقد أطلقت السعودية بدعم من بعض الأنظمة الاستبدادية عدواناً مميتاً على اليمن وفرضت في نفس الوقت حظراً على هذه الدولة الفقيرة في 27 آذار / مارس 2015 في محاولة لإعادة السلطة إلى عبد ربه منصور هادي الذي استقال من منصبه كرئيس يمني وهرب إلى الرياض، وقد أدى القصف الذي استمر 2.5 عام إلى مصرع أكثر من 13 ألف يمني ناهيك عن تدمير البنى التحتية اليمنية الفقيرة وإغلاق 300 مستشفى وعيادة بالإضافة إلى تدمير شبكات الصحة والمياه والصرف الصحي في البلاد.
وذكرت وزارة الصحة اليمنية اليوم الثلاثاء أن حصار النظام السعودي على الدولة اليمنية أدى إلى مصرع حوالي 10 آلاف مريض تم منعهم من السفر إلى الخارج للعلاج، بينما أعلنت منظمة الصحة العالمية يوم أمس الاثنين أن وباء الكوليرا قتل تسعة أشخاص على الأقل في اليمن منذ أواخر نيسان / ابريل الماضي. وقال مكتب المنظمة اليمني إن أكثر من 124 ألف حالة إصابة بالكوليرا سجلت في جميع أنحاء البلاد منذ 27 نيسان / ابريل.