الوقت- مخرج أمريكي وصاحب آراء سياسية يسارية، له مواقفه من الحروب الأمريكية المنتشرة حول العالم وله عقيدته الخاصة فيما يخص السياسة الدولية لبلاده، إنه أوليفر ستون صاحب جوائز الأوسكار الثلاث الذي أنهى فيلما عن الرئيس الروسي بوتين مؤخرا يعلن عن مواقفه الصريحة المخالفة لسياسات بلاده فما الذي قاله عن أمريكا وأعدائها في العالم؟
اعتبر المخرج الأمريكي الشهير إن السياسة الأمريكية هي التي زعزعت استقرار العراق سوريا وليبيا، كما أن هذه السياسة هي التي صنعت من روسيا وإيران أعداء على عكس إرادة الشعب الأمريكي بل فقط من أجل تأمين المصالح الجشعة للصناعات العسكرية الأمريكية.
أوليفر ستون الذي أعد وأخرج فيلما وثائقيا عن حياة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وخلال لقاء خاص مع وكالة نوفوستي الروسية للأنباء انتقد سياسة بلاده اتجاه الشرق الأوسط واعتبرها هدامة وأدت لعدم الاستقرار في كثير من دول المنطقة.
يقول ستون: "يجب أن نسأل لماذا يتم تصوير سوريا على أنها عدوة؟ هل لأن في هذا البلد شيعة وهي حليفة لإيران؟. ولماذا نعتبر إيران عدوة؟ ما هو الخطر الذي تشكله إيران ليتم تسليط الضوء عليها بهذا المقدار في أمريكا؟ لماذا دمرت أمريكا ليبيا بشكل كامل؟ لماذا تحول ذلك البلد إلى القاعدة الأساسية للإرهاب في المنطقة؟ كثيرين من الشعب الأمريكي يسألون أنفسهم هذا السؤال، وقد حان الوقت لننتقد الحكومة الأمريكية، ونسأل لماذا تتخذ سياسات معاكسة لإرادة الشعب الأمريكي بالسلام؟".
خلق عداوات لا مصلحة لأحد بها
يقول المخرج الأمريكي: "تُذكر روسيا في أمريكا على أنها عدو، وفي عقيدتي لا أحد بحاجة إلى هذه العداوة، فمن السيئ جدا أن يعتبرك شخص ما عدوا".
وفي جواب على سؤال إذا ما كان هناك من أمل في تحسين العلاقات بين واشنطن وموسكو يقول: "أنا أتمنى ذلك، وأعتقد بأنه علينا دوما السعي لتحقيق السلام. يكفي أن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" جاهز للحوار مع أمريكا، السيد بوتين وخلال السنوات الماضية أعلن موقفه صراحة وجهوزيته للتعاون في مجالات مكافحة الإرهاب، السلاح النووي، الفضاء وتغييرات المناخ ولم يغير مواقفه مطلقا. وكان من الممكن القيام بالكثير في هذه المجالات ولكن لم يتم إنجاز شيئ".
يقول ستون إن "فلاديمير بوتين" قائد قوي وشبهه بالرئيس الأمريكي السابق "فرانكلين روزفلت" الذي تولى البلاد لأربع دورات. كما يعتبر ستون بوتين شخصية مهمة جدا بالنسبة لروسيا فهو تمكن بعد انهيار النظام الاشتراكي من المحافظة على القدرات الروسية السياسية والعسكرية والاقتصادية.
يعتقد ستون أن الأخطار الروسية التي يتم الحديث عنها كاذبة ومصطنعة، ولا يوجد أي خطر أو تهديد على أوروبا وأمريكا من قبل الروس.
يضيف أوليفر ستون: "لم تكن سياسة الرئيس الروسي وأداؤه في أي وقت من الأوقات بشكل يشكل تهديدا لأمريكا وأوروبا، ولكن يسعى الآخرون لتصويره بهذا الشكل، وكأن روسيا تريد تسخير العالم. هذا الادعاء ليس له أي منطلق. يجب علينا أن نسأل أنفسنا دائما عن واقعية التهديد الروسي للغرب وما هو هذا التهديد؟"
مصانع الأسلحة الأمريكية هي التي تمتلك السلطة الحقيقية في هذا البلد
يعتقد هذا المخرج الذائع الصيت أن الحقيقة هي أن الصناعات العسكرية الأمريكية هي التي تسعى لتصوير الروس كأعداء، وهي السبب وراء العلاقات الباهتة بين موسكو وواشنطن.
يوضح ستون رأيه فيقول: "في الواقع هناك داخل أمريكا دولة داخل الدولة، وهي تمتلك السلطة والقوة الحقيقية وإدارة أمور البلاد في يدها، والقرارات المصيرية تُتخذ في مصانع الأسلحة الأمريكية." ويضيف: "الكثير من الأمريكيين يصبون جهودهم حصرا من أجل تأمين مصالح هذه الشركات".
وعن هذه الشركات التي يصفها بالغول يقول ستون أنها بحاجة إلى 6.5 ترليون دولار سنويا، وبطبيعة الحال ومن أجل تأمين موازناتها وإقناع الرأي العام بها لا بد من صناعة أعداء لأمريكا حول العالم. أمريكا باتت أكبر مصنع للسلاح في العالم وهي بحاجة إلى بيعه وتصديره. ولذلك نحن دائما نسعى لنجد أعداء لنخلق منهم تهديدا ومن جهة أخرى نحن بحاجة إلى حلفاء لبيعهم هذه الأسلحة. ولكن سيصل الزمان الذي تجرنا هذه الأوضاع والسياسات للوصول إلى الدمار وهذا هو الخوف الأكبر الذي أحمله.
يختم ستون حديثه قائلا: "العلاقات الأمريكية الروسية حاليا تمر بأسوأ حالاتها، وأنا بصفتي محارب قديم وشخص مطلع على ما يحصل في العالم قلق جدا لهذا الأمر".