الوقت- كشف الجندي الصهيوني الأمريكي إيدان ألكسندر، الذي أطلق سراحه مؤخرا بعد 584 يوماً من الأسر في غزة، أنه نجا من غارة جوية للجيش الإسرائيلي قبل ثلاثة أسابيع فقط من إطلاق سراحه، وفي مقابلة مع صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، روى تفاصيل الهجوم ومخاوفه وإصاباته، وكيف تم إنقاذه من قبل مقاتلي حماس، حيث استشهد أحدهم أيضًا خلال الهجوم، ولقد وقع الهجوم في الـ 14 من أبريل؛ عندما قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي نفقاً في غزة، النفق الذي كان محتجزاً فيه الإسكندر.
وانهار جزء من النفق، وأصيب في كتفه ويديه أثناء هروبه من بين الأنقاض، وحسب كلماته: "كان الانفجار قوياً لدرجة أنني شعرت وكأن الأرض تهتز"، وتمكن من النجاة من الموت بمساعدة مسلحي حماس، الذين حفروا طريقاً عبر النفق لإنقاذه، لقد عاش ألكسندر لحظات عديدة من الخوف والرعب في الأسر، من العيش في الخيام والأقبية والزنزانات إلى المرور عبر المستودعات والأنفاق المستخدمة لنقل السجناء والمقاتلين.
لقد عاش ألكسندر أحد أكثر اللحظات رعباً عندما سقطت القنبلة الثانية على قاعدتهم، ما أدى إلى تدمير كل شيء، وقال: "في تلك اللحظات، اعتقدت أن هذه هي النهاية؛ سأختنق وأموت"، وبعد الانفجار الأول، نقله الحراس إلى مكان أكثر أمانًا وبدؤوا بالفرار عبر ممر طويل، ولكن فجأة حدث انفجار ثان، انهار جزء من السقف، وهناك أصيب، وحسب والده، تمكن أحد مقاتلي حماس ذوي الخبرة من إغلاق أبواب النفق لمنع دخول الغازات السامة، ما أدى إلى إنقاذ حياته وحياة آخرين.
قال والد عيدان: "ليس لديّ ما يبرر إخفاء الحقيقة أو الدفاع عن جيش الاحتلال؛ لقد كادوا يقتلون ابني"، يزعم الجيش الإسرائيلي أن هدف الهجوم ذاك اليوم لم يكن النفق الذي احتُجز فيه ألكسندر، بل مبنىً فوق الأرض تابعًا لحماس، ووفقًا للجيش، تتطلب الهجمات على الأهداف تحت الأرض نوعًا خاصًا من القنابل لم يُستخدم في تلك العملية، لكن رواية ألكسندر لما حدث ذلك اليوم في الأنفاق تروي قصة مختلفة.
وتابع روايته موضحاً كيف أن طريق نقله قبل تسليمه إلى الصليب الأحمر كان مليئاً بالمخاطر، إذ كان يمشي ويمر عبر مناطق مختلفة؛ فقط للبقاء بعيدًا عن أعين جيش النظام الصهيوني، وقد لجأ في بعض الأحيان إلى المساجد والمدارس والشوارع وخيام اللاجئين، بما في ذلك مخيم تل السلطان وبالقرب من الساحل.
وحسب ألكسندر، فقد أمضى خمسة أشهر كاملة في أنفاق رفح، في الشهر الأول كان دائمًا قريبًا من الموت؛ لأن جيش الاحتلال كان يقصف القدس بلا توقف، ما اضطر أهلها إلى الفرار باستمرار، في إحدى حوادث النقل، قام الحارس بإخفائه بملابس عادية وقبعة رياضية حتى لا يتم التعرف عليه وسط الحشد، وكان المجاهد القسام يرتدي ملابس نسائية ويضع حجاباً على رأسه، وبعد الخروج من النفق، انطلقوا بعربة عبر شوارع خان يونس المزدحمة في منتصف النهار، ولقد قاد إسكندر العربة ولا أحد يلاحظ أن رجلاً أسيرًا وحارسه يمرون عبر المدينة.
وفي تحليلها، اعتبرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" هذه الحادثة دليلاً على الخطر الجسيم الذي تشكله عمليات الجيش الإسرائيلي على حياة الأسرى، على عكس ادعاءات إدارة السجون الصهيونية التي تقول أن هدفها هو إنقاذهم.
وأكد أيضاً أن حتى أحدث أجهزة الاستخبارات الأمنية غير قادرة على تحديد أماكن السجناء بشكل دقيق في كل الأوقات، وأن هناك فجوة كبيرة بين تصريحات المسؤولين والواقع على الأرض، وأُطلق سراح ألكسندر في الـ 12 من مايو/أيار كجزء من مبادرة حسن النية التي اتخذتها حماس تجاه الولايات المتحدة، ويأتي هذا الإفراج في إطار المفاوضات غير المباشرة في الدوحة، بوساطة قطر ومصر، بهدف التوصل إلى وقف إطلاق نار طويل الأمد، ودفع قضية الأسرى، التي لا تزال أحد أبرز محاور المفاوضات.