الوقت- استطاعت قوات الجیش السوري و الحلفاء في سوريا خلال الأربعة والعشرون الساعة الماضية التقدم والسيطرة على الكثير من المناطق التي كانت تحت سيطرة المجموعات الإرهابية، في الوقت الذي تتجه فيه جميع الأنظار إلى زيارة الرئيس الأمريكي ترامب المثيرة للسخرية والجدل للسعودية.
صرحت مصادر إخبارية سورية في تقرير لها بأن قوات الجيش السوري و الحلفاء استطاعوا التقدم والسيطرة على مناطق جديدة شرق مدينة تدمر وقامت أيضا هذه القوات بإطلاق نيران أسلحتها باتجاه المناطق التي ما زالت تحت سيطرة تنظيم داعش الإرهابي. ومن ناحية اخرى تقوم قوات الجیش السوري بعمليات عسكرية شرق مدينة تدمر بهدف الوصول إلى مدينة السخنة ومنها إلى مدينة دير الزور وتقع مدينة السخنة على الطريق السريع الذي يصل مدينة دير الزور بمدينة تدمر التاريخية.
وذكرت مصادر ميدانية أنه وبعد معارك عنيفة مع مسلحي داعش على عدة محاور واتجاهات بالقرب من بلدة السخنة بريف تدمر الشمالي الشرقي، تمكنت قوات الجيش السوري بالتعاون مع الحلفاء واللجان الشعبية من استعادة سيطرتها الكاملة على منطقة الصوامع والمزارع الشرقية التي تبعد عن مدينة تدمر عدة كيلو مترات وتكبد هذا التنظيم الإرهابي خسائر فادحة في الأرواح والعتاد والآليات. وأشارت المصادر إلى أن تلك المعارك أدت إلى مقتل وإصابة العشرات من مسلحي داعش بينهم قياديون وبعضهم من جنسيات غير سورية، بإلأضافة إلى تدمير عدد من العربات المدرعة والمصفحة والمزودة برشاشات ثقيلة ومتوسطة كان يستقلها عناصر التنظيم على محاور الاشتباك.
من جانب آخر اشتبكت وحدات أخرى من الجيش إلى جانب القوات المؤازرة لها، مع تنظيم داعش الإرهابي بمحيط منطقة شاعر بريف مدينة تدمر وسط استهداف مدفعي وصاروخي مركز لقوات الجيش طال مواقع وأماكن تواجد مسلحي التنظيم على طول خطوط الاشتباك، وأدت تلك المواجهات إلى مقتل وإصابة أعداد كثيرة من مسلحي هذا التنظيم.
مدينة دير الزور الواقعة في شرق سوريا ما زالت منذ عامين تعاني من حصار خانق فرضته عليها قوات داعش الإرهابية، ولكن هذا التنظيم الإرهابي فشل في السيطرة الكاملة على هذه المدينة (بمساعدة سلاح الجو الأمريكي في بعض الأوقات) وذلك نظرا لتصدي قوات قوات الجیش السوري له.
وفي نفس السياق تسعى كلا من القوات الحكومية بالإضافة إلى قوات الجيش الحر التابعة للنظامين الأمريكي والبريطاني، للوصول إلى مدينة دير الزور قبل أن تصل إليها قوات الجيش السوري. وفي هذا السياق تدعي الحكومات الغربية بأن عملياتها العسكرية تهدف إلى القضاء على تنظيم داعش الإرهابي ولكن وسائل الاعلام والمحللين السياسيين الأمريكيين أكدوا في وقت سابق بأن الهدف الأساسي من هذه التحركات الأمريكية في شرق سوريا هو إيجاد مناطق عازلة بين سوريا والعراق وذلك حتي تستطيع أن تفصل دول المنطقة عن بعضها البعض. فلو استطاعت القوات العسكرية التابعة للولايات المتحدة الوصول مبكرا إلى مدينة دير الزور، فأنها سوف تكون قد اقتربت خطوة أخرى من تحقيق هدفها بتقسيم سوريا إلى عدة مناطق.
ومن زاوية أخرى تتمركز القوات المعادية للنظام السوري في المناطق الجنوبية الشرقية لمعبر التنف، في الوقت الذي تشتد فيه المعارك في المناطق الواقعة في شمال شرق سوريا وبالخصوص في مدينة دير الزور. ويقع هذا المعبر في المثلث الحدودي لكلا من العراق وسوريا والأردن. وحتى الآن ما زالت القوات التابعة للنظامين الأمريكي والبريطاني تسيطر على هذا المعبر بصورة غير قانونية. ويعتبر معبر التنف هذا ذو أهمية استراتيجية كبيرة نظرا لوقوعه على الطريق التي تصل العاصمة العراقية بغداد بمدينة دمشق. ولقد قامت الطائرات الحربية الأمريكية قبل عدة أيام بمهاجمة قوات الجیش السوري أثناء تقدمها باتجاه هذا المعبر وفي أعقاب هذا الهجوم الأمريكي، دخلت التطورات الميدانية في جنوب سوريا مرحلة حرجة.
أن الواقع يحكي بأن هذا الهجوم الأمريكي الذي حدث خلال الأسبوع الماضي لم يثني قوات الجیش السوري على التراجع عن تحرير هذا المعبر. حيث صرحت مصادر إخبارية في تقارير لها بأن القوات المتحدة استمرت خلال الأربعة والعشرون الساعة الماضية في التقدم شرق مدينة السويداء واستطاعت السيطرة على سد الزلف ذو الأهمية الاستراتيجية وتحريره من ايدي تنظيم داعش ويقع هذا السد في الجزء الجنوبي الشرقي لمدينة السويداء ويبعد عنها مسافة 50 كيلومتر ويبعد أيضا عن الحدود الأردنية مسافة تقدر ب 30 كيلومتر.
وبهذا التقدم سوف يكون للقوات المتحدة القدرة على الوصول إلى منطقة بادية الشام. ومن المحتمل أن قوات الجیش السوري و الحلفاء تنوي البدء بعمليات عسكرية جديدة من اجل الوصول إلى معبر التنف بموازاة عملياتها العسكرية التي تقوم بها في شرق القلمون من اجل الوصول إلى هذا المعبر.