الوقت- لليوم الثالث على التوالي تتواصل الاشتباكات العنيفة بين الفصائل المسلحة في غوطة دمشق الشرقية بين مسلحي ما يسمى جيش الاسلام وعناصر جبهة النصرة وحلفائها.
وخلفت تلك الاشتباكات عدد كبير من القتلى في صفوف الطرفين، حيث بلغ عدد القتلى أكثر من 100 قتيل ومئات الجرحى، في ظل تطورات جديدة تؤكد أن انتهاء الاقتتال غير مطروح أقله على المدى المنظور.
وبلغت خسائر ما يسمى جيش الاسلام ، الممول سعوديا، بحسب ناشطين "معارضين"، أكثر من 35 قتيلا، بينما بلغت خسائر جبهة النصرة 40 قتيلا من "جبهة النصرة"، و255 قتيلا من تنظيم "فيلق الرحمن"، مع تسجيل سقوط لمدنيين خرجوا بمظاهرات في بلدة حزة برصاص "جيش الاسلام".
المرصد السوري: الاقتتال العنيف في الغوطة متواصل
وفی هذه الاثناء أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بمقتل 95 مدنيا ومقاتلا على الأقل خلال الـ 48 ساعة الماضية من الاقتتال الدامي بين كبرى الفصائل المسلحة في غوطة دمشق الشرقية، وقال المرصد، في بيان صحفي ، "لايزال الاقتتال العنيف متواصلاً بين كبرى فصائل الغوطةالشرقية، حيث دخلت هذه الاشتباكات يومها الثالث على التوالي، منذ بدء اندلاعها صباح أول أمس الجمعة، بين جيش الإسلام من جانب، وفيلق الرحمن وهيئة تحرير الشام من جانب آخر".
أسباب الاقتتال:
وبدأ الهجوم يوم الجمعة الماضي الذي صادف الذكرى السنوية الأولى للصفعة المزدوجة التي تلقاها "جيش الاسلام" في إشارة واضحة إلى الرغبة بالانتقام، وأسفر عندها القتال بين "جيش الإسلام" من جهة و"فيلق الرحمن" و"جيش الفسطاط" الذي كانت تشكل "النصرة" عموده الفقري من جهة أخرى، عن مصرع أكثر من 600 مسلح من الطرفين. وتزامن الانتقام مع تقدم حققه الجيش السوري على جبهة القابون، حيث وصل أمس إلى جنوب شرق مدرسة "عبد الغني باجقني" في القطاع الجنوبي من القابون حيث أكبر مقرات "النصرة".
وعلى الرغم من الدوافع الحقيقة للاقتتال في الغوطة غير واضحة، الى أن مصادر محلية تشير الى أن الجولة الجديدة من القتال بين شركاء الأمس ما هي الا صراع على النفوذ بين الفصائل والدول الراعية لها، كذلك محاولة جيش الإسلام السيطرة على كامل مفاصل الحيوية في الغوطة الشرقية، في وقت أكدت مصادر مقربة من "جيش الإسلام" أن المعارك تهدف إلى "إقصاء المتشددين وتفكيك "جبهة النصرة في الغوطة وملاحقة فلولها".
اطلاق نار على المتظاهرين في الغوطة
الى ذلك تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي صورا تظهر استخدام التنظيمات المتقاتلة للأسلحة الثقيلة من دبابات ومدفعية، مبينة أن بعض القذائف طالت بيوت وتجمعات مدنية، وبحسب ما ذكر الناشطون، سيطر تنظيم "جيش الاسلام" على بلدة عربين بشكل كامل، كما طرد تنظيم "فيلق الرحمن"من بلدة الافتريس، مع تقدمه باتجاه بلدتي سقبا وجسرين، كما ذكر الناشطون أن "جيش الاسلام"يسير أرتاله بدءا من مقره في مدينة دوما.
الى ذلك انتشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر متظاهرين خرجوا في أكثر من منطقة من الغوطة الشرقية للعاصمة السورية دمشق تعرضوا لإطلاق نار من قبل "جيش الإسلام" و"فيلق الرحمن" أسفر عن وقوع قتلى وجرحى بحسب ناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي والفيديوهات التي تم تداولها.
الجيش السوري يتقدم في القابون
وعلى وقع الاشتباكات في الغوطة الشرقية، تمكن السوري من التقدم في حي القابون المجاور، في محالة لفصل مناطق تواجد المسلحين إلى قسمين، القسم الشمالي المتمثل بحي تشرين والقسم الجنوبي هو حي القابون، حيث فرض سيطرته على جامع الهداية ومحيطه في محور شركة الكهرباء.
وكان الجيش العربي السوري أحرز تقدماً ملحوظاً باتجاه الحي من المحاور الشمالية والجنوبية والشرقية، حيث بين المصدر أنه “يوجد مسافة تقدر بـ 600 متر بين قوات الجيش العربي السوري المتقدمة من المحورين الغربي والشرقي”، وسيطر الجيش العربي السوري بوقت سابق على كامل شركة الكهرباء وبناء الكويتي في المحور الشرقي لحي القابون، كما تمكن أيضاً من السيطرة على شارع الحافظ الذي يتمتع بأهمية استراتيجية كونه يقع بين القابون وبرزة وبساتين برزة.