الوقت- الأهرامات عبارة عن مباني ضخمة هرمية الشكل بناها قدماء المصريين في زمن الفراعنة لمآرب عدة أهمها أن تكون مقابر لكبار الفراعنة آنذاك، وبنيت هذه الاهرامات منذ 2640 قبل الميلاد واستمر بناؤها مدة طويلة ويقال انها بنيت على مر أجيال عدة، ويقدر عددها بين الـ 105 إلى 130 هرماً تقع معظمها على ضفاف النيل الغربية في القسم الشمالي لمصر بين الجيزة وحتى النوبة، إلا أن الأسئلة والألغاز دائماً ما تطرح حول هذه المباني الغريبة الشكل، ويقال فيها الكثير من الأشياء والخرافات والقصص، فما هي هذه الأهرامات؟ وما قصتها؟
اكتشف علماء الآثار بأن بناء الآهرامات القديمة بدأ في حقبة ما كان يسمى بالمملكة القديمة وكان حجر الجيري هو الأساس في بناء هذه الأهرامات وتوقف العمل عن بنائها حتى حلول عهد المملكة الوسطى أي بين 2055 وحتى 1650 ق.م فعاود المصريون بناءها إلا أن الآهرامات التي بنيت في هذه الحقبة كانت ضعيفة البنية بسبب الاعتماد على الطين والطوب في بنائها لذا اندثرت شيئاً فشيئاً بسبب العوامل الطبيعية ولم يتبقى من معظمها سوى أكوام من الركام.
تحتوي الأهرامات على دهاليز وأخاديد وممرات وسراديب، والتي بمعظمها تنتهي إلى غرف دفن فيها الملوك الفراعنة مع مقتنياتهم من الذهب والجواهر وأشياء كانت قيّمة آنذاك لإعتقاد المصري القديم بفكرة البعث بعد الموت والحياه مرة أخرى فى عالم آخر وقد جاءت هذه الفكرة من ملاحظته للطبيعه وما يتكرر فيها مثل الشمس بشروقها وغيابها اليومي وفيضان نهر النيل الذى يتكرر كل عام فى نفس الموعد والزرع الذي ينبت مرة ثانية بعد حصاده أو تيبسه، وللغرض نفسه كانت تحنط أجسادهم، إلا أن اللافت في الآهرامات هو التميز العمراني ففيها تصاميم ومشاهد جميلة وغريبة نوعاً ما وتدل على الرقي العلمي الذي وصل إليه أهل ذاك الزمان خصوصاً في الهندسة والتصميم العمراني، كما أن الاكتشافات اللاحقة بينت الأدوات المتطورة التي صممت لحفر الأحجار والصخور وبناء هذه الصروح الهائلة وهي الأخرى مميزة وتعكس الجهد والوقت الكبيرين الذين بذلا في سبيل اتمام هذه المهمة التي خلدت أثرهم حتى يومنا هذا.
كما استعمل المصريون القدامى التحنيط لحفظ جثامين فراعنة ذاك العصر لتبقى في الآهرامات وتدل على من أوجد هذا الإنجاز العمراني الكبير، واستعملوا لذلك مادة كانوا يستخرجونها من الطبيعة اسمها النطرون وهي تنتشر على طول سواحل نهر النيل، وتتكون بشكل اساسي من الأملاح اضافة لكربونات الصوديوم وبيكربونات الصوديم وكلوريد الصوديوم وكبريت الصوديوم، وتعمل على زيادة الحموضة فتقتل البكتيريا وتمنع الجسد من التحلل.
تطور شكل الآهرامات
كما ذكرنا سابقاً، دفن الفراعنة في الآهرامات إلا أنه في البدايات الأولى كانت أجسادهم تدفن في حفرة بيضاوية الشكل على وضعية الجنين فى بطن الأم، ومع مرور الوقت بدأت الحفرة تتسع و تتطور إلى ان أصبحت غرفه أو غرفتين مع ازدياد الادوات الموضوعة بداخلها و بناء جدرانها بالطوب، وازداد التطور بعد ذلك ليصل إلى بناء من الطوب فوق الأرض أعلى هذه الحجرات وفيما عرف لاحقاً بالمصطبة وهي طبقتين من الأحجار تعلو الأرض على مساحة عدة أمتار مربعة.
و مع بداية الأسرة الثالثة2780-2680ق.م ظهر الهرم المدرج لأول مرة للملك زوسر فى منطقة سقارة و يرجع الفضل فى هذا البناء للمهندس العبقري إيمحوتب وكانت هذه أول مرة يتم استخدام الحجاره فى البناء.
أما بالنسبة للشكل ولماذا المثلث أو الهرمي، فالأمر يعود لاعتقاد آخر لدى المصريين القدامى وهو أن الهرم يساعد في شكله هذا روح المتوفى في الوصول إلى العالم الآخر فتتصاعد الروح توالياً في طبقات الهرم لتصل إلى إلههم رع.
أشهر وأهم ثلاث آهرامات في مصر:
هرم خوفو:
يعتبر هرم خوفو من أكبر الأهرامات في المصرية المبني بحجارة الجيري الضخمة التي تصل في وزنها إلى 2.5 طن، وبنيت على مدى عشرين عام بين 2575 و2566 ق.م على يد مئات الآلاف من العبيد والمعماريين.
هرم خفرع:
ثاني أكبر الأهرامات المصرية، استغرق بناؤه 26 عاماً بين 2532 و2558 ق.م، وهو أقصر من هرم خوفو إلا أن لديه اضافة هي تمثال أبو الهول الشهير وهو صورة لخفرع نفسه، ومع مرور الأزمان تعرض أبو الهول للكثير من التخريب والدمار.
هرم منقرع:
منقرع هو الفرعون الابن لخفرع والذي مشى على خطى والده وبنى هرم ثالث يقل في حجمه قليلاً عن هرم والده واستغرق بناؤه 29 عاماً، واللافت أن هذا الهرم يضم طبقتين من حجر الغرانيت الأحمر الفاخر في أسفله.
