الوقت- نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريراً سلطت من خلاله الضوء على المرجع الديني الكبير آية الله السيد علي السيستاني المقيم في مدينة النجف الأشرف وصاحب الفتوى الشهيرة التي انتهت بتشكيل فصائل الحشد الشعبي لصد انتشار تنظيم "داعش" الإرهابي في صيف عام 2014.
وقالت الصحيفة إن آية الله السيستاني "87 عاماً" يتميز بدرجة عالية من الهدوء والتواضع والقوة، لكنه في المقابل لا يوجد له أي نظير في العراق، إذ يمتد صيته من إيران إلى لبنان، وصولاً إلى أفغانستان والهند، وحتى جنوب شرق آسيا"، وهو يحظى بمتابعة علماء الدين.
وبيّنت الصحيفة أن شهرة السيد السيستاني ظهرت بشكل واضح بعد احتلال أمريكا للعراق في نيسان/ أبريل 2003، وقالت إن المسؤولين في العراق يكنون احتراماً خاصاً لهذا المرجع الذي لطالما انتقد الفساد، والذي سيترك بفقدانه فراغاً كبيراً في هذا البلد الذي يعيش حالة من الحرب منذ سنوات.
وأشارت "لوموند" إلى أن المرجع السيستاني استطاع تكوين جيش شعبي في غضون 48 ساعة فقط رغم أنه لا يظهر كثيراً في وسائل الإعلام، ويرفض القيام بلقاءات صحفية، ولا يخرج من بيته إلاّ في حالات نادرة، لكنه في المقابل، يحرص على متابعة ما يحصل في العالم عن كثب.
وذكرت الصحيفة أنه في أعقاب السنوات الأولى من مرحلة ما بعد نظام صدام، وعلى إثر محاولة بعض المتطرفين إشعال النار في أحد معالم المسيحيين عام 2006، لم يتردد المرجع السيستاني في توجيه نداء تحذير للعراقيين قال فيه: "لا تقعوا في فخ الانتقام والحرب الأهلية".
وأوضحت أنه في صيف 2014، وعندما استولى تنظيم “داعش” الإرهابي على الموصل ومناطق أخرى في العراق، أصدر المرجع السيستاني فتواه الشهيرة التي انتهت بتشكيل فصائل الحشد الشعبي لصد هذا التنظيم، ونتيجة لذلك، وبفضل شعبيته وقدرته استطاع تكوين جيش شعبي في غضون 48 ساعة فقط.
وأكدت الصحيفة إن فتوى آية الله السيد السيستاني حمت العراق وقضت على أحلام تقسيمه بعد أن قطعت رأس الارهاب.
وتابعت "لوموند" إنه ونظراً لمكانة المرجع السيستاني المرموقة في صفوف الشعب العراقي، خرجت مظاهرات حاشدة للمطالبة بإصلاحات جذرية ومحاربة الفساد المنتشر في مفاصل الدولة وذلك استجابة لخطاباته التي يلقيها المتحدثون باسمه خلال صلاة الجمعة.