الوقت – بعد ان كان بعض المراقبين يتوقعون تراجع العلاقات الاقتصادية الايرانية العراقية بعد عام 2014 حدث العكس حين راحت العلاقات تنمو باضطراد.
ان العلاقات الاقتصادية بين البلدين بدأت في عام 2003 بعد سقوط نظام صدام حسين وفي عام 2005 بلغت الصادرات الايرانية الى العراق 790 مليون دولار وفي عام 2006 بلغ حجم الصادرات مليار دولار، لكن حتى عام 2006 لم يستجب السوق العراقي لمتطلبات التجارة مع ايران وكانت الرغبة في هذا المجال قليلة فيما كان السوق العراقي مفتوحا على تركيا والاردن والسعودية والدول الخليجية وكان التبادل التجاري بين ايران والعراق ما دون المليار دولار لكن بعد زيارة رئيس الوزراء العراقي الى ايران في عام 2006 تم تشكيل لجنة لتنمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين وبعد ذلك ارتفع حجم المبادلات بينهما الى 4 مليارات و439 مليون دولار في عام 2010 واذا اضفنا الى هذا المبلغ حجم المبادلات في مجال الطاقة ايضا فعندئذ سیکون اجمالي الصادرات 7 مليارات دولار، هذا بالاضافة الى أنه تزامن في ذلك العام وصول 300 الف سائح عراقي الی ایران، وفي العام التالي اي عام 2011 بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 5 مليارات و149 مليون دولار ولم يقتصر الامر على الالبان والمواد الغذائية كالسنوات الماضية بل شمل السلع الصناعية والادوات المنزلية ايضا.
وفي عام 2012 وصل حجم التبادل الى 6 مليارات و249 مليون دولار اما في عام 2013 فقد تراجع حجم التبادل قليلا ليصبح 5 مليارات و949 مليون دولار وفي عام 2014 عاود التبادل الى الارتفاع ليتجاوز الـ 6 مليارات دولار.
وكانت العلاقات التجارية بين ايران والعراق تشهد نموا مستمرا كما ذكرنا، لكن مع بدء هجوم تنظيم داعش الارهابي على العراق وسقوط الموصل قررت الحكومة العراقية خفض واردات البلاد بنسبة 30 بالمئة وذلك بالتزامن مع ازمة هبوط اسعار النفط لكن الارقام التي نشرها البلدان تشير إلى ان حجم التبادل التجاري مع ايران ليس فقط لم يتراجع بل شهد ارتفاعا على العكس من ذلك وفي عام 2015 وصل الى 6 مليارات و237 مليون دولار ما عدا التجارة النفطية واذا اضفنا التجارة النفطية ايضا الى حجم المبادلات نجد ان قیمة حجم التبادل هو 14 مليار دولار في عام 2014 حسب ما اعلنته الجمارك العراقية، وهذا يشمل صادرات الكهرباء وصادرات الخدمات التقنية والهندسية ايضا.
ومن المتوقع ان يبلغ حجم التبادل التجاري بين ايران والعراق في عام 2016 الحالي 6 مليارات ونصف المليار دولار رغم قيام الحكومة العراقية بخفض الوارادت بنسبة 10 بالمئة للعام الثاني على التوالي.
وفي فترة هبوط اسعار النفط تراجع حجم ميزانية العراق من 100 مليار دولار في عام 2014 الى 45 مليار دولار في عام 2015 لكن حجم التبادل التجاري مع ايران شهد نموا على عكس باقي المجالات ووصل عدد السياح العراقيين الذين زاروا ايران في عام 2015 مليونين ونصف المليون سائح.
علاقات ايران والعراق على اعتاب عام 2017
ان العام القادم في العراق هو عام تقشف اقتصادي على غرار العامين الماضي والحالي، وتبلغ ميزانية العراق في عام 2017، 70 مليار دولار لكن العلاقات الاقتصادية بين طهران وبغداد تسير وفق مخطط مرسوم وهي تشهد ارتفاعا في حجمها بشكل مستمر.
منافسو ايران في العراق
تحتل تركيا المرتبة الاولى في التجارة مع العراق وهي تستحوذ على 22 بالمئة من السوق العراقي تليها ايران بـ 13 بالمئة والصين بـ 12 بالمئة، وتستحوذ ايران على 10 الى 15 بالمئة من السوق العراقي.
ويؤكد الخبراء والمحللون الاقتصاديون ان ايران والعراق تتمتعان بعلاقات ممتازة تعود جذورها الى الوشائج الثقافية والمذهبية بين الشعبين والحدود الشاسعة التي تربط بين البلدين وقد اعتاد العراقيون خلال هذه السنوات على المواد الغذائية الايرانية ومنها الالبان ولحوم الدواجن والمواشي ويثق العراقيون بالتجار الايرانيين وهذا ما جعل العلاقات بين البلدين ممتازة.
ومن المتوقع ان تشهد العلاقات التجارية بين البلدين قفزة خلال الاعوام الـ 3 و الـ 4 القادمة حيث يقول النشطاء الاقتصاديون ان المنظمات الحكومية المعنية في البلدين تخططان لايصال حجم التبادل التجاري بين ايران والعراق الى 20 مليار دولار في السنة في غضون 3 الى 4 سنوات القادمة.