الوقت- دفع الخوف من حرب التقنيات الالكترونية الروسية الى خلق ردّة فعل عكسية سريعة من قبل الجيش الأمريكي، الذي عمل على زيادة إنتاج التقنيات الالكترونية الجديدة في الأرضية العسكرية.
وفي هذا السياق قال مدير العمليات المختصة في الحرب الالكترونية والذي تقوم مهمته الأساسية على ردع التحركات الروسيّة في مجال الحرب الالكترونية وعمليات التجسس: يُقال أن الأمريكان يعدّون الحرب الالكترونية مع روسيا منذ مدّة طويلة تهديد حقيقي وجاد، لاسيما بعد أن ازداد استخدام الجيش الأمريكي للأنظمة الآلية في المحركات الأرضية والهوائية والبحرية.
قطعا لايوجد شك بأنه عندما يتمكن العدو من التحكم بطائراتنا من دون طيار واختراق شبكاتها الالكترونية، فإن هذه الطائرات ستصبح عديمة النفع.
وبحسب التقارير العسكرية الأمريكية، تشكل الأدوات الالكترونية الروسيّة علاوة على الأسلحة النووية ومنظومات الدفاع الجوي، ثالوث الخطر الحقيقي على أمريكا.
يذكر أن أمريكا أقرّت بتخلّفها عن روسيا والصين في مجال الحرب الإلكترونية، وذلك يعود الى أنها لم تتمكن حتى الآن من تصنيع تقنيات إطفاء "إشارات بثّ الأنظمة بعيدة المدى"، ولن تحصل على هذه التقنية قبل العام 2023.
كما أثارت قدرات روسيا في الحرب الالكترونية من خلال تمكنها على تشويش أنظمة البحث المكاني (GPS)والذي تتّكئ عليه كامل أجهزة الجيش الأمريكي، أثارت قلق واشنطن بشدّة.
وفي وقت سابق كشفت مجلة " Foreign Policy" عن قدرات روسيا في حرب السماء، حيث قالت أن موسكو تستخدم أسلحة وآليات قائمة على التكنولوجيات العالية من شأنها التشويش على الطائرات بلا طيار وحجب كافة الاتصالات في منطقة العمليات الحربية.
ولفتت الصحيفة الى قدرات روسيا في الحرب الالكترونية قائلة: تواجه الطائرات بدون طيار التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا التي تتابع سير النزاع في جنوب شرق أوكرانيا، مقاومة شديدة من جانب القوات الروسية التي تشوش إلكترونيا على عملها وتقوم بتعميتها عمليا.
وفاجأت سلسلة الانتصارات الناجحة للجيش الروسي في الحرب الالكترونية الخبراء الأمريكيين. حيث وجدت أمريكا نفسها أمام الجيش الروسي في أوكرانيا وسوريا مجهزا بمنظومات الحرب الإلكترونية من طراز "كراسنوخا". وتقوم هذه المنظومات بالتشويش على الرادارات والطائرات بلا طيار، مما جعل كبار الضباط في الجيش الأمريكي يعترفون بأنهم قد تأخروا عن الروس في هذا المجال.
وبحسب ما أوردته صحيفة "فورغين بوليسي"، قام الروسي باستعراض تقنياتهم في الحرب الإلكترونية منذ بدء تدخلهم في القرم في ربيع عام 2014.
وعندما استخدم خبراء الحرب الروس معدات الحرب الإلكترونية وجد العسكريون الأوكرانيون أجهزتهم اللاسلكية عاطلة حيث تنقطع عن العمل لمدة ساعات، وتابعت الصحيفة، أن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أبلغت عواصمها مرات عديدة بأن طائراتهم بلا طيار تتعرض لعملية إسكات اتصالاتها عبر نظام " GPS " للملاحة الفضائية من قبل وسائل الحرب الإلكترونية الروسية.