الوقت- كشف تحقيق صحافي نشر في "صحيفة الشروق" التونسية عن قيام تنظيم حملات وهمية للتبرع بالدم يجري لاحقاً تهريبها وبيعها في السوق السوداء في ليبيا بأضعاف ثمنها. وقد أثار التحقيق ضجة إعلامية كبيرة بعد كشفه حيث يقوم منظمو الحملات تحت عناوين مستعارة ومزيفة بدعوة الناس للتبرع بالدم من أجل معالجو ومساعدة جرحى ليبيا .
وفتحت السلطات التونسية تحقيقاً لكشف ملابسات القضية وتحديد المسؤوليات فالمتورطون في عملية إطلاق هذه الحملات هم أشخاص متقاعدون من وزارة الصحة. وتقول الصحفية منى البوعزيزي:" إن الصحيفة لديها معطيات وقرائن نترك لوزارة الصحة التونسية التحقيق فيها ولدينا حقائق أخرى سنعمل على كشفها ".
وكان أول المتضررين من هذه الحملات المركز الوطني لنقل الدم في تونس ، حيث أنه هو المسؤول الوحيد قانونياً عن تنظيم حملات التبرع الرسمية. كما أنه الجهة الوحيدة المخولة للتصرف وفق منظومة محكمة تكفل الحاجيات من الدم لطالبيها والسلامة من المخاطر الصحية .
وأشار سعيد العايدي وزير الصحة التونسي إلى أن الحديث عن المتاجرة بالدماء المتبرع بها "امر لا يمكن لي حالياً أن اؤكده أو أن أنفيه"، مؤكداً أنه تم فتح تحقيق في الموضوع "ولا يمكننا أن نقول أي شيء قبل جلاء نتائج التحقيق". وقد يساهم التحقيق في كشف ملابسات القضية وقد يؤدي إلى تعويمها. هكذا يرى مراقبون يشككون بأن يفضي التحقيق إلى نتائج مهمة، طالما لم يتم حجز الدماء المهربة ولا اعتقال السماسرة المشتبه بهم .