الوقت - طالب مسؤولون أمريكيون من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) بطرح مشروع شنّ هجمات إلكترونية سرية بهدف الإضرار وإحراج الحكومة الروسية، على البيت الأبيض.
وتبحث دولة الرئيس باراك أوباما مسألة تنفيذ هجوم إلكتروني غير مسبوق ضد الحكومة الروسية، وتعزو واشنطن هذا الرد الانتقامي الى مزاعمها بشأن تدخل موسكو في الانتخابات الأمريكية، بحسب ما ذكره مسؤولون استخباراتيون لقناة NBC الاخبارية.
وكشف المسؤولون لـ NBC، أن الـ (CIA) كانت تتأهب للبدء بهذه الهجمات الالكترونية العدائية، عن طريق اختيار الأهداف ووضع تحضيرات لعملية كبرى. وأن المخابرات الامريكية جمعت معلومات قادرة على كشف المشاريع الحكومية التي يديرها ويشرف عليها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وجاءت هذه التهديدات من قبل الـ (سي آي ايه) بعد الإتهامات المزعومة المتكررة باختراق روسيا لأجهزة الانتخابات الامريكية، والتي أدت بحسب الاستخبارات الامريكية لكشف آلاف البرائد الإلکترونية التي يتناقلها ممثلون كبار للحزب الديمقراطي.
وتوعد جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي قائلا: إن هذا الهجوم الإلكتروني (الذي ستشنه الـ سي آي ايه) سيكون بمثابة رسالة للكرملين.
وواصل النائب الامريكي تهديداته لروسيا، متوعدا بأن الحملة الالكترونية ستكون في وقت مناسب تختاره واشنطن، وفي ظروف تكون ذات تأثير هائل، مضيفا بأنه يفضل أن لا يعرف الشعب الأمريكي عندما ترسل الرسالة.
وإستعرت حرب الهجمات الإلكترونية المتبادلة بين روسيا وامريكا، بعد تراجع ملفت في العلاقات على خلفية الازمة السورية خلال الأسبوع الماضي بين القوتين العظميين، الأمر الذي دفع رئيس المخابرات البريطانية الى وصف هذه المرحلة بـ"حقبة جديدة أشد خطورة من الحرب الباردة".
ويذكر أن المخترق المشهور "Guccifer" قام بنشر آلاف البرائد الإلکترونية فضحت معلومات سرية للحزب الديمقراطي الامريكي، وقام بتداولها أعضاء اللجنة الوطنية الديمقراطية، قبل أن يتم عقد المؤتمر الحزبي في تموز/ يوليو، ودفعت الرسائل أعضاء الحزب الى مناقشة كيفية إحباط ترشح السيناتور بيرني ساندرز، كما أدت إلى استقالة رئيس اللجنة ديبي شولتز.
كما كشفت معلومات سابقة بأن مجموعة تحت عنوان "DC Leaks" قامت بتسريب تفاصيل لجواز ميشيل أوباما، ومجموعة ثالثة، تسمى "Fancy Bears" سعت الى إرباك الانتخابات العامة البريطانية في عام 2015، من خلال نشر صور لتنظيم إسلامي يخترق خوادم القنوات التلفزيونية الكبرى.
مما ذكرناه آنفا نستخلص أن الإتهامات بحق روسيا وصلت الى أوجها في الآونة الأخيرة، لاسيما بعد أن قامت ويكيليكس بنشر آلاف الرسائل المسربة تحت عنوان "ايميلات بودستا" (بودستا هي مديرة حملة هيلاري كلينتون الانتخابية). وکشفت هذه البرائد الإلکترونية عن علاقة هيلاري بوول استريت، وكشفت وجهات نظرها الواقعية بشأن الأزمة السورية. وكان المتهم الاول بهذه التسريبات هو الكرملين، على الرغم من أن موسكو نددت بهذه الاتهامات وفندت مزاعم اختراقها لحملة كلينتون الانتخابية.
وفي هذا السياق قال المتحدث باسم الكرملين "دميتري بيسكوف" في السابع من أكتوبر: هذه أيضا حملة أخرى من الخزعبلات، وعلى الرغم من تعرض مواقع الحكومة الروسية لآلاف الحملات الالكترونية ومحاولات التهكير، إلا أننا لم نوجه أصابع الاتهام الى واشنطن في أية مرة.