الوقت- تناولت مجلة "واكس" الأمريكية السجال الدائر بين ايران والسعودية في المنطقة من مختلف جوانبها وأوردت تقريرا قالت فيه "ان ايران والسعودية تخوضان منذ فترة طويلة حربا بالوكالة من أجل بسط سيطرتهما على الشرق الأوسط والعالم الإسلامي لكن الحرب بين هذين البلدين قد امتدت من سوريا واليمن الى الفضاء الإفتراضي وحروب التويتر حيث يقول كل من البلدين ان الطرف الآخر هو الداعم للارهاب وسبب في زعزعة أمن المنطقة".
واضافت المجلة: ان صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية نشرت مؤخرا مقالا كتبه وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الذي قال في ذلك المقال ان الوهابية هي السبب الرئيسي للعنف في الشرق الأوسط وان هذه الإيديولوجية المتطرفة تقوم السعودية بترويجها، وكتب ظريف في هذا المقال ان أسوأ عمليات سفك الدماء في المنطقة تتم على يد الوهابيين، لكن السفارة السعودية في أمريكا نشرت ردا على مقالة ظريف عدة رسوم غرافيكية اعتبرت فيها ايران بأنها هي مصدر الإضطرابات في الشرق الأوسط.
وتابعت المجلة: لقد قتل 2400 مسلم خلال موسم الحج في عام 2015 بسبب ضعف إدارة السعوديين وبينهم 460 ايرانيا وفي رد فعل سريع على ذلك قال قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي الخامنئي ان على السلطات السعودية ان تتحمل مسؤوليتها الثقيلة في هذه الحادثة الأليمة ويجب عليها ان تقبل بتعهداتها حسب القوانين لأن سوء الإدارة والأعمال غير المناسبة التي تسببت بهذه الفاجعة هي السبب الرئيسي لهذه الحاثة الأليمة، وقد أعلنت ايران الحداد العام 3 أيام بعد وقوع هذه الفاجعة.
وفي هذا العام اعتبر مفتي السعودية الايرانيين بأنهم غير مسلمين وبسبب هذه السجالات لم يتمكن الحجاج الايرانيون من الذهاب الى مراسم الحج في هذا العام لكن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قال في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره البريطاني فيليب هاموند ان السعودية لن تحرم أية دولة مسلمة من حضور مراسم الحج معتبرا ان سبب عدم حضور الحجاج الايرانيين هو عدم قبول ايران بتوقيع الإتفاق الأمني بين البلدين لحج هذا العام، وفي خضم هذا نشر الوزير محمد جواد ظريف مقاله في صحيفة نيويورك تايمز.
وقد كتب كاميرون غولن الذي يعمل في مركز وودرو ويلسون الدولي مقالا في شهر يناير عام 2016 قال فيه ان الحكومة الدينية في ايران ترفض بشدة نظام الحكم الملكي وقد فجر آية الله روح الله الخميني (ره) ثورة اسلامية في عام 1979 لإسقاط النظام الملكي في ايران وحينها توجست الحكومات الملكية المتحالفة مع أمريكا في الخليج الفارسي ومنها السعودية خيفة، ومن جهة أخرى قدمت ايران نموذجا آخر من الحكم الإسلامي تضمن إجراء الإنتخابات وهذا كان يتعارض كليا مع نظام الحكم السعودي ولذلك نجد ان السعودية أصبحت امام تحد جدي وصعب.
ان ايران قدمت نفسها كحكومة اسلامية حقيقية وحيدة وهي تقول منذ سنوات ان السعودية لا تمتلك القدرة على تنظيم مراسم الحج، وفي المقابل نجد ان السعودية غاضبة جدا من هذا الامر ولذلك ازدادت الاوضاع سوءا بين البلدين بعد حادثة منى.
ان السعودية تتهم ايران بدعم الجماعات الإرهابية في كل العالم لكن السعوديين ينسون بأنهم إعترفوا مؤخرا انهم كانوا يرسلون الدعم المالي الى الجماعات السنية المتطرفة في كافة انحاء الشرق الأوسط لفترة طويلة، ان السعوديين يدّعون أيضا ان ايران ومؤيديها تم إدانتهم بسبب هجماتهم الإرهابية في كافة أنحاء العالم لكنهم ينسون بسهولة ان أسامة بن لادن و15 من أصل 19 منفذا لهجمات 11 سبتمبر كانوا مواطنين سعوديين.
المصدر: مجلة واكس الامريكية