الوقت- كثير من الأ فلام الأجنبية والعربية نقلت لنا حقيقة الإرهاب والظلام الذي جعل بعض الدول العربية والأوروبية تعيش في ظله وكيف تعامل الناس مع هذه الأزمة. إلا أن التساؤل الأهم هل ما تنقله جميع هذه الأفلام استطاعت نقل الصور والحقائق الواقعية؟ ام أن كل طرف يغني على ليلاه..
فمؤخراً ظهر فيلم كردي إسمه "العاصفة السوداء" ليثير غضب الإيزديين معتبرين أن الفيلم يسئ للمجتمع الإيزيدي أكثر مما أنه ينقل بشاعة و قبح أعمال داعش.
وفي هذا السياق، صرح المتحدث باسم المجلس الروحاني الإيزيدي كريم سليمان إلى أن الشباب الإيزيدي اعترض سابقا على بعض مقاطع من الفيلم الكردي "العاصفة السوداء" التي عرضت في مهرجان بمدينة دهوك يوم الجمعة 9 سبتمبر/أيلول. فيما أكد فريق الإنتاج وجود سوء فهم لدى المعترضين.
وأضاف في حديثه مع إحدى وكالات الأنباء الألمانية ما تناولته مقاطع الفيلم الذي عُرض في مهرجان الأفلام الدولية في دهوك حول تعامل الإيزيديين مع الفتيات الإيزيديات الناجيات من قبضة تنظيم داعش، يخالف الواقع تماما ويسيء إلى المرأة والدين والمجتمع الإيزيدي".
وأكد في حديثه هذا على أن الإيزيديين لم يقدموا على قتل أية فتاة نجت من قبضة داعش، بل تم استقبالهن بكل تقدير واحترام من قبل عوائلهن.
كما أصدر المجلس الروحاني الإيزيدي في بداية الأحداث فتوى عامة بخصوص ضرورة استقبال الفتيات الناجيات بكل احترام وتقدير.
وتجدر الإشارة إلى أن الجهات الدينية والثقافية الإيزيدية ستجتمع لاتخاذ قرار بهذا الشأن.
وقد قالت فيان دخيل، النائب الإيزيدية في البرلمان العراقي، :"شاهدنا الفيلم السينمائي الكردي (العاصفة السوداء) بأسف بالغ، حيث تتناول قصته بعض جوانب تداعيات كارثة اجتياح سنجار، ومن ضمنها تحرر الإيزيديات من قبضة تنظيم داعش الإرهابي".
النائب الإيزيدية في البرلمان العراقي فيان دخيل
وأوضحت أن "العالم كله يشهد للإيزيديين حُسن استقبالهم لأي ناج أو ناجية من قبضة التنظيم، بل إن الاحتفاء بالناجيات يتم بشكل مبالغ به؛ لأن ذوي كل مختطفة يعتبرون يوم نجاة ابنتهم بمثابة كتابة عمر جديد لها، ولم تحصل أية إساءة لأية ناجية رغم أنه تم إنقاذ نحو 2500 فتاة وامرأة خلال السنتين المنصرمتين، لأننا مجتمع متحضر ومتمدن وندرك أن ما أصاب بناتنا كان غصباً عنهن وليس وفق إرادتهن".
وأضافت قائلة:" يسرد علينا الفيلم السينمائي قصصا ولقطات لا ترتبط بالواقع بأية صلة، بل هي من الخيال المريض لمؤلفه والمنافية للواقع تماما، وهي تسيء للمجتمع الكردستاني بشكل عام، وللمجتمع الايزيدي بشكل خاص".
لقطة من الفيلم
جدير بالذكر، أن الجهات المختصة في إقليم كردستان العراق دعت إلى إيقاف عرض الفيلم، وكذلك منعت مشاركته في أي مهرجان محلي أو دولي، لأنه قد يؤدي إلى تداعيات لا يرغب بها أحد في ظل أن آلاف الشباب والرجال من ذوي المختطفات والناجيات يرون أن هنالك إهانات كبيرة لهم ولبناتهم بسبب هذا الفيلم الذي يُعتبر بذرة للفتنة ينبغي عدم السماح بنموها من خلال إيقاف عرضه.
وشارك في فعاليات المهرجان الدولي الرابع للأفلام في مدينة دهوك نحو أكثر من 40 دولة و120 من الأفلام الدرامية والقصيرة والوثائقية، كما عُرض الفيلم الكردي "العاصفة السوداء" الذي تناول أوضاع الإيزيديين بعد تعرَض مناطقهم لهجوم تنظيم "داعش"، ضمن فعاليات المهرجان، وهو من إخراج الفنان الكردي حسين حسن.