الوقت – مع بداية نهار السبت إنتشر نبأ توصل أمريكا وروسيا الى اتفاق لوقف اطلاق النار في سوريا ومحاربة تنظيم القاعدة وهو النسخة الثانية من مثل هذا الاتفاق بين الجانبين، فما كان أثر الإتفاق الأول الذي أبرم سابقا؟ وما هي الإحتمالات بشأن الإتفاق الثاني؟
رسالة راتني
في يوم 4 سبتمبر 2016 نشر المبعوث الأمريكي في الملف السوري مايكل راتني رسالة الى من يسمون بالمعارضة السورية وأخبرهم عن اتفاق وشيك مع روسيا تنهي بموجبه القوات السورية وحلفائها الاشتباكات في طريق الراموسة جنوب غربي حلب ويتم السماح لممثلي الأمم المتحدة بدخول هذه المدينة كما يجب على القوات السورية ان تنسحب من نقاط التفتيش القريبة من طريق الكاستيلو في شمال غرب حلب وتسحب أسلحتها الثقيلة من هذه المنطقة وتعلنها منطقة غير عسكرية كما يجب على الطيران السوري ان يمتنع من قصف مناطق تواجد التيار الرئيسي للجيش الحر بالاضافة الى سحب القوات من دمشق وحلب وهكذا يصبح طريق الكاستيلو في شرق حلب طريقا رئيسيا لإمداد الجماعات المسلحة منطقة غير عسكرية وهذا ينسحب أيضا على المناطق الجنوبية للمدينة، وتقول رسالة راتني انه اذا إستمرت الهدنة 7 أيام وتنسحب جميع القوات فإن روسيا وأمريكا سوف تتعاونان على وقف غارات الطائرات السورية وضرب تنظيم القاعدة.
تصريحات بوتين
في يوم 5 سبتمبر وعلى هامش اجتماع الدول العشرين في الصين قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تصريحات صحفية ان روسيا وأمريكا تمشيان على الطريق الصحيح بشأن سوريا معربا عن أمله في التوصل الى اتفاق قريبا بين البلدين للتعاون في مكافحة المنظمات الإرهابية التي تشمل ما هو موجود منها في سوريا.
الدعاية الإعلامية لواشنطن بوست
في يوم 7 سبتمبر اعلنت صحيفة واشنطن بوست نقلا عن عناصر تنفيذيين تابعين للرئيس الأمريكي باراك اوباما ان مسودة الإتفاق مع الروس حول ترتيبات وقف اطلاق النار وبدء العمليات المشتركة ضد الإرهاب في سوريا ستصبح مكتملة خلال بضعة أيام، وأشارت الصحيفة ان فحوى إتفاق وقف إطلاق النار يدور حول قضايا مثل الطوق المفروض على حلب وتأمين الأمن لإرسال المساعدات الإنسانية وإنهاء الغارات الجوية السورية في مدة زمنية محدودة لكي تبدأ أمريكا وروسيا من بعدها عملياتهما المشتركة ضد الإرهاب وقد أكدت الصحيفة نقلا عن المسؤولين الأمريكيين ان قضية حلب إستحوذت على القسم الأكبر من النقاشات.
الإتفاق النهائي
بعد الدعاية الإعلامية لواشنطن بوست قال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف ان الاتفاق بين موسكو وواشنطن لم تصبح نهائية وان النقاشات مستمرة لكن اليوم السبت اعلن وزير الخارجية الامريكي جون كيري بعد مفاوضات مطولة جدا مع نظيره الروسي سيرغي لافروف الاتفاق على وقف اطلاق النار في سوريا بدءا من يوم 12 سبتمبر.
ومن خلال ما تردد في وسائل الإعلام خلال الأيام الماضية عن المسؤولين الأمريكيين وتصريحاتهم يمكن إستخلاص الأمور التالية:
- ان حفظ حلب والأهم منه إنهاء العمليات الجوية السورية هما مطلبان أمريكيان أساسيان يريد الأمريكان فرضهما على الجانب الروسي.
- ان روسيا وامريكا تريدان ضرب تنظيم القاعدة في سوريا والذي تنتشر مواقعه بين مواقع انتشار مايسمى بالمعارضة السورية.
- بغض النظر عن فحوى الإتفاق يجب القول انه هو الثاني من نوعه وعلى غرار الإتفاق الاول يفتقر الى ضمانات تنفيذية ويعرض أمن قوات المقاومة الى خطر حيث يتذكر الجميع ان الروس قالوا في السابق مرارا انه رغم الطلب من الجماعات المعارضة السورية بالابتعاد عن مواقع جبهة النصرة لكن هذا الأمر لم يحصل وهذا في وقت لايريد الروس والامريكان قصف هذه المواقع المختلطة.
ان قائد هيئة اركان القوات المسلحة الروسية يؤكد ان التسامح في هذا الأمر مرفوض لأنه يضر بعملية قتال جبهة النصرة التي تتعاون مع ما يسمى بالمعارضة المعتدلة في حلب وإدلب وتستلم منهما السلاح والعتاد واستطاعت من خلال هذا التعاون ان تسيطر مجددا على مناطق العيس وخان طومان والزربة في جنوب حلب وتواصل الهجوم على شيخ مقصود في شمال حلب، وفي الحقيقة فإن الأمريكان لايفعلون شيئا مؤثرا الا الإصرار على عدم قصف مناطق تواجد جبهة النصرة بشكل مشترك مع من يسمون بالمعارضة المعتدلة.
- ان نتيجة وقف إطلاق النار السابق كان السقوط المفاجئ لخان طومان والقرى التي تلتها في جنوبي حلب وسقوط عشرات الشهداء، ان أمريكا تعلم جيدا إستحالة الفصل بين مواقع جبهة فتح الشام مع الجيش الحر ومن المستبعد ان تكون لها خطة واضحة لهذا الأمر حيث تقوم هذه الجماعات بشن هجمات متناسقة على مواقع قوات المقاومة.
وكان جون كيري قد اعترف في 15 يوليو الماضي بأن من يسمون بالمعارضة السورية يتعاونون مع جبهة النصرة لأنها تقاتل النظام السوري وقد قال جون كيري في حينه ان قتال جبهة النصرة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد ليس سببا لغض الطرف عن الطبيعة الإرهابية لهذا التنظيم، لكن كيري إكتفى بالقول انه يجب ايجاد حل لهذا الموضوع.