الوقت- يوما بعد يوم تتوالى فصول الفضيحة الأمريكية الكبرى في دعم العدوان السعودي الغاشم الذي يسفك دماء الأطفال والنساء والشيوخ في اليمن بوحشية ويضع البلاد على حافة المجاعة ويدمر بناها التحتية ويتسبب بكارثة إنسانية قل نظيرها في التاريخ المعاصر، ولا تقتصر الإدانات لهذا الدعم والتواطؤ الأمريكي على المسلمين ودولهم بل وصل الأمر حتى الى الصحافة الامريكية بالإضافة الى الجماعات الحقوقية والمنظمات الإنسانية، فالجريمة هي أكبر مما يتصوره الجميع.
وبكل وقاحة تقول إدارة أوباما إن الضربات الأخيرة في اليمن، مثل سابقاتها التي أودت بحياة الآلاف من المدنيين منذ مارس الماضي، لن يكون لها أي تأثير على الدعم الأمريكي للحرب السعودية، فيما قال المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية التي تشرف على العمليات الأميركية في الشرق الأوسط بما في ذلك دعم التحالف السعودي، إن الولايات المتحدة لن تجري تحقيقاً واحدًا في سقوط الضحايا المدنيين في اليمن.
في هذه الأثناء نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالاً يوم الجمعة 19 أغسطس/آب للصحفي صامويل أوكسفورد، ومراسل شبكة "فايس نيوز" من أروقة الأمم المتحدة، اتهم فيه الولايات المتحدة بغض الطرف عن المجازر السعودية في اليمن.
وقال صامويل، إنه في غضون أربعة أيام في وقت سابق من هذا الشهر، قصف التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن مستشفى تدعمه أطباء بلا حدود، مما أسفر عن مقتل 19 شخصاً. وقصفت مدرسة، وقتل 10 أطفال، عمرهم 8 سنوات، كما دمرت جسراً حيوياً عن طريقه يدخل إلى صنعاء 90% من احتياجاتها الغذائية، في خطوة منها لمعاقبة الملايين من المدنيين.
ويضيف: في الحرب التي شهدت تقارير عن انتهاكات حقوق الإنسان من كل جانب، فإن هذه الهجمات الثلاث ليس كمثلها. ولكن إدارة أوباما تقول إن هذه الضربات، مثل سابقاتها التي أودت بحياة الآلاف من المدنيين منذ مارس الماضي، لن يكون لها أي تأثير على الدعم الأمريكي للحرب السعودية في اليمن.
وتابع: في ليلة 11 أغسطس من هذا الشهر، قصفت طائرات التحالف الجسر الرئيسي الممتد من الحديدة، وعلى طول ساحل البحر الأحمر إلى صنعاء، وعندما لم ينهار الجسر تماماً، عادوا في اليوم التالي لتدميره كلياً.
ويوم 14 أغسطس، ضرب التحالف مدرسة في محافظة صعدة. وقال مسؤولون سعوديون إنهم قصفوا مركزاً تدريبياً لتجنيد الأطفال من قبل أنصارالله في حين أكدت منظمة رعاية الطفولة التابعة للأمم المتحدة أنها كانت مدرسة دينية.
وبعد يوم، هاجمت الطائرات الحربية مستشفى تدعمه منظمة أطباء بلا حدود، ويعد الهجوم الرابع على منشأة لمنظمة أطباء بلا حدود منذ أكتوبر تشرين الأول وقتل 19 شخصاً، على الأقل، بما في ذلك موظف يعمل مع المنظمة.
وكشف الصحفي صامويل، أن السعودية وحلفائها منعت الأمم المتحدة من التحقيقات في اليمن، وتذمرت عندما نظر مجلس الأمن إلى القرار بأنه يهدف إلى حماية المدنيين اليمنيين، وأشار صامويل "أن السعودية أيضاً أنذرت عمال الإغاثة بمغادرة مناطق كثيرة من اليمن"، وأضاف "ينذر قرار منظمة أطباء بلا حدود انسحابها من 6 مناطق يمنية، بالشر بسبب القصف العشوائي للتحالف. وبدون وجود المنظمة، سيكون من الصعب جداً معرفة عدد الضربات في المستقبل في هذه المناطق".
ولفت صامويل، في مقاله في صحيفة "نيويورك تايمز"، أن كثيرين في واشنطن يرون دعم قوات التحالف التي تقودها السعودية، ضرورية للحفاظ على العلاقات الأمريكية السعودية بعد الاتفاق النووي مع إيران العام الماضي. وتباعاً لذلك استخدمت السعودية هذه الفسحة لتنفيذ حملتها الوحشية في اليمن.
وكشف، أن المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية التي تشرف على العمليات الأمريكية في الشرق الأوسط بما في ذلك دعم التحالف، أخبره الأسبوع الماضي، أن الولايات المتحدة لن تجري تحقيقاً واحدًا في سقوط الضحايا المدنيين في اليمن.
وعلى الرغم من أن إدارة أوباما أصرت، في الأيام الأخيرة، على أنها تريد من كل الأطراف في حرب اليمن على وقف القتال. لكن عندما ننظر الناقلات الأمريكية محملة بالقنابل الأمريكية الصنع متجهة إلى اليمن، فإن البيت الأبيض من الواضح لا يدرك أنه يشن حرباً.
وهكذا يكشف هذا المقال المنشور في نيويورك تايمز مدى التورط الامريكي في المجازر الجارية على أرض اليمن وعدم إكتراث البيت الأبيض بذبح شعب اعزل كرمى لعيون حلفائهم السعوديين الذين يرشون الساسة الغربيين بدولارات النفط لكي لا يقفوا ضدهم في مثل هذه الاوقات حينما يهلكون الحرث والنسل.