الوقت- شن الكيان الإسرئيلي منذ تشكيل الحكومة في قطاع غزة على يد حركة حماس عددا من الحروب والإعتداءات على القطاع كان أبرزها حروب الـ 22 يوما و8 أيام والـ 51 يوما وفي كل هذه الحروب تفاجأ كيان الإحتلال بشكل ما بالقدرات العسكرية لكتائب القسام، فالإسرائيليين لم يتصوروا ابدا بأن قدرات حماس الصاروخية تشكل تهديدا لتل أبيب أو ان أنفاق الفلسطينيين سيشكل تهديدا فائقا لهم ولهذا يبذلون جهودا كبيرا لكشف وهدم هذه الأنفاق.
ومنذ إنتهاء حرب الـ 51 يوما في عام 2014 حتى الآن تعمل كتائب القسام على توسيع وتطوير قدراتها العسكرية بمختلف صنوفها ويعتقد الخبراء انه اذا أراد الكيان الإسرائيلي شن حرب أخرى على قطاع غزة فإنه سيتفاجأ هذه المرة بقدرات حماس البحرية وفي حال حدوث هذه المفاجأة فإن خسائر الإحتلال لن تقتصر على الجانب العسكري فقط وإن تهديد أمنه في البحر سيتسبب بحدوث خسائر في البنى التحتية وخسائر إقتصادية كبيرة للإسرائيليين وإن تدمير السفن التجارية المتوجهة إلى فلسطين المحلة وتفجير منصات الحفر وخطوط نقل الغاز وشبكات الألياف الضوئية البحرية هي نماذج من هذه الخسائر.
قبل حرب الـ 51 يوما كان الكيان الإسرائيلي يصف في دعاياته الإعلامية القدرات البحرية لحماس بأنها بسيطة جدا لكن في اليوم الثاني من تلك الحرب شنت كتائب القسام عملية زيكيم البحرية التي نفذ خلالها عدد من قوات الكوماندوس القساميين الى داخل هذه القاعدة البحرية الإسرائيلية وفي هذه العملية التي تعتبر من أكثر العمليات تعقيدا وأهمية في هذه الحرب استطاع المجاهدون الفلسطينيون قطع مسافة كبيرة بالسباحة والغوص واجتياز الحدود البحرية لكيان الإحتلال والإشتباك مع الجنود الإسرائيليين في قاعدة زيكيم، ورغم سعي الجيش الإسرئيلي على التستر على خسائره في هذه العملية لكن بث فيلم فيديو عن هذه العملية دحض مزاعم الإحتلال واثبت هزيمته في تلك العملية.
وبعد انتهاء حرب الـ 51 يوما زعم الكيان الإسرائيلي ان قدرات حماس البحرية قد اصبحت معدومة، لكن الخبراء العسكريين يعتقدون ان هذه القدرات تم ترميمها منذ عام 2014 حتى الآن ووصلت الى درجة يمكنها كشف ضعف أجهزة الإستخبارت الإسرائيلية والنفوذ في الجدار الأمني الإسرائيلي وإرباك الجيش الإسرائيلي وان التجارب السابقة تثبت بأن حماس قادرة على إستخدام وحداتها البحرية ضد الكيان الإسرئيلي مرارا وتكررا.
يقول الخبير العسكري الفلسطيني واصف عريقات ان القوات البحرية ووحدة الكوماندوس التابعة لكتائب القسام نقلت المعركة الى قلب أراضي العدو وإجتازت الجدار الأمني الذي يحمي المستوطنين فهؤلاء نزعوا أدوات القوة من يد المحتلين وأحدثوا ثغرات في بناه الأمنية والإستخبارية والعسكرية، ان كتائب القسام تسعى من خلال توسيع قواتها البحرية لإستخدامها في إطار ادوات الضغط التي تمتلكها لتوسيع دائرة المواجهة مع المحتلين في أية حرب قادمة وهذا يدل على نجاح كتائب القسام في الأخذ بزمام المبادرة وممارسة الضغط على الكيان الإسرائيلي.
ومن الجدير ذكره إنه بعد الدعايات الإعلامية الإسرائيلية الواسعة لوصف القدرات البحرية لحماس بأنها ضعيفة كتب موقع دبكا فايل المقرب من الدوائر الأمنية الإسرائيلية قبل يومين "ان الأسطول البحري الصغير والمتقادم لإسرائيل ليس جاهزا لمواجهة تهديدات فصائل تعد نفسها لحرب غير متكافئة مثل حماس، ان القوات البحرية الإسرائيلية تستخدم مجموعة متنوعة من السفن في مختلف الأحجام والقدرات من حيث السرعة والقدرة على الرؤية ونقل القوات والأسلحة وامتلاك الأنظمة المعلوماتية لكنها في نفس الوقت ليست قادرة على مواجهة الأسلحة التي يمكن ان تستهدف السواحل الإسرائيلية.
وهكذا يمكن القول ان القدرات البحرية لحماس تشكل مصدر قلق جدي للكيان الإسرائيلي وباتت قوة رادعة أمام نشوب الحرب الرابعة في غزة.