الوقت - يعرض تلفزيون المنار فيلما وثائقيا من ثلاثة أجزاء، يركز فيه على عرض أهم إخفاقات حرب تموز عام 2006 التي شنها الكيان الاسرائيلي على المقاومة، كما وردت على لسان قادة اسرائيليين أشرفوا على تلك الحرب.
وللمرة الأولى وباعترافات مذّلة زلقت من أفواه قادة الاحتلال، عكست خيبتهم وحالة الإحباط التي يعيشها جيشهم بعد فشلهم الذريع في حرب تموز 2006. وتظهر هذه الاعترافات في فيلم وثائقي بعنوان "الخيبة" أعده قسم الشؤون الاسرائيلية في قناة المنار، والذي يبدأ عرضه يوم الاربعاء 3/8/2016، على القناة.
واشار صانع الفيلم الوثائقي، محرر الشؤون الاسرائيلية في تلفزيون المنار حسن حجازي، الى أن الفيلم يعرض اهم اخفاقات الكيان الإسرائيلي في حرب تموز 2006 كما وردت على لسان قادة تلك الحرب، والذين يتمثلون برئيس حكومة الكيان "ايهود اولمرت" ووزير حربه "عمير بيريتس" ورئيس اركان جيش الاحتلال حينها "عمير بيريتس".
وبعد مرور عشر سنوات على حرب 12 يوليو / تموز 2006، أيقن الكيان الإسرائيلي أنه غير قادر على مواجهة مقاتلي حزب الله، حيث أظهرت بوضوح مدى هشاشة القوة العسكرية الإسرائيلية أمام إرادة بضعة مئات من مقاتلي المقاومة، ففي سابقة فريدة من نوعها في تاريخ الحروب العربية الإسرائيلية، نجحت المقاومة اللبنانية في ضرب العمق الإسرائيلي، هذا بجانب الخسائر العسكرية الفادحة التي تكبدتها تل أبيب.
وكانت الاحصائيات الإسرائيلية كشفت أن حصيلة 32 يوما من القتال مع حزب الله جاءت كالتالي، مقتل 119 عسكريا و39 مدنيا إسرائيلياً، 5000 جريح، سقوط 3970 صاروخ كاتيوشا من صواريخ المقاومة على مدن شمال ووسط فلسطين المحتلة عام 1948، بالإضافة الى خسائر اقتصادية تصل إلى 25 مليار شيكل.
وينقل الفيلم شهادات قادة الكيان الإسرائيلي حول عجزهم عن تحقيق أهداف الحرب التي أشعلوها، حيث وصفهم الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، بالجهل وقلة خبرة هؤلاء القادة.
ويوضح الفيلم كيف دفع فشل حماية الجبهة الداخلية للكيان الاسرائيلي من صواريخ المقاومة، قادة الكيان الإسرائيلي الى البحث عن اي صورة انتصار وهمية لإقناع جمهورهم بنجاح الحرب، لاسيما من خلال السعي المتواصل لاغتيال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي فاجأهم عدة مرات وسط المعارك بخطواته الميدانية.
كما يعرض الفيلم في مشاهده المحكمة، سعي الكيان الإسرائيلي المستميت لتحقيق إنجازات في المواجهة البرية مقابل حزب الله وفشله في تحقيق اي مكسب مقابل المقاومة الشرسة التي واجهها على الحدود والقرى الجنوبية المحاذية لتلك الحدود مع عرض ما حصل مع قوات الكيان في مارون الراس وبنت جبيل وغيرها وكيف انعكس ذلك على معنويات القادة الاسرائيليين.
ويوثّق الفيلم بحسب مسؤول قسم الشؤون الاسرائيلية، مساعي الكيان الإسرائيلي في الساعات الاخيرة من الحرب الى تحقيق مكسب ميداني عبر العملية البرية الواسعة في وادي الحجير وفشله في ذلك ومدى تأثير سقوط الخسائر البشرية بين قوات الاحتلال على قرارات قادة الكيان.
ويبرز فيلم الخيبة في آخر مشهد، النهاية التي لقيها كل من اولمرت وبيريتس وحالوتس وكيف أطاحت بهم الهزيمة في حرب تموز عن مسرح القيادة بعد ان علقوا آمالا كبيرة بالمستقبل السياسي الذي سيجنونه من حرب تموز.
إن الكيان الإسرائيلي يخشى مفاجآت حزب الله في حال وقوع حرب أخرى، ويخضع جيشه لتدريبات مكثفة يعد خلالها أفضل ما لديه من وحدات النخبة والكفاءات القتالية استعداداً للمواجهة المقبلة في حال حدوثها وفق ما كشفت عنه وسائل الاعلام الاسرائيلية. ويحاول الجيش الإسرائيلي عبر التدريبات إعادة تعويم وحداته الخاصة ومنها وحدة ايغوز.
ويعد الامر المهم بحسب التلفزيون الاسرائيلي هو معرفة ما يحضّره حزب الله من مفاجآت يستقبل بها الجنود الاسرائيليين في المواجهات الحقيقية. فقد كشفت وسائل اعلام الكيان الإسرائيلي عن مناورة اجرتها وحدة إيغور في ظروف قاسية جداً مشابهة لما تعرض له الجيش الاسرائيلي اثناء حرب تموز/يوليو 2006، وتضمنت المناورة تعويد الجنود على تحمل اثقال تصل الى خمسة وثلاثين كيلوغرام وقطع مسافات تصل الى نحو أربعين كيلو متراً، وفي درجة حرارة مرتفعة مع الاكتفاء باستهلاك كميات قليلة من المياه كل ذلك من أجل تدريب الجنود على مواجهة حزب الله وجهاً لوجه في اقسى الظروف الميدانية.