الوقت- اكد تقرير جديد اعدّه مركز الابحاث التابع لوزارة الدفاع الامريكية "البنتاغون" ان الاوضاع الاقتصادية والعسكرية الامريكية ستتدهور بشدة حتى عام 2035 وان القوى العالمية الاخرى ستضع امريكا خلفها.
وافادت قناة روسيا اليوم ان هذا التقرير يشدد على ان امريكا سترى نفسها في عام 2035 في منافسة اقتصادية وعسكرية شديدة مع الصين وروسيا وان هذين البلدين سيتخطيان امريكا في بعض المجالات مستفيدين من هذا العالم الذي يسوده التنافس والفوضى، ويضيف التقرير ان امريكا وحلفائها سيعيشون بعد 20 عاما في عالم يعد فيه ايجاد نظم عالمي صعبا جدا ان لم يكن مستحيلا.
وجاء في هذا التقرير: في النظم العالمي المستقبل سيكون هناك عدد قليل من الدول التي تحظى بارادة سياسية واقتصادية وقدرات عسكرية تجبر الآخرين على تغيير مواقفها وان الاحلاف والقوى المشتركة ستعاني من التنافس والفوضى وان القوى الناشئة والصاعدة مثل الصين وروسيا والهند وايران او البرازيل سيعبرون دائما عن قلقهم وعدم رضاهم بسبب ادوارهم وقدراتهم.
ويقول باحثو البنتاغون في فقرة اخرى من هذا التقرير "ان روسيا تمضي الان في تحديث قدراتها النووية العابرة للقارات والبرية والجوية والبحرية وتقوم بعمليات رادعة مثل التمارين النووية المفاجئة وتحليق قاذفاتها وطائراتها الاستطلاعية الاستراتيجية فوق المناطق الخاضعة للسيطرة الامريكية".
ويؤيد هذا التقرير ان روسيا والصين هما من ضمن الدول غير الراضية عن المفاهيم الراهنة للنظم الدولي، ويعّد التقرير روسيا والصين والهند وباقي الدول التي ذكرها من الدول التي تبحث عن اعادة النظر فيما يجري وتسعى الى ايجاد ائتلافات دولية بديلة في حين يؤثر تقليص الموارد التي يعتمد عليها الغرب على مقدار الهيمنة الامريكية على العالم.
ورغم ان منظمات مثل منظمة شنغهاي للتعاون والاتحاد الاقتصادي لاوراسيا تبدو الان ضعيفة لكنها تستطيع ان تتحول الى منظمات متعددة الجنسيات اذا ضمت دولا ناشئة وصاعدة وتغير في النتيجة اسس وقواعد النظم الدولي لصالحها.
كما يحذر هذا التقرير "ان الضغوط السكانية والمالية ستستمر للتحدى قدرات وامكانيات الناتو، ففي آسيا يمكن ان يؤدي تراجع وتقليص التعهدات الامريكية الى تشجيع حلفاء وشركاء امريكا على بذل جهود احادية لتحديث قدراتهم العسكري او البحث عن تحالفات جديدة والتعاون البديل.
ورغم ان تقرير البنتاغون يؤكد عدم ظهور اية قوة عالمية تستطيع الحد من نفوذ وقوة امريكا العالمية حتى الان لكنه يذعن بأن امريكا مضطرة للعمل من الان فصاعدا في عالم لا تزداد فيه القوة العسكرية والاقتصادية لامريكا وحلفائها بسرعة تطور قدرات منافسيهم، فهناك الكثير من الدول التي ستستطيع انتاج قدرات عسكرية محلية او حتى قدرات اعلى من قدرات الجيش الامريكي وحلفاء امريكا في وقت يضمحل فيه التفوق التكنولوجي الامريكي امام الرد غير التقليدي وغير المتكافئ للاعداء.
ويقدم هذا التقرير رؤية عن اوضاع العالم في عام 2035 ويستخلص: ليس معلوما ان تمتلك امريكا الاختصاص اللازم للتعامل في آن معا مع التحديات التنافسية والخلل المستمر والتمتع بالقابليات المخطط لها وامتلاك سياسة فاعلة وموارد مالية في نفس الوقت، وسيأتي يوم سيصبح بالإمكان ادارة المشاكل المتعلقة بالأمن العالمي بشكل افضل وتجنب القيام بالخطوات ذات التكلفة العالية لحل هذه المشاكل بشكل واسع.
ان موسكو ترفض باستمرار التهم الموجهة اليها بدعم الطموحات العالمية لمواجهة القوة الامريكية وقد قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش القمة الاقتصادية الدولية في سن بطرسبورغ: ان روسيا ليست لديها تطلعات لتصبح قوة عظمى او البقاء لوقت قصير في وضعية القوة العظمى، اننا لن نتحرك بشكل هجومي بل سندافع دوما وباستمرار عن مصالحنا.
ان روسيا اتبعت منذ بداية العام الجاري نسخة جديدة عن نظريتها للسياسة الخارجية تتضمن توجهات نحو بناء عالم متعدد الاقطاب ومتعدد المراكز.
وقد قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في شهر ابريل " ان التحرك نحو بناء متعدد المراكز يجب ان يجري بشكل مثالي وعلى اساس التعامل بين المراكز الرئيسية للسلطة" لكنه اضاف بأنه ليس واثقا من ان مثل هذا البناء سيصبح في متناول اليد.