الوقت- بالتوازي مع اكمال الجيش السوري طوقه على مدينة حلب وتحرير حي بني زيد شمال المدينة والذي يعد مقعل تنظيم جبهة النصرة في حلب، بدأ الحديث عن ممرات انسانية للمدينيين والملسحين الراغبين بالقاء سلاحهم يطفو على السطح بشكل كبير، لتتحول قضية الممرات الى سجال سياسي بين موسكو وواشنطن ولتدخل فيما بعد الأمم المتحدة على هذا الخط.، في حين كان للمسلحين كلام آخر تمثل بقصف تلك الممرات ومنع المدنيين من الخروج.
اذ هدد وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، بإنهاء التعاون الكامل مع روسيا بشأن سوريا في حال كانت العملية العملية الإنسانية التي اطلقتها روسيا في مدينة حلب "خدعة".
وقد بدأت روسيا مع الحكومة السورية عملية إنسانية في حلب، الثلاثاء 28 يوليو/تموز الجاري، لإيصال مساعدات إلى أهالي هذه المدينة السورية المحاصرة.
الرد الروسي على كيري لم يتأخر، اذ أكدت وزارة الدفاع الروسية أن عملية حلب إنسانية بحتة، معربة عن استغرابها بشأن موقف بعض السياسيين الذين يرون أهدافا خفية وراء خطوات روسيا.
وقال أناتولي أنطونوف نائب وزير الدفاع الروسي للصحفيين الجمعة 29 يوليو/تموز، "مستعدون لنفعل كل ما بوسعنا من أجل تقديم المساعدات إلى المواطنين المسالمين وحتى المسلحين الراغبين في إلقاء السلاح"، وأكد إمكانية فتح ممرات إنسانية ليس فقط من حلب بل وإلى المدينة، إذا اقتضت الضرورة ذلك، مشيرا في ذات الوقت إلى أن الجانب الروسي لن يسمح في أي ظرف بتدفق المزيد من الأسلحة إلى المناطق التي يسيطر عليها مسلحون.
وتابع نائب وزير الدفاع: "وزارة الدفاع بالتعاون مع الخارجية الروسية بدأت عملها على جذب منظمات إنسانية دولية من أجل تقديم المساعدات للمدنيين في الجمهورية العربية السورية. وقد وجهت دعوات الوزارتين إلى النظراء في الخارج والدول البارزة لدعم جهود الجانب الروسي الرامية إلى تقديم المساعدات الإنسانية لسكان حلب".
وأكد أنطونوف أن ردود الأفعال الأولية تولّد بعض التفاؤل، مشيرا إلى أن ممثلي "أطباء بلا حدود" والصليب الأحمر الدولي ومكتب المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا قالوا إن أي مبادرة تسمح للمدنيين السوريين بالانتقال إلى مناطق أكثر أمنا قد تكون إيجابية، وأضاف أن مسائل تنفيذ مشروع تقديم المساعدات على الأرض تتطلب تخطيطا وتحضيرا بشكل دقيق.
الأمم المتحدة تدعم فتح الممرات الانسانية في حلب
وفي سياق متصل، اعرب المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، عن دعم المنظمة الدولية لكل مبادرة تهدف إلى مساعدة المدنيين، وأكد ضرورة ترك مسألة الممرات الإنسانية للمنظمة، وقال دي ميستورا: "نرحب مبدئيا بفتح ممرات إنسانية في الظروف المناسبة، تتيح حماية المدنيين، ودرسنا باهتمام بالغ المبادرة الروسية، التي أعلن عنها قبل يوم، ونتطلع إلى الحصول على مزيد من المعلومات بشأنها من الجانب الروسي".
وشدد دي ميستورا على الحاجة الماسة إلى ادخال تحسينات، بما في ذلك بشأن إعلان الهدنة الإنسانية لـ48 ساعة، موضحا أنه لا يمكن إقناع المواطنين بمغادرة المدينة أو إيصال المساعدات الإنسانية إليهم عبر ممرات إنسانية، تتعرض للقصف المستمر.
ودعا المبعوث الدولي الطرف الروسي إلى ترك مسألة الممرات الإنسانية إلى الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية، مؤكدا أن لدى هذه المنظمات خبرات طويلة في هذا المجال، وقال دي ميستورا: "هذا هو عملنا، وإيصال المساعدات إلى المحتاجين هو هدف أسست الأمم المتحدة من أجله.
وقال دي ميستورا إنه لا يمكن إجبار أحد على مغادرة المدينة عبر ممرات إنسانية حسب المبادرة الروسية، مؤكدا أهمية أن تتاح للمواطنين فرصة المغادرة إلى المناطق، التي يختارونها، وتقديم الضمانات للمدنيين الذين يختارون عدم مغادرة الأحياء الشرقية لمدينة حلب.
وأكد المبعوث الأممي على ضرورة حماية المواطنين وتقديم المساعدة إليهم أينما كانوا، وحث جميع أطراف النزاع السوري على تسهيل إيصال المساعدات الأممية إلى المحتاجين.
وكان وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، أعلن الخميس، 28 يوليو/تموز، أن الحكومة السورية والجيش الروسي يطلقان عملية إنسانية واسعة النطاق في مدينة حلب، وأضاف أنه سيتم فتح 3 ممرات إنسانية في المدينة لخروج المدنيين والمسلحين الراغبين في إلقاء السلاح، بالإضافة إلى ممر آمن رابع نحو طريق الكاستيلو لمسلحي الجيش الحر الذين مازلوا يحملون السلاح.
المسلحين يقصفون الممرات الأمنة وتمنع الذكور من الخروج
الى ذلك كان للجماعات المسلحة في شرق مدينة حلب كلام آخر، اذ قامت بقصف الممرات الأمنة التي افتتحها الجيش السوري لخروج المدنيين، ومنعت الذكور من مغادرة مناطق القتال في الأحياء الشرقية لمدينة حلب وتهدد بقتل كل من يحاول الفرار إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش السوري.
و قصف المسلحون، الخميس 28 يوليو/تموز، ممرا إنسانيا في حي بستان القصر، خصص لإيصال المساعدات إلى المدنيين المقيمين في المدينة، وأسفر القصف عن إصابة 4 نساء. وعلى إثر ذلك قام الجيش السوري بغلق الممر، الذي تعرض للقصف، بشكل مؤقت،وأكدت مصادر محلية من داخل المدينة أن المسلحين لا يسمحون بمغادرة منطقة المواجهات عبر ممرات آمنة إلا للنساء والأطفال والمسنين، مضيفا أن المتشددين "يحتجزون، في الواقع، الرجال تحت سن الـ50 كرهائن".
في الوقت نفسه، قالت وسائل إعلام موالية سورية إن المتشددين يهددون بالموت كل من سيحاول الفرار من أحياء حلب الشرقية الخاضعة لهم إلى المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوري.